ضوء أخضر لزيادة خسائر المدنيين في الموصل
8 آلاف من السنّة الموصليين يشاركون في القتال
لم تبدأ عملية تحرير الجزء الأيمن من الموصل بشكل حقيقي بعد، بل انطلقت فجر الأحد عمليات توغل تمهيدية تزيل السواتر وتحرر الحزام القروي جنوباً وشمالاً وغرباً، وقد يأخذ ذلك بضعة أيام حتى تحتدم المواجهات الحقيقية في حرب الشوارع والأزقة القديمة.ويقول الجيش العراقي إن المعركة «محسومة»، وما يؤخر حسمها السريع هو تمسك الحكومة بـ «تقليل الخسائر والحفاظ على أرواح المقاتلين والمدنيين والحفاظ على البنية التحتية للمدينة».لكن مصادر وثيقة الاطلاع تشكك بهذا الالتزام، وتفيد بأن الجيش بات لديه «ضوء أخضر» برفع مستوى الخسائر بين المدنيين بقدر ما يتطلبه حسم المعركة، بهدف إنقاذ نحو 700 ألف نسمة محاصرين في تلك المنطقة، وهو هدف ترى الحكومة ومعها التحالف الدولي، أنه «يبرر» السماح بخسائر بين السكان يمكن أن تصل إلى بضعة آلاف مدني قتيل، وأضعافهم من الجرحى.
ويمتاز الساحل الأيمن بأنه الجانب القديم من الموصل ذو الأزقة الضيقة والمحلات القديمة بكثافة سكانية عالية، وهي عوامل تعقد المواجهات وتمنع العربات والدبابات من المشاركة في اقتحام تحصينات «داعش». وانطلقت أبرز القطعات فجر الأحد من جنوب الموصل، حيث منتجع حمام العليل، متجهة إلى الشمال نحو الساحل الأيمن. وتركز عملها على تطهير نحو 10 قرى وإزالة سواتر وتحصينات فر مقاتلو «داعش» ولم يدافعوا عنها، ولاتزال المعارك حتى الآن أقل من المستوى العادي في حدتها.ويحاول «داعش»، وفق محللين، أن ينسحب لكي يستدرج الجيش إلى قلب المدينة، حيث جهز تحصينات معقدة، كما يقال، بينما يحاول الجيش استدراج «داعش» إلى الأطراف الجنوبية والشمالية ليواجهه بعيداً عن المناطق المأهولة.ويذكر مراقبون أن واحدة من أبرز التحولات في المرحلة الثالثة من معارك الموصل هي وجود 8 آلاف مقاتل من السنة الموصليين انتشروا ضمن كل القطعات، وتفيد المصادر بأن كفاءة تدريبهم باتت أفضل، خصوصاً القوة التي تعرف بـ «سوات الموصل»، وهؤلاء نحو 700 مقاتل أنهوا أخيراً تدريباتهم مع الجيش الأميركي، ولديهم كفاءة يشاد بها.وتكشف المصادر أن متطوعي الشيعة المقربين من النجف والذين يعتبرون «ذوي سمعة جيدة ومنضبطين»، بدأوا بالمشاركة في المحور الغربي للحشد الشعبي، خصوصاً «فرقة العباس القتالية»، حيث ستشارك بمشاتها، وزودهم الجيش بكتيبة دبابات «إبرامز» أميركية أعيرت للاستخدام خلال العمليات.ويبدو أن «داعش» في مأزق حقيقي، لأنه لم ينجح في جر الجيش نحو مناطقه المحصنة، وبات يواجه سيناريو معقداً قد يشتت عناصره إلى حد كبير، حيث تجهز القوات العراقية معركة من خمسة محاور تبدأ بقضم المناطق واحدة تلو الأخرى، ولم يكن أحد يتخيل أن التنظيم سيتخلى مثلاً عن المطار جنوب الموصل، فقد انسحب منه، وقد يعلن تحريره في أي لحظة.