لفت مدير «مركز القومي المصري للترجمة» د. أنور مغيث إلى أن الجزء الثاني من «انتصار أكتوبر في الوثائق الإسرائيلية» يتناول وثائق لشهادات وزير الدفاع الإسرائيلي وقادة الأسلحة والجبهة السورية، بينما الجزء الأول من الوثائق، والصادر عن القومي للترجمة، مخصص لوثائق الحكومة ووزرائها، ويتضمّن شهادات مهمة لغولدا مائير رئيسة الحكومة الإسرائيلية، وكبار قادة تل أبيب آنذاك وساستها.

أوضح مغيث أن هذا الإصدار ضمن مشروع تثقيفي طويل الأمد لمركز الترجمة، وإصدار سلسلة من العناوين ذات الصبغة الوثائقية تستهدف تعريف الأجيال الجديدة بالتاريخ العربي القديم والمعاصر، وتعرض لرؤية مفكري العالم لأهم الحوادث في منطقة الشرق الأوسط، فضلاً عن توفير المراجع الدقيقة للباحثين في المجالات العلمية والمعرفية كافة.

Ad

خفايا الصدمة الإسرائيلية

كشف الكتاب خفايا الصدمة الإسرائيلية في إثر تحطيم الجيش المصري أسطورة خط بارليف، ووقع الهزيمة المدوية في كواليس النقيض الاحتلالي، وردود فعل حكومة تل أبيب آنذاك، فضلاً عن انهيار حلم التوسع الاستيطاني، وكيف أصبحت حرب أكتوبر 1973علامة فارقة في التاريخ العربي الحديث، ومادة للبحث والدراسة في المراكز الاستراتيحية والأكاديميات العسكرية في العالم.

من جهته، قال المشرف على الترجمة

د. إبراهيم البحراوي، إن مادة الكتاب تطرح سؤالاً من شقين: أولهما، لماذا صممت السلطات الإسرائيلية على حجب أهم الوثائق أربعين عاماً؟ والثاني، لماذا تعمدت حذف بعض الكلمات أو الأسطر والفقرات من الوثائق التي نشرت، ما جعلها مادة جديرة بالبحث المتعمق من المثقفين والباحثين في الشؤون السياسية والعسكرية، لكشف أبعاد الانتصار المصري وأعماق الهزيمة الإسرائيلية؟

ألمح البحراوي، صاحب فكرة هذا المشروع الوثائقي، إلى أن ترجمة هذه الوثائق بمنزلة حق وطني وتاريخي للأجيال الجديدة، مبيناً أن صعوبة واجهته في الحصول عليها، إذ نشرها أرشيف الجيش الإسرائيلي باللغة العبرية على موقعه الإلكتروني، ووضع عقبات فنية تحول دون الاطلاع عليها بسهولة، لا سيما من الباحثين المصريين. ولكن تمكن فريق من الخبراء من التغلب على هذه العقبات، وكشف حقائق الانتصار المصري التي حجبها الإسرائيليون طيلة 40 عاماً، ليحفظوا معنوياتهم من الانهيار.

يذكر أن د. إبراهيم البحراوي، أستاذ الأدب العبري المعاصر المتفرغ بآداب جامعة عين شمس، ومؤسس المدرسة العلمية لدراسة المجتمع المعادي عن بعد عبر الأدب، وصاحب أول كتاب في المكتبة العربية عن أدب الحرب الإسرائيلي عام 1972، وعضو الفريق الوطني لدراسة مفاهيم ومشاعر أسرى الحرب الإسرائيليين عام 1973. كذلك نال جوائز عدة، من بينها جائزة الدولة التقديرية في الآداب، وجائزة الدولة للتفوق في العلوم الاجتماعية، وجائزة التخطيط المستقبلي العربي من جامعة الدول العربية.

مسألة فلسطين

احتفل «المركز القومي المصري للترجمة»، بصدور الجزء الأخير من الكتاب الموسوعي «مسألة فلسطين» للمستشرق الفرنسي هنري لورنس، وترجمة بشير السباعي، ويتناول بوصف توثيقي دقيق مراحل تطور الصراع على الأرض الفلسطينية.

لفت المؤلف إلى أن «مسألة فلسطين» ليس وصفاً تاريخياً فقط، بل هو تسجيل توثيقي دقيق لمختلف مراحل تطور الصراع على أرض فلسطين، وارتكز هذا الكتاب الضخم على وفرة من الوثائق غير مسبوقة، واستهدف المساعدة على إيجاد حل لمسألة فلسطين، وهو حل من وجهة نظر لورنس يبدو بعيد المنال بالنظر إلى موازين القوى في العالم.

من جهته، أوضح المترجم الكبير بشير السباعي أن لورنس يحاول في كتاباته عن الشرق أن يبحث عن معرفة الآخر، وهو تعلّم العربية لإكمال دراسته العليا، والتمكّن بشكل أفضل من البحث التاريخي عن طبيعة العلاقات بين الشرق والغرب، ودراسة تاريخ المنطقة العربية، متخذاً حملة نابليون بونابرت عليها كنقطة فاصلة، ويعود إلى الوراء قرناً من الزمان ثم يتقدم إلى الأمام قرنين، حتى يصل إلى عصرنا الراهن، من ثم يعطي صورة شاملة عن أوضاع العالم العربي على مدار القرون الثلاثة الفائتة.

يذكر أن المستشرق الفرنسي هنري لورنس أستاذ تاريخ العالم العربي المعاصر في «كوليج دو فرانس» وتعتبر إحدى أكبر المؤسسات العلمية الفرنسية، وله عدد كبير من المؤلفات حول العالم العربي والإسلامي في حقبات تاريخية مختلفة، من بينها «أوروبا والعالم الإسلامي: تاريخ بلا أساطير» وصدرت ترجمته عن المركز القومي المصري للترجمة، و«السلام والحرب في الشرق الأوسط» و«الشرق العربي في عهد الهيمنة الأميركية».