«رساميل»: الأسواق الأميركية تواصل الأداء القوي

نشر في 20-02-2017
آخر تحديث 20-02-2017 | 00:00
مؤشرات أسواق الولايات المتحدة
مؤشرات أسواق الولايات المتحدة
قال التقرير الأسبوعي الصادر عن شركة رساميل للاستثمار، إن أسواق الولايات المتحدة واصلت الأداء القوي، الذي تحققه في الفترة الأخيرة مع استمرار تداول المؤشرات عند أعلى مستوياتها القياسية على الإطلاق أو قربها.

ووفق التقرير، يبقى المستثمرون، في هذا الوقت، بانتظار التخفيضات الضريبية، التي أكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب مراراً خلال حملته الانتخابية وبعد وصوله إلى البيت الأبيض أنه سيقوم بها، فهذا الخفض يوفر حافزاً إضافياً لقطاع الأسهم، لاسيما أسهم القطاع المصرفي. وفي التفاصيل، فإن حجم الضريبة في المتوسط على أكبر البنوك في الولايات المتحدة وصل إلى حوالي 28 في المئة خلال الفترة الممتدة بين عامي 2013 و 2015، مقارنة مع 14 في المئة فقط هو المتوسط بالنسبة لجميع الشركات الكبيرة. ولم يوقف تنفيذ هذا الخفض الضريبي المسيرة التصاعدية لأسهم البنوك، حيث يعتبر مؤشر القطاع المصرفي بالفعل الأفضل أداء منذ الانتخابات الرئاسية في شهر نوفمبر الماضي، وأفضل مثال على ذلك سهم Goldman Sachs الذي وصل إلى مستويات قياسية الأسبوع الماضي.

وعلى صعيد آخر، قالت رئيسة مجلس الاحتياطي الفدرالي الأميركي (البنك المركزي) جانيت يلين، إن رفع أسعار الفائدة خلال الفترة المقبلة قد يكون مناسباً، إذا كان أداء الاقتصاد المحلي متوافقاً مع توقعات البنك المركزي المستقبلية للارتفاع التدريجي للتضخم وتحسّن سوق العمل.

وأضافت يلين، أن «لجنة السياسات المفتوحة في الاحتياطي الفدرالي سوف تعمل في اجتماعاتها المقبلة على تقييم حالة سوق العمل والتضخم، والتأكد مما إذا كان معدلهما مستمراً في التطور، تماشياً مع هذه التوقعات. وإذا كان الوضع كذلك، فإن القيام بتعديل آخر على سعر الفائدة على الأموال الفدرالية سيكون على الأرجح أمراً مناسباً». وكان أي تلميح إلى رفع معدلات الفائدة في الماضي يدفع بأسواق الأسهم إلى التراجع، أما الآن، وعلى الرغم من التعليقات المتشددة من يلين بشأن رفع أسعار الفائدة، فإن الأسهم تتجه نحو تحقيق أطول فترة من المكاسب في غضون أكثر من ثلاث سنوات.

وكانت تعليقات يلين قبل حوالي العام حول إمكانية رفع أسعار الفائدة تدريجياً قد دفعت بمؤشر S&P 500 إلى التراجع بنسبة 1.1 في المئة، لكن التحسّن، الذي يشهده سوق العمل والإنفاق الاستهلاكي الأسرع، يدعمان النمو المستدام مما يجعل الانتظار وقتاً طويلاً مسألة محفوفة بالمخاطر.

أوروبا

لم يطرأ تغيير يذكر على مؤشر STOXX Europe 600 خلال تداولات الأسبوع الماضي. في هذا الوقت واصل وزراء مالية دول منطقة اليورو ومسؤولو صندوق النقد الدولي محادثاتهم بشأن الديون السيادية اليونانية. ويأمل الجانبان التوصل إلى اتفاق بحلول الأسبوع المقبل، بالتالي استمرار الصندوق في تمويل اليونان والإفراج عن 7 مليارات يورو لها قبل الانتخابات الأوروبية. كما يأمل الدائنون تجنّب مناقشة مشكلة الديون السيادية لليونان وسط تعاظم نفوذ الأحزاب والحركات الشعبوية في أوروبا، في حين كان صندوق النقد الدولي قد حذر في تقرير له من أن ديون اليونان لا تحتمل بتاتاً حتى مع التطبيق الكامل والشامل للإصلاحات، التي تم إقرارها في إطار برنامج المساعدة المالية لأثينا. وقال الصندوق، إن على اليونان أن تخصص 3.5 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي لفائض الديون، وهو أمر يرى أنه غير واقعي. أما على صعيد البيانات الاقتصادية الأوروبية، فإن المؤشرات على انتعاش النمو ما تزال مستمرة في الأسواق المتقدمة بمنطقة اليورو. وأظهرت بيانات اقتصادية نشرت الأسبوع الماضي ارتفاع أسعار الجملة في ألمانيا بنسبة 4 في المئة، في حين جاء معدل التضخم في ألمانيا كما كان متوقعاً عند نسبة 1.9 في المئة. من جهة أخرى، جاء الإنتاج الصناعي في منطقة اليورو عند نسبة 2 في المئة، وهو مستوى أقل قليلاً مما كان متوقعاً.

