أهمية ما قاله جاويش أوغلو!
![صالح القلاب](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1501783180355436200/1501783193000/1280x960.jpg)
لقد كان هذا الذي تحدث عنه وحذر منه أوغلو واضحاً ومعروفاً، إلا لمن لا يريد أن يعرف ويرى، منذ انتصار الثورة الإيرانية في مثل هذه الأيام قبل ثمانية وثلاثين عاماً، حيث بدأ التدريب لحرب طائفية بدأ الترويج لها منذ اللحظة الأولى، وذلك رغم أن العرب عموماً كانوا يتوقعون أن تفتح طهران صفحة جديدة معهم، وأن يصبح الخليج العربي، أو الفارسي، جسر تقارب ومصالح مشتركة، وأن يكون التحشيد القادم من أجل فلسطين وتحرير القبلة الأولى للمسلمين من الاحتلال الإسرائيلي.ما كان العرب، وخاصة عرب الخليج، يريدون استبدال الصدام مع إسرائيل بصدام مع إيران التي من المفترض أنها دولة شقيقة، ويربطها بأشقائها الذين تجمعهم بها أخوة الإسلام تاريخ مشترك طويل، تداخلت فيه الحضارة العربية بالفارسية، لكن هذه الرغبة الصادقة فعلاً لم تقابل من "طهران الثورة" برغبة مماثلة، بل إن الإصرار على أن الجزر الإماراتية الثلاث إيرانية اشتد أكثر مما كان في عهد الشاه محمد رضا بهلوي، وأن الخليج فارسي، "ولا يمكن أن يكون إلاّ فارسياً"!وحتى بعد انتهاء حرب الأعوام الثمانية، التي كان بالإمكان تحاشيها لو أن طهران لم تواصل عمليات التحشيد الطائفي، على غرار ما هو حادث الآن، فقد كان بالإمكان تحسين العلاقات العربية – الإيرانية، وأن تكون هناك مسارات جديدة لهذا التحسين المفترض، بعد الغزو الأميركي وإسقاط نظام صدام حسين، لكن هذا لم يحدث، لأن إيران استغلت مستجدات هذه المنطقة، وبادرت إلى تمددها الاحتلالي هذا في العراق وسورية، وإلى السعي لتحويل هاتين الدولتين إلى "شيعيتين"، كما قال أوغلو يوم الأحد الماضي في ميونخ، حيث عقد مؤتمر للأمن و"وضع حد للسياسات الإيرانية في الشرق الأوسط".