أصدر الباحث والروائي حمد الحمد كتاباً بعنوان «موسوعة تراث الشعر الغنائي في الكويت» يوثق فيه الكلمة في الأغنية الكويتية منذ بداياتها حتى مطلع الألفية الثالثة.

يقع هذا الإصدار في 737 صفحة، ويتناول معظم مكونات تراث الشعر الغنائي في الكويت، من خلال رصد للشعر والشعراء وأبرز الأغنيات التي مازالت حاضرة في الذاكرة، وتتناقلها الألسن نصاً وغناءً.

Ad

وقال الحمد إن هذه الموسوعة جاءت عقب إصدار مجموعة إصدارات تعنى بالتوثيق لعدد من الشعراء، «إذ كانت الانطلاقة في عام 2014 عند صدور كتابي (فايق عبدالجليل رحلة الإبداع والأسر والشهادة) الذي حقق نجاحاً كبيراً انعكس إيجاباً على تسليط الضوء على هذا الشاعر من خلال تكريمه، وكذلك انتاج فيلم يتتبع مسيرة حياته، مبيناً أنه «عقب هذا التوهج انبثقت لدي فكرة أخرى فأردت التوثيق للشاعر فهد بورسلي شاعر الكويت الشعبي وفعلاً أنجزت الإصدار في فبراير 2015، وصدر عن دار (جداول) للنشر والترجمة في بيروت بعنوان: (فهد راشد بورسلي: شاعر الكويت الشعبي ورحلة الإبداع والتمرد والمعاناة)، ويؤرخ هذا الإصدار لتجربته الشعرية الرائدة لفترة ثلاثة عقود من ثلاثينيات القرن الماضي حتى خمسينياته».

وأضاف الحمد: «ثَم أصدرت كتاب (شُعراء الكويت في قرنين... صفحات من تراث الشعر الشعبي والنبطي في الكويت) في سبتمبر 2015، وفي 2016 صدر لي كتاب أيضاً يدور في فلك الشِعر بعنوان (أحمد العدواني... من مقاعد الأزهر إلى ريادة التنوير)، وفي العام الماضي أيضا أكملت تلك السلسلة بإصدار كتاب بعنوان (سلطان بن فرزان السهلي... شاعر الكويت ونجد)».

وأشار إلى أنه عقب هذه المسيرة في التوثيق لبعض الأدباء والشعراء الذين كان لهم دور في إثراء الحركة الشعرية سواء في الشعر الشعبي أو الفصيح، لاحظ أن هناك شعراء لم تُسلط عليهم الأضواء بالقَدر المناسب، رغم أنهم من الفاعلين في حركة الشعر الغنائي في الكويت، كما لاحظ أن أسماء كثيرة لها عطاء كبير في فترة الستينيات وما بعدها، قد أصبحت في طي النسيان، بل أصبح تراثها يذاع يومياً ولا يعرف المُتلقي من صاغ هذه الكلمات، أو ربما تنسب أشعارهم إلى آخرين أو للتراث، بينما هذا النتاج الشعري لشعراء معروفين، ومن هنا «أتت فكرة البحث والتقصي من أجل إعداد كتاب جديد عن الشعر الغنائي، وهذا ما حدث، حيث انشغلت فترة طويلة أخذت مني وقتاً وبحثاً وجهداً وتقصياً واتصالات شخصية ومقابلات مع العديد من الشعراء ومع عدد من أبناء الشعراء المتوفين، حتى خرجت مادة موسوعة تراث الشعر الغنائي في الكويت، مع عنوان جانبي (الكلمة في الأغنية الكويتية من البدايات حتى مطلع الألفية الثالثة)»..

أرشيف إذاعة الكويت

وعن محتوى الإصدار يقول الحمد: «تبلغ عدد صفحات الكتاب 737 صفحة، وهو بمنزلة موسوعة تخدم تراث الشعر الغنائي في الكويت، وإن كانت هذه الموسوعة لا تشمل كل ما أنتج، بل فقط ما وقعت عليه يدي من مراجع موثوقة كأرشيف إذاعة الكويت، أو ما سُجل من قبل عدد من شركات الإنتاج الفني، وقد تخدم الموسوعة بعد صدورها العاملين في الإعلام المرئي والمسموع وكذلك الصحافة الورقية والإلكترونية، كما قد تكون مرجعاً للثقافة في الكويت في هذا المجال، مع بيان أن مادة هذا الكتاب بفصوله الأربعة كان هدفها الأول التركيز على الترجمة لحياة شعراء من الكويت ساهموا في جعل الأغنية الكويتية في مرتبة عالية على الساحة الخليجية، وكان لكل منهم عطاء كبير يُفترض ألا يقع في خانة النسيان كما يحدث الآن».

