السيسي والملك عبدالله الثاني يتمسكان بـ «حل الدولتين»
• الزعيمان ناقشا مقترحاً أميركياً لإنشاء قوات عربية
• ليبرمان يزعم قصف «داعش سيناء»
تمسك الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي والملك عبدالله الثاني عاهل الأردن بالثوابت القومية المتعلقة بالقضية الفلسطينية، والتي تنص على ضرورة إقامة دولة فلسطينية على حدود يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، خلال قمة عقداها أمس في قصر الاتحادية الرئاسي.
في أجواء دولية محتقنة، تمسك الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، وعاهل المملكة الأردنية الهاشمية، الملك عبدالله الثاني، بضرورة كسر الجمود القائم في عملية السلام في الشرق الأوسط، خاصة مع تولي إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب مقاليد الحكم في الولايات المتحدة، وسبل التنسيق المشترك للوصول إلى حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية على حدود 4 يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، باعتبار ذلك من الثوابت القومية التي لا يجوز التنازل عنها، وفي إطار الحرص على الحفاظ على حقوق الشعب الفلسطيني وحماية المقدسات الإسلامية والمسيحية، بما يساهم في إعادة الاستقرار إلى منطقة الشرق الأوسط.قمة السيسي وعبدالله جاءت بعد يومٍ من اعتراف الرئاسة المصرية "ضمنياً" بحضور قمة جمعت السيسي والملك عبدالله برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الخارجية الأميركي السابق، جون كيري، في العقبة العام الماضي، لبحث عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، إلى جانب الحديث المثير للرئيس الأميركي دونالد ترامب، مع نتنياهو منتصف الشهر الجاري، في البيت الأبيض الذي قال فيه، إن حل الدولتين ليس هو الأوحد.السيسي وعبدالله أكدا سبل تعزيز العلاقات الاستراتيجية المتميزة بين البلدين، حيث تطرقت المباحثات بينهما إلى الأزمة السورية، وسبل تثبيت وقف إطلاق النار، والحفاظ على المسار السياسي الذي يقوده مبعوث الأمم المتحدة، والحفاظ على وحدة وسلامة الأراضي السورية، والتصدي بقوة للجماعات الإرهابية ومنع جميع أشكال الدعم المقدم لها، إلى جانب سبل دعم العراق في العملية الجارية لتحرير الموصل من "داعش"، وإنهاء الأزمة الليبية.
مصدر رفيع المستوى قال لـ"الجريدة": ان "الزعيمين شددا خلال اللقاء على ضرورة وضع حلول عاجلة للقضية الفلسطينية، وناقشا المقترح الأميركي بإنشاء قوات عربية تحت المظلة الأميركية، وأكدا رفض تشكيل أي قوات خارج إطار الجامعة العربية".أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الأميركية، جمال عبدالجواد، قال لـ"الجريدة": "مصر والأردن أمام تحدٍّ كبير لتحريك عملية السلام"، وتابع: "القمة العربية المقبلة في الأردن ستكشف النقاب عن كثير من القضايا الشائكة المطروحة على الساحة".
