طهران توجه أعنف انتقاد لأنقرة: لصبرنا حدود
أبدت انزعاجها من التناغم السعودي - التركي... وأرسلت وفداً إلى الرياض لبحث «الحج»
وجهت إيران أمس، أعنف انتقادات لتركيا غداة اتهام وزير خارجية أنقرة لها بالسعي إلى جعل سورية والعراق "دولتين شيعيتين" وقالت، إن لصبرها حدوداً، في حين توعدت طهران تل أبيب بضربها بعشرات الصواريخ إذا تعرضت لهجوم، ومن جهة أخرى هاجمت السلطات الإيرانية مواقف دولة خليجية وصفتها بـ"الخبيثة"، وأرسلت وفداً إلى الرياض لبحث استئناف أداء مواطنيها للحج.
أطلقت السلطات الإيرانية أمس، جملة من المواقف السياسية تجاه دول المنطقة، أبرزها تجاه تركيا، حيث رفضت اتهام وزير خارجيتها مولود جاويش أوغلو لطهران بالسعي إلى جعل العراق وسورية دولتين شيعيتين.وقال المتحدث بإسم الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي، إن "لصبر الجمهورية الإسلامية إزاء المهاترات التركية حدوداً". وأضاف في تصريحات نقلتها عنه وكالة "تسنيم"، أن بلاده تعتبر تركيا واحدة من الدول المجاورة المهمة، وقدمت الكثير من المساعدة لها بعد الإنقلاب العسكري الأخير.
وأرجع المتحدث الإيراني ما وصفه بـ"المهاترات التركية" إلى "الأوضاع غير المستقرة في تركيا، التي تواجه مشاكل داخلية وخارجية تسببت بنشوء سلوك غير طبيعي لدى مسؤوليها".وأوضح قاسمي أن طهران لا ترغب بتبادل تصريحات كهذه، معرباً عن أمله في أن يتحلى الأتراك بـ"حكمة أكبر"، وألا تتكرر التصريحات، التي لن تقابلها بلاده بالصمت في حال تكرارها.وكان وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو قال، في كلمة له أمام مؤتمر ميونيخ للأمن، إن إيران تسعى لـ جعل" العراق وسوريا دولتين شيعيتين.
جهات خبيثة
وسعى قاسمي إلى الإيحاء بأن اتهامات أنقرة لطهران، التي تدعم نظام الرئيس السوري بشار الأسد وتدعم فصائل بـ"الحشد الشعبي الشيعي" بالعراق، نابعة من التقارب الملحوظ بين تركيا والسعودية، وقال إن "جهات خبيثة لا تريد لعلاقاتنا مع الدول المنطقة أن تأخذ مجراها الطبيعي" تقف وراء تصريحات الوزير التركي، التي صدرت بمؤتمر ميونيخ، معتبراً أنها "مكررة، وبعضها لا يستحق الاهتمام أصلاً".وهاجم المتحدث بإسم الخارجية الإيرانية الرياض، دون ذكرها صراحة"، بالقول إن بلاده تواجه "في إحدى دول الخليج تناقضاً حقيقياً، ولا تعلم من هو المسيطر في تلك الدولة، ومثلما نرى مواقفاً سلبية من هذه الدولة، فإننا نتلقى في بعض الأحيان رسائل ودية منها أيضاً".وأكد قاسمي أن إيران "لم تقدم يوماً على التعامل بالمثل مع التصرفات اللاخلاقية لهم، ولكن على هؤلاء الذين يتصرفون بغير نضج أن يعلموا أن لصبر إيران حدوداً".استئناف الحج