فصول وأبواب

ويقسم الحمد كتابه إلى أربعة فصول، مشيراً إلى أهمية هذا التقسيم، ويبين أنه حرص على كتابة نحو 500 أغنية ذاكراً اسم الشاعر والملحن والمطرب، ويشرح ضمن هذا السياق: «لاحظت أن البعض يجهل شعراء الكثير من الاغنيات التي تذاع عبر وسائل الإعلام، ولا يعرفون الملحن أو المطرب الاصلي في بعض الاحيان، لذلك حرصت على تخصيص جزء كامل يعنى بهذه التفاصيل».

وتابع: «الباب الأول من الكتاب بعنوان (شعراء ومسارات) والفصل الأول منه يحمل عنوان (شعراء وكتاب الأغنية) ويترجم لحياة وإسهامات أكثر من 74 شاعراً منهم بدر الجاسر وسلطان عبدالله السلطان ويوسف ناصر وخليفة العبدالله الخليفة وخالد العياف ومحمد التنيب ويوسف دوخي وجاسم شهاب ومحبوب سلطان ومحمد محروس وسالم ثاني وعبدالله الفضالة وعبدالعزيز البصري وعلي الربعي ونايف المخيمر وناشي الحربي ووليد جعفر ومبارك الحديبي وبدر بورسلي وعبداللطيف البناي ويوسف المنيّع وفايق عبدالجليل وعبدالأمير عيسى وساهر وماجد المهنا وأحمد الشرقاوي وسامي العلي وخالد البذال وعلي مساعد وعلي المعتوق والبندر وعبدالله العجيل وناصر السبيعي وعبدالله البراك وعبدالرحمن النجار وياسين الحساوي وطلال السعيد وحمود البغيلي ويوسف الصابري وسلمان الظفيري وناصر المشعل وسراح شبيب وعلي الفضلي وصباح الناصر والشاهين وعبدالخضر عباس».

وأضاف أن هذا الفصل يضم كذلك كلاً من عبدالله العبودي وسعود الرندي وفرحان الفرحان وعبدالإمام عبدالله وعبدالله الخضير وأحمد اليتيم ويوسف المهنا وحبيب فاضل وراشد الدخيل وإبراهيم السديري وأبوباسل وعبدالعزيز محمد وساير الساير وحسين عابدين ومطلق المطيري وراشد الخضر وبطي البذالي ومحمد عبداللطيف السعيد وعبدالرحمن البعيجان وإبراهيم الأثري وزيد مسلم ودعيج الخليفة وفهد الأحمد وهشام الحسيان وابن الصحراء وسلمان المرداس وصالح الجيران وعبدالجليل حسين وعبدالمجيد عبدالقادر وأحمد المسفر».

أما الفصل الثاني من الباب الأول، فيحمل عنوان «شعراء الشعبي والنغم»، وعنه يقول الحمد إنه «يترجم لمساهمات الشعر الشعبي وعددهم 47 شاعراً، وكيف تحولت أشعارهم إلى أغان، ومنهم فهد بورسلي ومنصور الخرقاوي، وعبدالله الحبيتر وعبدالمحسن الرفاعي وسليمان الهويدي إضافة إلى آخرين».

واستطرد الحمد في الحديث عن تفاصيل الباب الأول، وقال: «يركز الفصل الثالث من هذا الباب على شعراء الفصحى والنغم، ويعرض لمساهمات شعراء الفصحى في الأغنية الكويتية، ومنهم أحمد العدواني وعبدالله العتيبي ويعقوب السبيعي ومحمد الفايز وعبدالله سنان وفهد العسكر وسعاد الصباح وعبدالعزيز البابطين ويعقوب الرشيد وآخرون».

