يبدو أن مسلسل التراشق الإعلامي بين أنقرة وطهران لم ينته بعد، إذ أطلق إبراهيم كالين المتحدث باسم الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، أمس، جملة مواقف قد تثير حفيظة طهران. وقال كالين، إن تركيا لا تريد تصعيد الموقف مع طهران، لكنه شدد على أنه لا يمكن غض النظر عن جهود إيران لتوسيع نفوذها خارج حدودها خصوصاً في العراق وسورية، داعياً طهران إلى أن تعيد حساباتها بشأن علاقاتها بدول المنطقة.
وجاءت تصريحات كالين بعد يومين من استدعاء إيران للسفير التركي بسبب تصريحات أدلى بها وزير الخارجية مولود جاويش أوغلو والرئيس إردوغان اتهما فيها إيران بزعزعة استقرار المنطقة. بدوره، قال وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط توبياس إلوود أمس: "نأمل أن تقوم إيران بالانخراط في المجتمع الدولي ووقف تدخلاتها في المنطقة".وحاول نائب رئيس الوزراء التركي المتحدث باسم الحكومة نعمان قورتولموش تهدئة التوتر، مذكراً بأن "إيران وتركيا بلدان صديقان، وهناك اختلاف في وجهات النظر من حين لآخر، لكن لا يمكن أن تولد عداوة بسبب تصريحات"، مضيفاً: "حتى لو ظهرت خلافاتنا السياسية مع إيران، فإنه ينبغي عدم تضخيمها بشكل كبير".من جانب آخر، قال المتحدث باسم الرئيس التركي، إن ترتيبات جارية لعقد لقاء بين إردوغان والرئيس الأميركي دونالد ترامب قبل قمة حلف شمال الأطلسي مايو المقبل. وطالب المتحدث التركي "الاتحاد الأوروبي" بسرعة اتخاذ خطوات إيجابية نحو "إعفاء الأتراك من تأشيرة دخول الاتحاد" استكمالاً للاتفاق، الذي التزمت بموجبه أنقرة باستقبال اللاجئين، الذين تتم إعادتهم من أوروبا.
حجاب الجيش
إلى ذلك، أعلنت وزارة الدفاع التركية في حكومة حزب "العدالة والتنمية" الإسلامي المحافظ أمس، أن القوات المسلحة سمحت للنساء العاملات في صفوفها بارتداء الحجاب للمرة الأولى.وقالت وزارة الدفاع في بيان، إنه وفقاً للقوانين الجديدة ستتمكن النساء من الضباط وضباط الصف من ارتداء الحجاب أثناء عملهن في الدوائر والمؤسسات العسكرية بالجيش إذ يشمل القانون الجديد الطالبات العسكريات.وأضافت أن القوات المسلحة طالبت النساء العاملات في السلك العسكري بارتداء حجاب يتناسب مع لون البدلة العسكرية الرسمية ويظهر تفاصيل الوجه.يذكر أن حزب "العدالة والتنمية" الحاكم رفع الحظر المفروض على ارتداء الحجاب في المؤسسات المدنية في عام 2013.إلى ذلك، قدم الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أمس، شكوى جنائية ضد جميع المشتبه في تورطهم بالمحاولة الإنقلابية الفاشلة، التي وقعت في يوليو الماضي،»لارتكابهم جرائم ضده وضد الأمة» التركية.ونقلت وكالة أنباء «الأناضول» التركية عن مصدر في الرئاسة التركية قوله إن إردوغان قدم شكوى ضد من وردت أسماؤهم في محاولة اغتياله ليلة الانقلاب الفاشل، مضيفاً أن الشكوى الجديدة المقدمة حالياً تضمنت جميع المتورطين.وأشار المصدر إلى أن محامي الرئيس التركي حسين آيدين، أرسل الشكوى الجنائية والمكونة من ست صفحات إلى مكتب المدعي العام في العاصمة أنقرة.ووفقاً للشكوى: «حاول المشتبه فيهم إنهاء وجود أول رئيس منتخب للجمهورية التركية وسعوا إلى القضاء على مقاومة الشعب لمحاولة الانقلاب الدموية».