أسلمة الدستور أم العقول؟!
انطلاقاً من أساسيات ديننا الحنيف أيهما الأولى هل مجرد استبدال عبارات شكلية على الدستور، أم تجسيد معاني الإسلام في السلوك المتسامح وأدب الحوار وتجسيد حقيقة التعايش السلمي المشترك أي أسلمة العقول والقلوب؟ وأيهما أهم اليوم تغيير المادة (79) من الدستور أم تفعيل بقية مواد هذا الدستور في الحفاظ على حريات الناس؟
![د. حسن عبدالله جوهر](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1499151557547559900/1499151557000/1280x960.jpg)
إننا نفتخر ونتباهى بل نحمد الله على الهداية لدينه الخاتم، ونسأله الثبات على هذه العقيدة لأنها طوق النجاة كما نؤمن، ومن مسؤوليتنا وواجبنا الشرعي والأخلاقي أن نحافظ على مبادئ ديننا المقدسة ونشر مفاهيمها وتطبيق تعاليمها، ولا نزايد في ذلك ولا نقبل المزايدة علينا في ذلك، ولكن قد نختلف ونجتهد بتباين في آلية تجسيد تطبيقات الشريعة، فمجرد تغيير العناوين أو الشعارات وتلبيسها لباس الدين فهم سطحي وضحالة سياسية وفكرية، خصوصاً إذا جاءت هذه الشعارات خاوية من مضامينها الحقيقية ومعانيها الأصلية.الأهم من ذلك، أننا نعاني اليوم كمسلمين أزمات ومعضلات خطيرة شوهت سمعة ديننا، بل خربت ديارنا وقتلت أبناءنا وجلبت لنا عار التطرف والإرهاب والنحر، وحتى الاقتتال الداخلي بين فصائل وأمراء الحرب، وكل يزعم بالتحدث الحصري باسم الدين والشرع، فبالأمانة وانطلاقاً من أساسيات ديننا الحنيف أيهما الأولى هل مجرد استبدال عبارات شكلية على الدستور أو غيره، أم تجسيد معاني الإسلام في السلوك المتسامح وأدب الحوار وتجسيد حقيقة التعايش السلمي المشترك أي أسلمة العقول والقلوب؟ وأيهما أهم اليوم تغيير المادة (79) من الدستور أم تفعيل بقية مواد هذا الدستور في الحفاظ على حريات الناس وحماية أموال الدولة ومكافحة الفساد وترجمة الارتقاء بالنشء عبر التعليم وضمان المعيشة الكريمة للمواطنين؟ فهل الموقعون على طلب تنقيح الدستور وبعد علمهم بعدم نجاح هذا المسعى على استعداد لأسلمة بقية أبواب الدستور الكويتي بالقول والسلوك والممارسة السياسية؟ فعلاً ننتظر ذلك!