مصر : «تعزيز الأخلاق»... مبادرة تفتقر إلى آلية

نشر في 22-02-2017
آخر تحديث 22-02-2017 | 00:00
المبادرة الدينية بين  الجامع الأزهر والكنيسة القبطية تحت اسم مبادرة "تعزيز الأخلاق"
المبادرة الدينية بين الجامع الأزهر والكنيسة القبطية تحت اسم مبادرة "تعزيز الأخلاق"
أعرب مراقبون عن تخوفهم من فشل المبادرة، التي أطلقها رأسا المؤسستين الدينيتين الرسميتين في مصر، الجامع الأزهر والكنيسة القبطية، تحت اسم مبادرة "تعزيز الأخلاق"، خصوصاً أن الفترة الماضية شهدت تدشين مبادرات مماثلة، منها مبادرة "بيت العائلة المصرية"، التي تضم علماء دين من الأزهر الشريف والكنيسة المصرية، لبحث قيم التسامح في المجتمع المصري، وهي المبادرات التي تعاني عادة الروتين وغياب الرؤية.

ووفقاً لما أعلن الاتفاق عليه، بين الإمام الأكبر أحمد الطيب، وبابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، تواضروس الثاني، خلال اجتماعهما التشاوري الأول، الأسبوع الماضي، بشأن المبادرة، فإنه ستتم الاستعانة بكل أدوات الدولة المتاحة لإعلاء قيم الأخلاق والتسامح بين أفراد الشعب، وأن عدداً من الوزراء مثل "التربية والتعليم"، و"التعليم العالي"، و"الشباب والرياضة"، و "الهجرة وشؤون المصريين بالخارج"، و"الثقافة"، و"الأوقاف"، ستُشارك في المبادرة، لكن الاجتماع لم يُحدد آليات عمل المبادرة أو المبادئ التي ستسير عليها.

بدوره، وبينما اعتبر الداعية الإسلامي محمد الملاح، المبادرة جيدة، خصوصاً أنها تأتي تحت رعاية الأزهر والكنيسة، مشترطاً ضرورة أن تشترك جميع مؤسسات الدولة فيها، لم يتحمَّس المفكر القبطي، كمال زاخر، للمبادرة، وقال لـ"الجريدة": "لن يكون لها دور نهائياً، وستتحول اجتماعات القائمين على المبادرة إلى مناسبات واجتماعات بروتوكولية"، مؤكداً أن تغيير الأخلاق يأتي من تغيير الخطاب الديني، وأن تصحيح أوضاع المجتمع يتم وفق منظومة مدروسة يشارك فيها الجميع من إعلام وتعليم وثقافة.

من جانبه، قال أستاذ علم الاجتماع السياسي في جامعة عين شمس، علي الرجَّال: "المبادرة إن لم تُحدد أهدافها وطبيعة الأداء الروتيني الذي يغلب على مثل هذه المبادرات ستفشل"، مشيراً في تصريحات لـ"الجريدة" إلى أن "التفرغ لتجديد الخطاب الديني والعمل على تنقيح كتب التراث مُقدم على مثل هذه المبادرات".

وأضاف الرجَّال: "الأخلاق لن تتحسن بالاجتماعات أو المبادرات إنما تتحسن بفعل وضوح رؤية الدولة بمؤسساتها نحو تغيير شامل يدفع لحراك داخلي ينتج عنه تحسن في الأخلاق".

يُشار إلى أن المتحدث الرسمي باسم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، القس بولس حليم قال في تصريحات صحافية، أمس الأول، إن "الكنيسة سوف ترشح من يمثلها خلال الأسابيع القليلة المقبلة، للاجتماع مع شخصيات أزهرية لتفعيل المبادرة".

back to top