بالتأكيد يحلم أي مدرب في العالم بالإشراف على فريق بحجم برشلونة الإسباني، ولعل قيمة هذا النادي ليست متمثلة بكتيبة النجوم التي تزخر بها قائمة الفريق فقط، ولكن "البلوغرانا" يملك العديد من عناصر النجاح، ليكون في مصاف أفضل أندية العالم على الاطلاق.ويصنف برشلونة ضمن قائمة أغنى وأفضل اندية العالم منذ سنوات، وقد كان الفريق مرشحا فوق العادة للظفر بالألقاب المحلية والقارية في كل موسم، حيث لم يشهد سنوات إخفاق بين حين وآخر مثلما يحدث مع باقي اندية العالم، فالبرشا يتميز عن باقي الاندية بطريقة لعبه "التيكي تاكا" التي يصعب السيطرة عليها مثلما يصعب تقليدها بتفاصيلها الدقيقة وبحاجتها للاعبين يملكون امكانيات خارقة للعادة، كما يملك برشلونة اكاديمية للاعبين الصغار "لاماسيا"، والتي تفوق نظيراتها من حيث المواهب التي تقدمها لدعم الفريق الأول في كل موسم، فالبرشا ليس بحاجة لإبرام العديد من التعاقدات الخارجية بسبب زخم المواهب التي تصقلها "لاماسيا" لتشكيل نجوم المستقبل لـ"البلوغرانا".
ويعتبر برشلونة من أغنى الأندية من حيث الايرادات التي تصب على خزينة النادي من عقود رعاية الشركات الكبرى والاعلانات ومبيعات قمصان الفريق والعديد من الموارد الأخرى التي تدعم النادي بشكل كبير.الحديث يطول لسرد الامكانات التي يملكها هذا النادي العملاق، إلا ان الفريق يعيش معضلة بين فترة وأخرى بسبب سياسة النادي في اختيار المدرب، إذ لا يتعاقد البرشا إلا مع المدربين الذين ترعرعوا في أروقة النادي أو لعبوا في صفوفه فترة طويلة، أو في بعض الاحيان قد يتعاقد برشلونة مع مدرب تتماشى طريقة لعبه مع اسلوب الفريق الذي اعتاد عليه دائما "التيكي تاكا"، فالاستحواذ وامتلاك الكرة لأطول فترة والتمريرات المستمرة والضغط العالي، هو أسلوب لا يرغب برشلونة في الحياد عنه مهما تغير المدير الفني.المشكلة، أن هذه الدائرة الضيقة تقلل خيارات ادارة النادي في اختيار المدرب الامثل، الامر الذي يضطرها الى التعاقد مع مدربي الفريق الرديف "برشلونة ب"، في بعض الاحيان كما حصل مع فيلانوفا وبعده انريكي (المدرب الحالي)، الذي قام بتدريب الفريق الاول في برشلونة بعد تجربة فاشلة مع كل من روما الايطالي وسيلتا فيغو، وذلك بعد ان كان يشرف على الفريق الرديف للبرشا.الأمر المثير، هو إقدام برشلونة على التعاقد مع انريكي كمدرب للفريق الاول على الرغم من وضوح ضعفه التكتيكي مع الاندية التي دربها، الا أن البرشا لم يجد بديلا بسبب ضيق دائرة الاختيارات.
