بعد صمتٍ استمر لساعات بشأن تقارير صحافية إسرائيلية، كشفت عن قمة «سرية»، بين الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، والعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، ورئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو ووزير الخارجية الأميركي السابق جون كيري، في العقبة فبراير الماضي، اعترفت مؤسسة الرئاسة المصرية ضمنياً مساء أمس الأول، بمشاركة السيسي في القمة التي لم يعلن عنها في حينها، مكتفية بالإشارة إلى عدم دقة ما تضمنه تقرير صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية.وفيما يشبه الاعتراف الضمني، أشار المتحدث باسم الرئاسة المصرية علاء يوسف، في بيان، إلى أن مصر سعت إلى تقريب وجهات النظر بين مختلف الأطراف، ودعم أي مبادرات أو لقاءات تهدف إلى مناقشة الأفكار العملية، التي تساعد على إحياء عملية السلام للتوصل إلى حل عادل وشامل، يساهم في إعادة الاستقرار إلى منطقة الشرق الأوسط.
وأضاف المتحدث باسم الرئاسة: «مصر تقوم بجهود متواصلة لتهيئة المناخ أمام التوصل إلى حل دائم للقضية الفلسطينية يستند إلى الثوابت القومية».وحرصت الرئاسة المصرية على التأكيد على أن القاهرة «لا تدخر وسعاً في سبيل التوصل إلى حل عادل ودائم للقضية الفلسطينية، استناداً إلى حل الدولتين، وحق الفلسطينيين في إقامة دولتهم المستقلة على أساس حدود 4 يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، دون أي مواءمات أو مزايدات، وهو الموقف الذي يتنافى مع ما تضمنه تقرير الصحيفة من معلومات مغلوطة».ولم يوضح البيان المصري طبيعة هذه المعلومات المغلوطة، لكن نتنياهو كان أكثر صراحة بالاعتراف بعقد القمة أمام وزراء حزب «ليكود» أمس الأول.وذكرت الصحيفة الإسرائيلية أن «القمة الرباعية التي عقدت بمبادرة من كيري، كانت محاولة فاشلة من إدارة الرئيس السابق باراك أوباما لعقد قمة إقليمية أوسع لإحياء عملية السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين، لكن المبادرة فشلت سريعاً بسبب تعنت نتنياهو الذي تحجج بعدم قدرته على ترويج بنودها داخل ائتلافه الحكومي اليميني، وتتضمن المبادرة الاعتراف بحل الدولتين، وحل عادل لأزمة اللاجئين في مقابل الاعتراف بيهودية الدولة الإسرائيلية».
تعنت وحرج
وقال مصدر رفيع المستوى لـ»الجريدة»، إنه في حالة نجاح قمة العقبة كان يفترض عقد قمة موسعة ومُعلنة في شرم الشيخ نهاية العام الماضي، بحضور الأطراف المعنية، لكن تعنت نتنياهو ألغى هذه الترتيبات، إذ في مقابل مطالبة القاهرة إسرائيل بضرورة تقديم تنازلات لحلحلة الموقف، اشترط نتنياهو حضور القمة دون شروط مُسبقة.من جهته، قال أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة، حسن نافعة، لـ»الجريدة»: «هدف إسرائيل من تسريب خبر قمة العقبة، هو إحراج الدول العربية ودفعها لمزيد من التقارب مع إسرائيل، فاللقاء كان بهدف دفع عملية السلام، لكن مع فشله اتفق على عدم الإعلان عنه، خاصة أن مصر لا تريد أن تظهر وكأنها مقربة من إسرائيل».قذيفتان
في سياق قريب، صرح المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، بأن قذيفتين أطلقتا صباح أمس، من سيناء المصرية سقطتا على منطقة مفتوحة في الأراضي الإسرائيلية، من دون وقوع إصابات، بعد أسبوع من اعتراض القوات الإسرائيلية صواريخ من سيناء على مدينة إيلات، في عملية أعلن تنظيم «ولاية سيناء» الداعشي مسؤوليته عنها.وبينما التزم الجيش المصري الصمت، قال شهود عيان إن «مقاتلات حربية حلّقت في أجواء مدينتي الشيخ زويد ورفح القريبتين من الحدود المصرية مع إسرائيل»، فيما أطلقت القوات قذائف مدفعية وأعيرة نارية أثناء أعمال تمشيط، وشهدت الكمائن حالة استنفار قصوى.فيديو «داعش»
في الأثناء، توعد تنظيم «داعش» أقباط مصر بمزيد من الاستهداف في الفترة المقبلة، إذ نشر مساء أمس الأول، تسجيلاً مصوراً قال إنه الرسالة الأخيرة للانتحاري المسؤول عن تفجير الكنيسة البطرسية في القاهرة، 11 ديسمبر الماضي، والذي راح ضحيته 29 قتيلاً، ظهر في التسجيل المصور رجل ملثم قال إنه أبو عبدالله المصري وهو يشجع المسلحين الإسلاميين لتحرير الإسلاميين المعتقلين في مصر، مهدداً بالانتقام من المسيحيين.مصدر أمني رفيع المستوى قال لـ»الجريدة»، إن «الأجهزة الأمنية شكلت لجنة لدراسة الفيديو، وإن الدراسة الأولية تثبت أن الفيديو تم تصويره في شمال سيناء، وأنه تم رفع الفيديو على الإنترنت من خارج البلاد.ويتناقض الاسم الحركي لمنفذ الهجوم في التسجيل وهو «أبو عبدالله المصري»، مع الاسم الحركي الذي سبق أن أعلنته السلطات المصرية للمتهم بالتفجير محمود شفيق وهو «أبو دجانة الكناني».التزام روسي
إلى ذلك، قال نائب مدير الهيئة الفيدرالية للتعاون التقني والعسكري، ألكسي فرولكين، أمس، إن روسيا ملتزمة بتسليم مصر 46 مقاتلة من طراز «ميغ 29»، بحسب الاتفاق الموقع بين الجانبين.مذبحة بورسعيد
في سياق منفصل، أصدرت محكمة النقض المصرية حكماً نهائيا أمس، بإعدام 10 متهمين شنقا، في قضية مذبحة استاد بورسعيد الرياضي، التي راح ضحيتها 72 قتيلاً، في أحداث عنف شهدتها مباراة كرة القدم بين الناديين الأهلي والمصري البورسعيدي فبراير 2012، وتضمن الحكم تأييد الأحكام الصادرة بالسجن بالنسبة لبقية الـ41 متهمًا.