المختارات

وعن الباب الثاني، يقول إن هذا الباب يحمل عنوان «المختارات»، حيث عرضت فيه أجمل القصائد التي تحولت إلى أغان، وعددها أكثر من 100 أغنية، نذكر منها على سبيل المثال «آه يا جاسي» للشاعر بدر الجاسر، و«يا قمر ليلي» ليوسف ناصر، و«جار الزمان» لمحمد التنيب، و«أحاول كل يوم أنساك» لخالد العياف، و«لا تخاصمني» ليوسف دوخي، و«طال الصدود» لعبدالله سنان، «رد الزيارة» لخليفة العبدالله الخليفة، و«أداري والهوى نمام» للشاعر أحمد العدواني، و«حلفت عمري» لماجد سلطان و«الغيرة سبايب» لمحمد محروس و«سولفي» للشاعر مبارك الحديبي، و«ابوقذيله» لمحبوب سلطان و«وطن النهار» لبدر بورسلي، و«جودي» للشاعر منصور الخرقاوي، «وداعية» لعبداللطيف البناي و«بس لا تعاتبني» لسلطان عبدالله السلطان و«ألا يا وقت» لخالد البذال و«سلامي» ليوسف المنيع، و«تعال» لناصر السبيعي و«ما هو بكيفك» لعلي مساعد، و«بلعون» لسالم ثاني و«القلوب الساهية» ليوسف الصابري و«عذروب خلي» لجاسم شهاب و«جبرني الوقت» لسامي العلي، و«يبيلك قلب» لعلي المعتوق، و«وطني حبيبي» لساهر، و«أنت بعيد هناك» للشهيد فايق عبدالجليل، وغيرها من الأغنيات.

الموسوعات

وحول مضمون الباب الثالث، قال الحمد: «يتضمن الموسوعات وتشمل موسوعة الشاعر، وموسوعة النص الغنائي، وموسوعة المغني، وموسوعة الملحن، ومراجع هذه الموسوعات 500 وثيقة مصورة من أرشيف إذاعة الكويت قمت بالاستماع إليها وتدوين معلوماتها بدقة متناهية لئلا يحدث أي خطأ، أما الباب الرابع والأخير فجاء تحت عنوان «رسوم وصور»، حيث يتضمن صوراً شخصية للعديد من شعراء الأغنية، ومنها صور تنشر لأول مرة.

«سرى الليل يا قمرنا»

أغنية «سرى الليل يا قمرنا» التي شدا بها المطرب الكبير عبدالكريم عبدالقادر هي من كلمات الشاعر عبدالله العتيبي وألحان أحمد باقر.

سرى الليل يا قمرنا ولا جيت بسهرنا

وأنا أخاف يا قمرنا خذاك الليل والهوى

لياليك دنيانا وغناويك نجوانا

أمانيك سلوانا لك الشوق ودانا

على دروب ولهانه لخطاويك

مع قلوب عطشانه لغناويك

نطرناك يا قمرنا ولا جيت لسهرنا

وأنا أخاف يا قمرنا خذاك الليل والهوى

يا سمار قولوله لك أسرار مغزوله

بالقلوب مشيوله وعن الناس مجهوله

يا سمار روحوله يا سمار على نار قولوله على نار

نطرناك يا قمرنا ولا جيت بسهرنا

وأنا أخاف يا قمرنا خذاك الليل والهوى

جوائز أدبية خليجية

حول عدم حصوله على جائزة أدبية محلية، قال الحمد:» ثمة أمر غريب يكتنف هذا الموضوع فقد قدمت مراراً وتكراراً في أكثر من مجال على جائزة الدولة التقديرية والتشجيعية، لكن لم أفز في أي فئة لا في الرواية أو الإصدارات التوثيقية، فمذ تسعينيات القرن الماضي كنت أقدم أعمالي لهذه الجائزة لكن لم يحالفني الحظ، في حين حصلت على جوائز أدبية خليجية الأولى في عام 1998 في مسابقة أبها الأبية في المملكة العربية السعودية، كما حصلت على وسام التميز للإبداع في 2014 مع مجموعة من المثقفين في الخليج منهم صالح حمدان الحربي وسليمان الخليفي.

وجاء هذا التكريم دعماً للمتميزين في مجال الثقافة والإبداع.

أغنية «حبيبي شمعة الجلاس»

أغنية «حبيبي شمعة الجلاس» من كلمات جاسم شهاب، وألحان مرزوق المرزوق وغناء حسين جاسم.

حبيبي شمعة الجلاس

ولا اكو من يسد عنه

غشيمٍ بالهوا ما داس

أدروبه من صغر سنه

حَسِين وكاعبٍ مياس

وعيوني ما رأت مثله

عيون الخلق لها حراس

غزالٍ مشيته فتنه

يغيب وجيته بأخلاس

يخاف القول والظنة

إذا طال الهجر يا ناس

تحريت الوصل منه