إنجازات أم وضع طبيعي
في الحقيقة، لم يخل سجل انريكي حتى الآن من الانجازات مع برشلونة، فقد تمكن المدرب الاسباني من الظفر بلقب "الليغا" في موسمي 2014-2015 و2015-2016، كما فاز انريكي بلقب دوري ابطال أوروبا في موسم 2014-2015، وكذلك توج بلقب السوبر الاوروبي والسوبر الاسباني، وفاز ايضا بلقب كأس اسبانيا في مناسبتين، فكل هذه الانجازات حققها انريكي في أول موسمين مع برشلونة، الا ان وضع الفريق في السنوات العشر الماضية يضع علامات استفهام حول قيمة تلك الالقاب. في الواقع "البلوغرانا" أصبح معتادا على التربع على عرش كرة القدم الاسبانية والعالمية منذ سنوات، ونظرا لما يملكه الفريق من تشكيلة مدججة بنجوم اللعبة، فتحقيق الفوز بأي بطولة لا يعود بالدرجة الاولى الى المدرب، فإدارة وجماهير البرشا تعلم جيدا قيمة فريقها، وتدرك كذلك أن نجوم الفريق قادرون على الظفر بالالقاب مع أي مدرب كان، فعلى سبيل المثال لا الحصر، يملك الفريق الحالي بقيادة المدرب انريكي أفضل ثلاثي هجومي في العالم، بوجود الارجنتيني ليونيل ميسي والنجم الاوروغواياني لويس سواريز والبرازيلي نيمار، فأي ناد بالعالم قد يحلم بوجود أحد هؤلاء في صفوفه، وقد يرهن عليه للفوز بأي لقب محلي أو عالمي، كما لا تعتبر باقي خطوط البرشا أقل شأنا بكثير، فالعديد من اللاعبين الحاليين في صفوف برشلونة يعتبرون من خيرة نجوم العالم كالأرجنتيني ماسكيرانو والكرواتي راكيتيتش والتركي أردا توران، وغيرهم كثيرون، علاوة على ما تقدمه أكاديمية "لاماسيا" من مواهب قد تسد أي ثغرة يكون الفريق بحاجة إليها.مساوئ انريكي
لعل أداء الفريق في الفترة الحالية، هو أبرز ما يثير الشكوك حول قيمة المدرب انريكي مقارنة مع عناصر الفريق، فقد أصبح برشلونة بلا هوية بالنظر الى ما كان يقدمه خلال السنوات الماضية، بعد ان كان "البلوغرانا" يذهل العالم بالـ"تيكي تاكا"، ويسحق خصومه بأروع أداء، أمسى برشلونة يتلقى رباعية في دوري الابطال، وهو على وشك الخروج من البطولة من الباب الضيق ( دور الـ16) على يد باريس سان جرمان الفرنسي، كما ان البرشا ستكون مهمته المحلية في غاية الصعوبة وقد تكون مستحيلة، اذ يبتعد عن المتصدر ريال مدريد بفارق نقطة واحدة إلا ان الريال يمتلك مباراتين مؤجلتين، اذ في حال فاز بهما فسيبتعد بفارق سبع نقاط، مما يجعل المهمة شبه مستحيلة لفريق المدرب انريكي.وأصبح البرشا غير قادر على تقديم الاداء المنتظر من قبل الجماهير، فحتى نجوم الفريق تراجع مستواهم بشكل ملحوظ، كما أصبح النادي يعاني نقاط ضعف يستغلها معظم الخصوم بسهولة، فانريكي واقعيا غير قادر على ايجاد حلول تكتيكية تبعد الضغط عن نجوم الفريق، الامر الذي دعا بعض اللاعبين الى اعلان عدم ثقتهم بالمدرب امام وسائل الاعلام، مما قد يضع الفريق في وضعية صعبة، ويزيد الضغوط أكثر فأكثر، كما ان الجماهير لم ترحم الفريق، وذلك بعد صافرات الاستهجان في المباراة الماضية التي تغلب فيها البرشا على ضيفه ليغانيس الصاعد حديثا الى مصاف النخبة 2-1 أمس الأول بصعوبة بالغة.الأمر أصبح واضحا، انريكي يقود البرشا الى طريق مسدود، فالمدرب الشاب انكشف امام الجميع بعدم امتلاكه لنهج قوي يقود الفريق الى المسار الصحيح، ولا أعتقد ان ادارة النادي الكتالوني ستنتظر طويلا قبل اعلان الاستغناء عن انريكي، ويبدو ان ذلك سيتضح قريبا بعد ان يواجه البرشا منافسه باريس سان جرمان في مباراة الاياب في دوري الابطال، وربما قبل ذلك عندما يلتقي مع مضيفه اتلتيكو مدريد الأحد المقبل في قمة "الليغا" الإسبانية. الأسوأ هذا الأسبوع
أوربان
مدافع جنوى أحرز هدفاً في مرمى فريقه أمام بيسكارا وتسبب في بعض الاهداف الاخرى ليتلقى فريقه هزيمة بخماسية نظيفة.هارت
حارس مرمى تورينو تلقى اربعة أهداف من روما، وجميعها من تسديدات من خارج منطقه الجزاء كان بالامكان التصدي لبعضها.غولدانيغا
مدافع باليرمو ارتكب اخطاء ساذجة امام يوفنتوس حيث تلاعب به كل من هيغواين وديبالا ليكلف فريقه خسارة كبيرة بأربعة اهداف.