وفي أخبار الشركات أظهرت النتائج المالية لشركتي Nestle و Danone الناشطتين في مجال المواد الغذائية تباطؤ نمو المبيعات وفق أسرع وتيرة خلال عقدين من الزمن، وعكست النتائج المالية للشركتين تأثير انكماش أسعار المواد الغذائية وآثار التغير في اتجاهات المستهلكين، الذين يبحثون بشكل متزايد عن الخيارات الأكثر صحية. وأعلنت شركة Nestle تحقيقها نمواً عضوياً بنسبة 3.2 في المئة، في وقت كان متوسط النمو، الذي حققته الشركة في السنوات العشرين الماضية أقرب إلى 5 في المئة. وتبدو الصورة في شركة Danone قاتمة أكثر بعدما أظهرت بيانات الشركة استقرار نمو المبيعات عند نسبة 2.9 في المئة، وتعاني أكبر شركة لصناعة اللبن في العالم من ضعف في أوروبا، مما يعكس فشل تسويق منتج Activia، الذي لم ينجح في تحقيق استدارة في حجم المبيعات.

المملكة المتحدة

شهدت المملكة المتحدة الإعلان عن سلسلة من البيانات الاقتصادية الأسبوع الماضي، هي في الغالب أخبار تتعلق بالازدهار الاقتصادي وتكوين الثروات، في وقت كان مؤشر «FTSE-100» يحقق مكاسب أسبوعية بنسبة 0.29 في المئة. وأظهرت البيانات الاقتصادية، التي تم نشرها استقرار معدل التضخم عند نسبة 1.8 في المئة على أساس سنوي، بينما ارتفع مؤشر أسعار التجزئة بنسبة 2.6 في المئة، كما سجل سعر المنتج نمواً بنسبة 3.5 في المئة على أساس سنوي.

من جهة أخرى، بقي معدل البطالة عند مستوى 4.8 في المئة، في حين ارتفع متوسط ​​الدخل بنسبة 2.6 في المئة، كما أظهرت البيانات نمو مبيعات التجزئة بنسبة 2.6 في المئة.

خسائر كبرى

فيما يخص أخبار الشركات، أعلنت شركة Rolls-Royce للطيران والسيارات تكبد خسائر بقيمة 4.6 مليارات جنيه إسترليني، فيما يعتبر أكبر خسارة تسجلها الشركة في تاريخها وإحدى أكبر خسائر الشركات في تاريخ الشركات البريطانية.

ويعود سبب هذه الخسائر إلى تسويات مالية ضخمة على خلفية اتهامات بالفساد والرشوة، إضافة إلى تأثر الجنيه الإسترليني بعد قرار الخروج من الاتحاد الأوروبي. وكانت رولز رويس، قد وافقت على دفع مبالغ مالية قدرت بنحو 671 مليون جنيه إسترليني لتسوية قضايا فساد اتهمت بها من قبل مكتب مكافحة جرائم الاحتيال، ووزارة العدل الأميركية، وأيضاً السلطات البريطانية، فضلاً عن خسارة 4.4 مليارات إسترليني من قيمة المبالغ التي تستخدمها الشركة كدرع وقاية من تقلبات العملة.

وأدى ذلك إلى تراجع سعر سهم الشركة من 7.4 جنيهات إسترلينية إلى 6.7 جنيهات.

وكان الرئيس التنفيذي للشركة وارن إيست، قال في تصريح صحافي، إن الشركة ستحقق هذا العام نمواً متواضعاً، وسوف تكون بحاجة إلى الانتظار من أجل تحسن التدفق النقدي، الذي سيصل إلى 100 مليون جنيه إسترليني، كما في عام 2016.

back to top