برعاية سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد، عرض مكتب الشهيد، أمس الأول، وبالتعاون مع المركز العربي للإعلام الفيلم الوثائقي "أُفيَّه" عن الشهيدة وفاء العامر، عن رؤية درامية وسيناريو أماني المعتوق وإخراج حاتم حسام الدين، وذلك في غراند سينما الحمراء، بمناسبة أعياد الكويت الوطنية، بحضور الوكيل المساعد في الديوان الأميري، المدير العام لمكتب الشهيد فاطمة الأمير ووالد الشهيدة الفنان المعتزل أحمد العامر وأسرتها، وجمع غفير ملأ صالة العرض.قدمت عريفة حفل الافتتاح المذيعة إيمان نجم، التي شاركت أيضا في الأداء الصوتي بالفيلم، وألقت فاطمة الأمير كلمة في البداية: "اليوم يعد وقفة وفاء للشهيدة وفاء العامر التي يفتخر بها كل كويتي، تلك الإنسانة التي أعطت أغلى ما عندها لهذا الوطن، وحاولت مثل إخوانها وأخواتها الشهداء حماية هذه الأرض، جعلونا نعود إلى هذا البلد الطيب، بدورنا نشكر المركز العربي للإعلام وجاسم الغريب على جهده المبذول في سبيل أن يظهر هذا الإنتاج بالشكل الذي يليق بمقام الشهيدات، ونعد الجميع بأننا في كل مناسبة وطنية سنبرز بطولات الشهداء".
بعدها، تحدث منتج الفيلم الإعلامي جاسم الغريب قائلا: "قد يتساءل البعض: لماذا وفاء العامر بالذات من بين ما يربو على 900 شهيد من شهداء الغزو العراقي فقط؟ لماذا وجميع الشهداء أبلوا بلاء حسنا ووضعوا أرواحهم على أكفهم، وجعلوا من أنفسهم مشاريع للاستشهاد؟
من أبرز شهيدات الكويت
وقال: لعل هذا التساؤل يكون مشروعا ومستحقا لو أننا اخترنا أي شهيد أو شهيدة أخرى، فهل نتقاعس ونمتنع عن توثيق هذه البطولات التي تجسدت خلال فترة الغزو، وهل ما لا يدرك جله يترك كله؟ لذلك بدأنا في إنتاج هذا الفيلم الذي أردنا من خلاله أن نجسد بطولات شهداء الكويت وكل من شارك في المقاومة، سواء مدنية أو عسكرية".وأضاف الغريب "كانت وفاء العامر من أبرز شهيدات الكويت من خلال ما قامت به من أدوار في الرفض السلمي وفي المقاومة المسلحة، إلى جانب قيامها بدور لوجستي في المقاومة العسكرية من نقل للأسلحة والمتفجرات من منطقة إلى أخرى، وبعمليات المسح الأمني للمواقع المستهدفة للتفجير، والبحث عن الملاذات الآمنة لأفراد مجموعتها، إلى جانب أنها كانت ترأس خليتين من خلايا مجموعة 25 فبراير".ثم عرض الفيلم الوثائقي "أُفيَّه"، الذي يروي سيرة الشهيدة وفاء العامر ابنة الثالثة والعشرين في ذلك التاريخ الثاني من أغسطس 1990، عندما استقيظت في ذلك الصباح الأسود، مفزوعة على اختطاف وطنها واغتصاب حرمته، فتلك الفناة التي خافت الظلام طفلة، استفاق في داخلها، وهي شابة، مارد حول ذلك الخوف إلى جرأة وبسالة وإقدام لتقض مأمن الظالمين، ولتشكل لغزا أرعب قوات الاحتلال، حيث حفلت مسيرتها بأدوار مهمة في تقديم المساعدات الإغاثية للأسر الصامدة والمحتاجة إلى العون، ودخلت في مشاجرات وملاسنات مع قوات الاحتلال خلف متاريسهم في نقاط التفتيش، وأسهمت في نقل الأسلحة إلى أماكن أكثر أمانا، ومشاركتها في نقل وزرع المتفجرات في فندق هيلتون ومنطقة الحساوي، ومن ثم أسرها مع خليتها التي ضمت 14 شهيدا، وتكتمها أثناء تعرضها لصنوف وأنواع التعذيب، وصولا إلى نهايتها المشرفة بالاستشهاد في 5 يناير 1991 إثر إعدامها في سجن الأحداث.وتضمن الفيلم شهادات من والدها أحمد العامر، حيث قال عنها "وفاء وردة تفتحت أثناء الاحتلال، وفاحت عطرا ومازالت"، ووالدتها غنيمة الغريب، وقريب الشهيدة الملحن الكبير أنور عبدالله، ورفيق دربها في المقاومة إبراهيم دشتي، وعمتها عائشة العامر، وشقيقة الشهيدة غيداء العامر، وصديقتها هداء التوحيد، وابنة عمتها رقية المتعب، وابن خالها عبدالناصر فخرو، وشقيقها هشام العامر.وقد شارك في المشاهد التمثيلية: منال الجارالله (جسدت دور الشهيدة)، عبدالعزيز صفر، يوسف البغلي، ميثم بدر، سعاد الحسيني، محمد الحملي، دانة المساعيد.