مستقبل الإعلام الذكي
![عبداللطيف المناوي](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1459078147207955600/1459078157000/1280x960.jpg)
هذه المتغيرات جميعها وضعت أمام القائمين على عملية الاتصال بالجماهير عبئاً جديداً، أنا هنا لا أدعو الأنظمة إلى التخلص من وسائل إعلامها، وأيضاً لا أدعو إلى منع القوى السياسية الأخرى الحاضرة في المجتمع من الحضور إعلامياً بأشكال مختلفة، ولكنني دوماً كنت أتحدث عن وجود إعلام ذكي يتمكن من أن يكون داعماً وسنداً قوياً وحقيقياً للمجتمع وللنظام في إرساء قواعد صحية لعلاقة المواطن بالدولة والدولة بالمواطن. هذا الإعلام الذكي الذي يصب في مصلحة الوطن كله، نظاماً وشعباً، هو ذلك الإعلام الذي يعكس بحق صورة المجتمع وصورة الوطن، هو ذلك الإعلام الذي يفتح المجال أمام القوى السياسية والمجتمعية لكي تكون حاضرة ومعبرة عن رأيها ومواقفها في حدود القواعد الأساسية التي يتوافق عليها المجتمع، هو ذلك الإعلام الذي ينجح في أن يكتشف لغة الخطاب الصحيحة التي يصل بها إلى المواطن في الشارع، واللغة الصحيحة التي بها يمكن أن يحمل طموحات وآمال هذا المواطن إلى أوسع دائرة ممكنة، هو إعلام يؤدي دور التواصل بين أطراف المجتمع كله حكاماً ومحكومين. هذه الصورة ليست صورة مستحيلة التطبيق، ولكنها ممكنة في ظل شروط عدة من بينها صدق الرغبة لدى الأنظمة في استعادة جماهيرها، وصدق القائمين وقدرتهم على هذه الأجهزة الإعلامية في تأدية هذا الدور، والتخلص من عوائق وموانع عفا عليها الزمن، ولم تعد صالحة للتطبيق في زمن جديد، لم يعد أمامنا إلا البحث عن كلام جديد لهذا الزمن الجديد، فلم يعد هناك مجال لنجاح حقيقي باستخدام كلام قديم في زمن جديد.