تنتخب الإكوادور رئيساً في استحقاق بدأ أمس، وقد يشهد انتقالا لإحدى ركائز اليسار في أميركا اللاتينية إلى اليمين، ما سيترك علامات استفهام بشأن الإرث الذي خلفه الرئيس الاشتراكي المنتهية ولايته رافايل كوريا.

وقال كوريا (53 عاما)، وهو أيضاً خبير اقتصادي يساري شهدت البلاد الغنية بالنفط ازدهارا اقتصاديا في عهده الذي استمر نحو عقد، إن الانتخابات «تضع على المحك رؤيتين (مختلفتين) بشأن المجتمع والتنمية والدولة».

Ad

ويتعين على الشعب الإكوادوري الاختيار بين الاستمرار في الاجندة الاشتراكية التي اتبعها كوريا الذي لم يترشح مجددا، وذلك عبر انتخاب لينين مورينو، أو التحول إلى حكومة محافظة على غرار الارجنتين والبرازيل والبيرو.

ويعد مورينو هو الأوفر حظاً في استطلاعات الرأي باستكمال سياسات سلفه الاشتراكية بشأن الضرائب والمساعدات الاجتماعية.

وقال المرشح البالغ 63 عاما خلال تجمع انتخابي إن «الشعب الاكوادوري يكن لنا المحبة، وهو عازم على استكمال هذه السياسات».

ولكن في سباق لا يمكن توقع نتائجه، يواجه مورينو المصرفي السابق غييرمو لاسو، أبرز زعماء اليمين والذي يحل خلفه مباشرة في الاستطلاعات.

وأطلق لاسو خلال حملته وعودا بخفض الإنفاق والضرائب، وجذب الاستثمارات الأجنبية، وتوفير نحو مليون فرصة عمل، كما انتقد حلفاء كوريا لصلاتهم المفترضة بفضيحة فساد.

أما النائبة اليمينية السابقة سينتيا فيتيري (51 عاما)، فتحتل المرتبة الثالثة في استطلاعات الرأي.

ويتهم كوريا بالفشل في توفير عائدات النفط للأيام السوداء وبعرقلة قطاع الأعمال عبر الضرائب والرسوم الباهظة. وتشير استطلاعات الرأي إلى تقدم فرص مورينو بالفوز في الدورة الأولى، أمس.

ولكن اذا لم يتقدم بفارق كبير، فسيخوض دورة ثانية في 2 أبريل ضد خصم محافظ، يرجح أن يكون لاسو.

ويرى خبير العلوم السياسية في جامعة سان فرانسيسكو في كيتو، باولو مونكاغاتا، أنه «بإمكان أي فريق الفوز على الحزب الحاكم في الدورة الثانية لأن هناك مقاومة ورفضا كبيرين للحكومة من جانب الناخبين».

إلا أن مايكل شيفتر من مركز أبحاث الحوار الأميركي الداخلي في واشنطن اعتبر أن «من الخطأ الاقلال من شأن الدعم لمعسكر كوريا».

وانتخب الإكوادوريون كذلك، أمس، برلمانا جديدا للبلد الذي يبلغ عدد سكانه 16 مليون نسمة.

حركة يسارية قوية

من جهة أخرى، يعتبر كوريا أن أميركا اللاتينية بحاجة إلى حركة يسارية قوية قادرة على مواجهة النهج المتشدد الذي تبناه الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترامب حيال الهجرة والتجارة.

إلا أن لاسو وفيتيري أظهرا رغبة في التعاون مع واشنطن منذ وصول ترامب إلى البيت الأبيض.

ويرتبط كذلك مصير مؤسس موقع ويكيليكس جوليان أسانج، اللاجئ في سفارة الاكوادور في لندن منذ عام 2012، بنتائج الانتخابات المقبلة.

وفي حين يفضل مورينو الاستمرار في منح الاسترالي حق اللجوء في السفارة الذي سمح به كوريا، أكد كل من لاسو وفيتيري أنهما سيسحبانه.