معركة الموصل: «الحشد» يتقدم إلى تلعفر
«داعشي» بريطاني كان معتقلاً بغوانتانامو فجّر نفسه قبل أيام
وسط توقعات بدخول قوات الجيش العراقي مطار الموصل من دون مقاومة بعد سقوطه عسكرياً، تحرك الحشد الشعبي مجدداً باتجاه مدينة تلعفر، التي تسكنها غالبية تركمانية، ويسيطر عليها "داعش"، وكانت موضع سجال بين تركيا والعراق.
بدأت قوات "الحشد الشعبي" العراقية فجر أمس التقدم من المحور الجنوبي الغربي لبلدة تلعفر، غربي الموصل، في إطار معركة استعادة الموصل آخر أكبر معقل لتنظيم "داعش" في العراق.وقال أحمد الأسدي المتحدث باسم قوات الحشد: "في الساعات القليلة الماضية، انطلقت جحافلكم الثورية الوطنية صوب اهدافها في جنوب غرب تلعفر لتنقض كالنسور على ما تبقى من جيوب الخيانة والتطرف والتكفير الداعشي في تلعفر" الواقعة الى الغرب من الموصل.والقرى المستهدفة هي عين طلاوي والشريعة الشمالية وخرابة الجيش، وتم تطويقها وتفجير عدد من السيارات المفخخة بحسب بيانات مقتضبة لإعلام "الحشد".
وتزامن هجوم قوات الحشد، فصائل شيعية مدعومة من ايران، مع تنفيذ قوات امنية هجوما لليوم الرابع من المحور الجنوبي للتقدم بهدف استعادة الجانب الغربي من مدينة الموصل الذي مازال يخضع لسيطرة الجهاديين.ووصلت قوات مكافحة الارهاب التي استعادت السيطرة على الجانب الشرقي للموصل ولم تشارك في العمليات العسكرية منذ انطلاقها الاحد الماضي، الى الخطوط الامامية.وقال ضابط في قوات الرد السريع وهي قوات النخبة التابعة للشرطة الاتحادية، ان التحرك باتجاه المطار سيجري خلال الايام القليلة المقبلة، وهو هدف رئيسي قبل مطاردة الجهاديين في الشوارع الضيقة.وقال مسؤول عراقي كبير إن المطار وقاعدة الغزلاني تعرضا لدمار كبير بسبب الضربات الجوية بقيادة الولايات المتحدة، وذكر أن القوات العراقية لا تتوقع مقاومة شديدة في المطار أو القاعدة، ولاسيما أن المنطقة مكشوفة أمام الضربات الجوية والقصف المدفعي.ومن المتوقع أن تتقدم قوات جهاز مكافحة الإرهاب المؤلفة من وحدات عراقية تلقت تدريبا من الولايات المتحدة على حرب المدن، وقادت مرحلة استعادة شرق الموصل إلى غرب المدينة بمجرد أن تطهر القوات النظامية نقاط الدخول. وستحتاج القوات العراقية إلى تأمين مجمع الغزلاني العسكري الذي يضم ثكنات ومناطق للتدريب ويمتد عبر المنطقة بين المطار ونهاية طريق بغداد- الموصل السريع.وكان مسؤول أميركي في الاستخبارات قال انه "لم يبق سوى ألفي جهادي" في القسم الغربي من المدينة. وكان عددهم يقدر ما بين خمسة الى سبعة آلاف قبل بدء الهجوم الواسع النطاق في 17 اكتوبر.ويقدر عدد المدنيين العالقين في الجانب الغربي لمدينة الموصل بـ750 ألفا نصفهم من الاطفال وهم يعانون نقصا كبيرا في الأغذية والأدوية، بحسب منظمات الاغاثة الدولية.وأعلنت الشرطة الاتحادية في بيان انه "تم اجلاء 480 مواطنا نزحوا من قرية اليرموك ونقلوا الى القرى الجنوبية المحررة".إلى ذلك، أعلنت وسائل اعلام بريطانية أن الانتحاري البريطاني في صفوف "داعش" الذي فجر نفسه قرب الموصل الاثنين الماضي كان محتجزا في معتقل غوانتانامو. وتبنى "داعش" تفجيرا انتحاريا قرب الموصل، قال إن بريطانياً نفذه.وقال ليون جيمسون أخ الانتحاري، إن الأخير يدعى جمال الحارث، وكان معتقلا في سجن غوانتانامو الأميركي بين عامي 2002 و2004.من جانب آخر، قال المتحدث باسم مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين ماثيو سلتمارش أمس، إن التقديرات تشير الى نزوح نحو ربع مليون شخص يستحيل استيعابهم على الأراضي المتوافرة في الوقت الحاضر، مضيفا، أن ذلك الامر دفع المفوضية نحو تحديد أراض أخرى يمكن استخدامها كمخيمات مع تغير أماكن الخطوط الأمامية للقتال.وذكر سلتمارش أن المفوضية لديها ثمانية مخيمات مفتوحة أو جاهزة في الوقت الحاضر إضافة الى مخيم آخر قيد الإنشاء، مبينا أنها تخطط لبدء العمل في إعداد مخيمات في موقع آخر جنوب الموصل.وحذر من تدهور الظروف في مناطق غرب مدينة الموصل المكتظة بالسكان، مناشدا الأطراف المعنية أن تولي أهمية لحماية المدنيين في أنشطة التخطيط العسكري خلال المعركة كما كان الحال في شرق الموصل.