في موازاة ذلك، أعلن قاسمي أن وفداً سيزور السعودية، بعد غد، للتفاوض بشأن مشاركة الإيرانيين في مناسك الحج المقبلة.وقال إن الزيارة ستتم بهدف "التباحث حول شروط مشاركة الحجاج الإيرانيين في أداء مناسك الحج للعام الحالي، وذلك بعد تلقي دعوة من الجانب السعودي". ولم توفد إيران حجاجها إلى مكة المكرمة في موسم الحج الماضي، وسط اتهامات متبادلة بالتعنت في المفاوضات المتعلقة بترتيبات الحج، ودعا قاسمي إلى "انتظار الزيارة لمعرفة النتائج". وأشار المتحدث بإسم الخارجية الإيرانية إلى الضمان، الذي تطلبه إيران من السعودية بشأن حج العام القادم، قائلاً: إن إيران ستستفيد من التجارب السابقة في مسألة الحج، وأنها ستطرح مخاوفها بهذا الشأن في الاجتماع المقرر عقده مع الجانب السعودي، حيث سيتم الحديث بجدية في هذا المجال، معرباً عن أمله في أن تؤدي "الرغبة الحقيقة لدى السعودية في حال وجدت، إلى التوصل إلى نتيجة إيجابية بهذا الشأن".وتقول إيران إن "464 من حجاجها لقوا حتفهم في الموسم قبل الماضي، في حادثة التدافع التي وقعت بمشعر منى". وأعلنت السعودية مطلع العام الماضي قطع العلاقات مع إيران وطرد دبلوماسييها بعد اقتحام إيرانيين السفارة السعودية في طهران احتجاجاً على قيام المملكة بإعدام الزعيم الشيعي نمر باقر النمر.إنجاز خليجي
من جانب آخر، أشار المتحدث إلى النتائج الإيجابية لجولة الرئيس روحاني الإقليمية الأخيرة، قائلاً، إن "زيارة روحاني الأخيرة إلى الكويت وعمان، جاءت بدعوة رسمية من قبل الدولتين، ورغم أنها اختصرت بسبب ضيق الوقت إلا أنها تمثل إنجازاً.حظر «درون»
من جهة أخرى، حظرت السلطات الإيرانية تحليق الطائرات الخاصة المسيرة "درون" فوق طهران اثر حوادث تسببت بها في الآونة الأخيرة.ونقلت وكالة تسنيم عن المسؤول الثاني بالقاعدة العسكرية المكلفة أمن العاصمة الجنرال علي رضا ربيعي قوله، إن الحظر جاء بعد "تسبب الطائرات في مشاكل أمنية واجتماعية ونفسية بالمجتمع".وأضاف ربيعي، المسؤول بالقاعدة التابعة للحرس الثوري، أن "الطائرات المسيرة المزودة كاميرات يمكن أن تسلم الأفلام لأعداء الجمهورية".وأشار ربيعي إلى أنه يمكن الحصول على تراخيص خاصة من وزارات الثقافة والرياضة أو من التلفزيون العام لتصوير أحداث محددة.ومنتصف يناير الماضي، أطلق الدفاع الجوي النار على طائرة مسيرة كانت تحلق فوق منطقة في وسط طهران تقع فيها مكاتب المرشد علي خامنئي والرئيس حسن روحاني ومقار حيوية أخرى.ونهاية ديسمبر، اسقطت في المكان نفسه طائرة مسيرة أخرى تابعة للتلفزيون الإيراني العام كانت تصور وقائع صلاة الجمعة في طهران.صواريخ دقيقة
في غضون ذلك، بدأت أمس المرحلة الأولى من مناورات "الرسول الأعظم 11" التي تمتد 3 أيام وتجريها القوة البرية في حرس الثوري الإيراني بصحراء وسط البلاد. وأفادت وكالة "تسنيم" للأنباء، أن القوات البرية والمدفعية، والدفاع الجوي، والطائرات المسيرة، والمشاة، والقوات الجوية التابعة للحرس الثوري شاركت بالتدريبات التي شهدت "تدمير الأهداف المفترضة للأعداء عبر إطلاق قذائف صاروخية متطورة ودقيقة الإصابة من الطرازات المختلفة".تسوية حيفا
في وقت سابق، هدد أمين مجمع تشخيص مصلحة النظام في إيران اللواء محسن رضائي، إسرائيل برد عنيف على أي هجوم تتعرض له. وقال رضائي، الذي شغل سابقاً منصب القائد العام لقوات الحرس الثوري: "إذا ارتكبت إسرائيل حماقة وهاجمت إيران، فسوف نسوي تل أبيب وحيفا بالتراب".
واصلت استفزازها لواشنطن بتجربة قذائف «ذكية» وهددت بقصف إسرائيل بالصواريخ