مزاعم إسرائيلية
ميدانياً، وفيما له صلة بتطورات الأوضاع الأمنية في محافظة شمال سيناء الحدودية مع قطاع غزة الفلسطيني وإسرائيل، وبعد ساعات من حديث قوات الجيش الإسرائيلي عن سقوط قذيفتين على الجانب الإسرائيلي تم إطلاقهما من الجانب المصري، قال وزير الدفاع الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، لإذاعة الجيش الإسرائيلي، مساء أمس الأول: "الجيش الإسرائيلي لا يترك أمراً دون رد، القوات الخاصة التابعة للختنشتاين نفذت هجوماً ضد داعش"، وهو تلميح ضمني إلى وقوف قواته خلف الهجوم الذي استهدف مركبة تقل عناصر من تنظيم "داعش سيناء"، داخل الحدود المصرية.وأضاف ليبرمان: "داعش في سيناء لا يعتبر تهديداً جديا لأمن إسرائيل، هذا التنظيم يُضايق ويشوش فقط"، معتبراً ان "حماس وحزب الله مصدرا الإزعاج الحقيقي". وبينما التزم الجانب الرسمي المصري الصمت إزاء تصريحات ليبرمان، قال مصدر عسكري مسؤول لـ"لجريدة": "حديث ليبرمان عار من الحقيقة، وحرس الحدود ينتشر على طول الشريط الحدودي مع إسرائيل وغزة، إلى جانب انتشار الارتكازات الأمنية، والتحليق المتواصل لمقاتلات الأباتشي والطائرات بدون طيار لرصد الأوضاع الأمنية في سيناء"، وكشف المصدر وصول تعزيزات من الجيشين الثاني والثالث الميداني إلى سيناء منذ أسبوع لضبط الأوضاع، ((في ظل القوات لجبل الحلال.من جانبه، استبعد المستشار في أكاديمية ناصر العسكرية، اللواء متقاعد سامح أبوهشيمة، تنفيذ القوات الإسرائيلية هجوماً ضد بؤر إرهابية في سيناء، إلا أنه تحدث عن تنسيق معلوماتي عالي المستوى بين مصر وإسرائيل، وتابع في تصريحات لـ"الجريدة": "تصريحات ليبرمان تستهدف التشكيك في قدرات مصر العسكرية".أما مساعد وزير الخارجية الأسبق، معصوم مرزوق فقال لـ"الجريدة": "إذا صح حديث ليبرمان فهو انتهاك جوهري لاتفاقية السلام بين البلدين".إلى ذلك، وفي حين أجرى رئيس أركان الجيش المصري الفريق محمود حجازي، مباحثات مع المدير العام لـ"القوة متعددة الجنسيات" ديفيد ساترفيلد، وقائد القوة اللواء سيمون ستيوارت، أوقفت قوات إنفاذ القانون 12 من العناصر التكفيرية، وضبطت سيارة دفع رباعي مجهزة بقاعدة رشاش، عثر بداخلها على كمية من الذخائر والمهمات والملابس العسكرية.خفض الأسعار
اقتصادياً، ومع استمرار صعود الجنيه أمام الدولار الأميركي في البنوك المصرية أمس، حيث سجل سعر الصرف (15.70 جنيها للدولار الواحد)، تصاعدت آمال قطاع عريض من المصريين بحدوث انفراجة في الأزمة الاقتصادية وانخفاض في أسعار السلع الرئيسية، توقع رئيس الحكومة المصرية شريف إسماعيل انخفاض الأسعار خلال أيام، إلا أنه قال في تصريحات أمس الأول: "التراجع في أسعار السلع يحتاج إلى فترة زمنية، وعلينا أن ننتظر ونصبر".وفي حين استمر إسماعيل في الدفاع عن قرارات الإصلاح الاقتصادي، قائلاً: "الشعب المصري سيرى ثمار القرارات الحكومية قريباً، خاصة في عملية ضبط الأسواق"، لفت إلى أنه من المُقرر ضخ كميات من السلع التموينية في الأسواق، إلى جانب توفير الدواجن بكميات تكفي احتياجات المواطنين. وتابع: "وزير التموين الجديد يبذل جهوداً كبيرة لتوفير احتياجات المواطنين قبل حلول شهر رمضان". في السياق، أعلن وزير المالية عمرو الجارحي، أنه ستتم إعادة تقييم سعر صرف الدولار الجمركي بصفة نصف شهرية بحيث ينعكس هذا الأمر في أسرع وقت ممكن على محاصرة مستويات التضخم. وأشار الجارحي في أعقاب لقائه مع السيسي أمس الأول، إلى أنه تقرر تعديل سعر صرف الدولار الجمركي بما يتماشى مع انخفاض سعر صرف الدولار أمام الجنيه المصري.ووصف أستاذ الاقتصاد في جامعة الأزهر، صلاح الدين فهمي في تصريحات لـ"الجريدة" حديث رئيس الحكومة بـ"المنطقي"، وتابع: "شريف إسماعيل وعد بمهلة شهر حتى نفاد السلع التي تم استيرادها حينما كان سعر الدولار 19 جنيها، وضخ سلع بأسعار جديدة بعد انخفاض الدولار ووصوله إلى 16 جنيهاً".