من سيصبح بديلاً للندن كمركز مالي أوروبي بعد «بريكست»؟

نشر في 23-02-2017
آخر تحديث 23-02-2017 | 00:00
عندما أجري الاستفتاء التاريخي لتصويت البريطانيين على عضوية بلادهم في الاتحاد الأوروبي في يونيو 2016، اتجهت بعض الدول، ومنها فرنسا، نحو الاستعداد للنتائج مهما كانت، ففي باريس على سبيل المثال، أطلقت حملة بعد النتائج، التي أكدت «البريكست» تحت عنوان: «لقد اتخذتم قراراً جيداً... اتخذوا قراراً آخر واختاروا باريس».

تسببت نتائج الاستفتاء بخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في جرأة أكبر لدى باريس، فعندما تغادر المملكة المتحدة السوق الموحدة، فإن العديد من البنوك الدولية والشركات العالمية، التي اتخذت من لندن مقراً أوروبياً لها ستفقد العديد من المميزات، التي تتيح بها التواصل مع عملائها في دول التكتل الموحد.

وفي ظل عدم وجود تكهنات بأن مفاوضات الخروج من الاتحاد الأوروبي ستكون مرنة بالنسبة لبريطانيا، بدأت العديد من المدن الأوروبية الترويج لنفسها والتنافس مع بعضها بعضاً لتصبح بديلاً للندن عقب «بريكست»، وفقاً لتقرير نشرته «إيكونوميست».

- ستستهل بريطانيا مفاوضات الخروج في مارس، وباعتبار زمن مفاوضات الانسحاب وإيجاد الشركات المالية مقرات جديدة وتعيين موظفين جدد، فإن الطريق لا يزال طويلاً لتفكر مدن أوروبية أخرى أن تحل محل لندن، لكنها تريد أن تقتنص ما يمكنها الحصول عليه.

- تندفع باريس بشكل كبير بوصفها شريكاً للندن لتحل محلها كمركز مالي، حتى إن مسؤولي فرنسا لا يرون الأمر تنافسية بينهما، بل بين بريطانيا وهولندا ولوكسمبورغ وألمانيا وأيرلندا.

- يرى الفرنسيون أن باريس ستكون البديل الأبرز والأقرب بعد «بريكست»، لأن فيها مراكز مالية وشركات عالمية أكبر من نظيرتها الألمانية، والتقى مسؤولون فرنسيون بالفعل خلال فبراير الجاري مديري بنوك وصناديق تحوط وشركات إدارة أصول وتكنولوجيا في لندن للترويج لبلدهم.

- حاول هؤلاء المسؤولون الترويج لباريس كمركز مالي وصرف النظر عن الضرائب المرتفعة وسوق العمل مرتفع التكاليف والتقليل من احتمالية فوز مرشحين اشتراكيين على رأسهم «مارين لوبن» برئاسة البلاد هذا العام.

- في الوقت نفسه، يتحرك مسؤولو «فرانكفورت» على استحياء ودون جلبة واثقين في قدرات المدينة الألمانية على جذب المصرفيين والشركات العالمية رغم أن مصرفيين صينيين يرون لوكسمبورغ بديلاً أفضل.

- لم يتوقف الأمر عند الفرنسيين والألمان فقط، بل انطلق الهولنديون أيضاً للحصول على أي امتيازات من «بريكست» حيث توسعت وكالاتها الاستثمارية في عدة مدن أوروبية للترويج لأمستردام كمركز مالي مستفيدة من جودة المعيشة المرتفعة وتحدث الغالبية للغة الإنكليزية.

- ينقص أمستردام سوق الإسكان المتميز على غرار لندن وباريس، بالإضافة إلى ارتفاع الضرائب، على الرغم من أن وزير المالية أكد إمكانية خفضها أو إعفاء البعض منها في أحوال معينة.

- في الوقت نفسه، ترغب «دبلن» الأيرلندية جذب المزيد من مديري الأصول، وأعرب مسؤولون في البنك المركزي عن مخاوفهم حيال الأدوات التنظيمية في البلاد وضعف البنية التحتية والتجارية من مقرات مكتبية وإسكان وطرق.

- في ظل هذه التنافسية الشديدة، يصعب معرفة حجم الجائزة التي ستحصل عليها المدينة الفائزة كبديل للندن بعد «بريكست» نظراً إلى أن كل مؤسسة مالية أو شركة أو بنك تحدد أولوياتها وفقاً لمجريات الأحداث وأجندتها الخاصة بها.

- يعني ذلك أن كل مؤسسة أو جهة مالية ربما ترى أن لندن هي الأفضل لها في الوقت الحالي، وربما ترى غيرها حيث يتحدد ذلك بناءً على عدة عوامل، منها بيئة الاستثمار والمرونة في السوق الموحدة والعمالة والضرائب.

back to top