لوبن في لبنان: ترحيب رسمي وجدل شعبي

المرشحة الرئاسية الفرنسية تشيد بسياسة الأسد «الواقعية»

نشر في 21-02-2017
آخر تحديث 21-02-2017 | 00:02
الحريري مجتمعاً بلوبن في بيروت أمس (أ ف ب)
الحريري مجتمعاً بلوبن في بيروت أمس (أ ف ب)
التقت مرشحة اليمين المتطرف للرئاسة الفرنسية مارين لوبن أمس، في بيروت الرئيس اللبناني ميشال عون، ليكون أول رئيس دولة أجنبية يستقبلها، إضافة إلى رئيس الوزراء سعد الحريري، في إطار سعيها إلى كسب مزيد من المصداقية الدولية.

وقالت زعيمة الجبهة الوطنية، إثر اجتماع استمر 30 دقيقة في القصر الرئاسي "تطرقنا إلى الصداقة الطويلة والمثمرة بين بلدينا".

ورئيس الجمهورية اللبناني، هو الرئيس المسيحي الوحيد في الشرق الأوسط، علماً بأن عون يحظى بدعم حزب الله الشيعي.

وسبق أن التقى عون في يناير الماضي وزير الاقتصاد الفرنسي السابق والمرشح أيضاً للانتخابات الرئاسية ايمانويل ماكرون.

ومنذ توليها رئاسة الجبهة الوطنية عام 2011 لم تلتق لوبن سوى عدد ضئيل من المسؤولين الأجانب اثناء ولايتهم، باستثناء رئيس الوزراء المصري الأسبق إبراهيم محلب في 2015 ووزير الخارجية البولندي فيتولد فاشيكوفسكي في يناير.

ورفضت المستشارة الألمانية آنجيلا ميركل الاجتماع بلوبن فيما اعتبر رئيس الوزراء الإسباني ماريانو راخوي أن انتخابها في فرنسا سيشكل "كارثة".

وسبق أن زارت لوبن "برج ترامب" في نيويورك في يناير قبل تنصيب دونالد ترامب رئيساً للولايات المتحدة، لكن الأخير لم يستقبلها رسمياً ولا أي من أعضاء فريقه.

ودعت لوبن منذ وصولها إلى "تعزيز" العلاقات بين لبنان وفرنسا. وسيطغى ملف اللاجئين السوريين على اجتماعاتها فضلاً عن موضوع الفرانكوفونية.

وصرحت إثر لقائها الرئيس اللبناني ميشال عون "تطرقنا (...) إلى القلق، الذي نتشاطره حيال أزمة اللاجئين الكبيرة جداً". وأضافت لوبن أن "لبنان الشجاع والسخي يتجاوز هذه الصعوبات، لكن الأمر لا يمكن أن يستمر إلى الأبد".

وتهدف زيارة لبنان، التي تستمر يومين، إلى تعزيز الرصيد الدولي للوبن، التي التقت أيضاً رئيس الوزراء السني سعد الحريري.

وقال الحريري أمام لوبن، وفق بيان أصدره مكتبه، إن "الخطأ الأكبر (...) هو الخلط الطائش، الذي نشهده في بعض وسائل الإعلام والخطابات بين الإسلام والمسلمين من جهة وبين الإرهاب من جهة ثانية".

واكد أن "اللبنانيين والعرب، كما بقية شعوب العالم، ينظرون إلى فرنسا على أنها بلد المنبع لحقوق الإنسان وفكرة الدولة التي تساوي بين جميع أبنائها من دون أي تمييز عرقي أو ديني أو طبقي".

وإثر اجتماعها بالحريري، أعربت لوبن للصحافيين عن "سرورها" بلقاء رئيس الوزراء لافتة إلى وجود "قواسم مشتركة" معه في ما يتصل بالأزمة السورية "وخصوصاً حول الضرورة الملحة لجمع كل الدول التي تريد التصدي للأصولية والإسلامية وداعش (تنظيم الدولة الإسلامية) حول طاولة" واحدة.

وتابعت "عرضت تحليلي الخاص: لا يبدو في الوضع الراهن أن هناك حلاً قابلاً للاستمرار خارج هذا الخيار بين (الرئيس السوري) بشار الأسد من جهة وتنظيم الدولة الإسلامية من جهة أخرى"، لافتة إلى أن الخيار الأول يشكل "حلاً أكثر طمأنة بالنسبة إلى فرنسا" مشيدة بـ"سياسة (الأسد) الواقعية".

والحريري مناهض للنظام السوري الذي يدعمه حزب لوبن الجبهة الوطنية. ويتهم دمشق بالضلوع في اغتيال والده رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري في 2005 ويدعم معارضي الرئيس بشار الأسد.

وأثارت زيارة لوبن جدلاً شعبياً خصوصاً من قبل مجموعات يسارية وأيضاً مجموعات من المثقفين والشخصيات الشيعية المناهضة لحزب الله. في المقابل، أجمع المسيحيون من كافة الأحزاب تقريباً على الترحيب بلوبن.

back to top