يستعين المنتج سيف عريبي بخبرات أجنبية لتنفيذ أعماله عادة، تحديداً ما يتعلّق بالماكياج (من تركيا). كذلك لجأ إلى الأسلوب الأميركي ولكن بأيد مصرية في تسجيل موسيقى فيلمه «القرد بيتكلم» الذي أدّى بطولته كل من عمرو واكد وأحمد الفيشاوي، مستخدماً أكثر من 75 كماناً و12 تشيللو بقيادة المايسترو هشام مصطفى، و10 آلات نحاسية بقيادة المايسترو أمير جاد، وغيرها من آلات، وهي خطوة أولى من نوعها في مصر، بل في الوطن العربي، في هذا المجال. كذلك أعلن عريبي نيته الاستعانة بخبراء أجانب في الديكور والملابس والأكسسوارات لمسلسله المقبل «السيرة الهلالية»، وسيلجأ إلى فريق من هوليوود متخصص في المعارك الحربية لتنفيذ العمل في دول عدة، من بينها العراق والمغرب ومالطا.
حول هذا الموضوع يقول المخرج أمير رمسيس: «لا مشكلة في استقدام الخبراء إلى مصر، رغم أن لدينا كوادر متميزة جداً أبرزها طارق مصطفى في الماكياج فمستواه عالمي وينافس الأجانب، كذلك لا ننسى مصممي المعارك الرائعين في مصر من يبنهم عصام الغريب».يتابع: «ثمة مخرجون مصريون يرتبطون بفرق خارجية تعاونوا معها أكثر من مرة، ويرتاحون للتعامل معها. لا مشكلة في ذلك، فالسينما تتجاوز الهوية، والصانعون في هوليوود مثلاً يستعينون بخبراء ماكياج من تركيا لتفوقهم في هذا المجال متجاوزين الحدود. عموماً، تقوم السينما على القدرة على التواصل والارتياح الشخصي لمن أتعامل معه بغض النظر إن كان ابن بلدي أو لا، ولكن ذلك لا ينفي أن الكوادر المصرية ممتازة وتستحق أن نسند إليها مشاريع».
رأي النقد
يرى الناقد السينمائي طارق الشناوي، أن خبراء الغرافيك وفرق المعارك يشكلون عناصر مهمة في الأعمال السينمائية والتلفزيونية، ولكن بسبب ارتفاع قيمة الدولار إلى ثلاثة أضعافه إزاء الجنيه يصبح استقدامهم أمراً صعباً لما يمثّله ذلك من أعباء على موازنة العمل .الشناوي ينبه إلى أن بعض الصانعين يروّج كذباً أنه يستعين بخبراء أجانب، بهدف تسليط الضوء على العمل المزمع تصويره أو إنتاجه محققاً بذلك الغرض التجاري المطلوب.الناقدة السينمائية ناهد صلاح تقول: «لا نسمع أكثر من اسمين في مجال الماكياج يُوكل إليهما معظم الأعمال الفنية، فيما لا يتوافر لدينا متخصص في تدريس هذه المهنة في معهد السينما الوحيد بمصر، فيعتمد من يدخلون هذا المجال على الخبرة التي يكتسبونها مع الوقت والممارسة»، مشيرة إلى أنه من المرفوض أن نستمر في الاستعانة باسمين أو ثلاثة فقط. وتضيف أن الأتراك تفوقوا لدرجة أن هوليوود بكل بهائها تعتمد عليهم في مجالات الغرافيك والخدع والماكياج، فنجد في شارات أفلام كبيرة أسماء لأتراك، موضحة أن في مصر مخرجين يستقدمون الأجانب لأنهم يعانون «عقدة الخواجة» ويعتبرون أن الأجنبي أفضل من المصري دائماً. كذلك لا تتوافر لدينا أسماء كبيرة كثيرة، لذا لا بد من أن نساهم في تعليم الشباب هذه المجالات ليكونوا قادرين على سد العجز فيها، كذلك يجب إنشاء معاهد تدريب وورش، لأن برحيل الجيل الكبير المعروف في مصر سنسقط في فجوة كبيرة في هذا المجال.وتشير إلى أنها لا تجد مشكلة في استقدام الفرق الأجنبية بشرط أن يكون ذلك بالتوازي مع الكوادر في مصر، مؤكدة أن الشباب المصريين الذين يتخصصون في الماكياج السينمائي والأزياء والأكسسوارات وتشكيل فرق المعارك سيحققون فيها نجاحاً يتفوّق على نجاح الأجانب المحترفين، لذا لا يجب أن نقلّد هوليوود فقط، بل علينا أن نتميّز بالملمح المصري العربي الخاص بنا كي لا ننجرف إلى التقليد.