«خور عبدالله» بين السراب واليقين
![أ.د. غانم النجار](https://www.aljarida.com/uploads/authors/30_1682522974.jpg)
الكويت تريد ضمانات بعدم تكرار ما جرى في ١٩٩٠، ومجرد الكلام العبثي يعيدنا إلى نقطة صفرية. العلاقات الكويتية - العراقية منذ "السقوط" تسير وتتطور في الاتجاه السليم، بل إن الحدود الكويتية - العراقية هي الأكثر سلماً وأمناً للطرفين.إن استقرار العراق وازدهاره يمثلان مصلحة أولى للكويت، أمنياً واقتصادياً واجتماعياً وسياسياً وثقافياً، ذلك كان هو الوضع، وهكذا يفترض أن يكون.هناك الكثير من التدليس في الحديث عن خور عبدالله، وحول ما أخذته الكويت، فإن كان هناك ما هو غير مُرضٍ، بالنسبة إلى إخوتنا في العراق فليتم نقاشه خلال لجان فنية مشتركة، لا عبر المزايدات. ولابد أن ندرك جميعاً أن السلام وحسن الجوار مسألة تحتاج إلى تمرين وتدريب، وفي تقديري أن استمرار العلاقات وتحسنها سيتجاوزان الحديث العبثي، إلى برامج تخدم المصلحة الثنائية، فإن لم يحدث ذلك فسيكون وبالاً على الطرفين.ولابد من التنويه بأمر إيجابي حدث هذه المرة، حيث لم تحصل الإثارة على الاهتمام الشعبي المطلوب، ولم يتظاهر إلا أعداد يسيرة من الناس، منهم من كان يظن أنه ذاهب للحصول على تعويضات، بل ترددت تصريحات لسياسيين عراقيين متزنة وعاقلة ومدركة لمصلحة البلدين. وكان لافتاً أن المظاهرة الكبرى التي اجتاحت قلب بغداد في الوقت نفسه لم يكن "الخور" موضوعها، بل كان موضوعها الفساد الذي ينخر الجسم السياسي ومفوضية الانتخابات، حيث يبدو أن تلك هي القضايا التي تشغل الإنسان العراقي، والتي لا يبدو أنها تشغل بعض ساسة العراق. وكان لافتا كذلك أن الإثارة جاءت في الوقت الذي يستعد فيه العراق لتطهير الجانب الغربي من الموصل.اللهم احفظ العراق والكويت ممن أراد بهما شراً، وأعنهما على إقامة علاقات يستفيدان منها وتعود عليهما بالخير والاستقرار والازدهار، إنك سميع مجيب الدعاء. وللحديث بقية.