سر الزواج الناجح

"زوجان بريطانيان احتفلا بعيد زواجهما الثمانين مؤكدين أن مفتاح استمرارية الزواج هو معالجة الاختلافات بشكل مباشر، وقال فرانك 100 عام وزوجته أنيتا 99 عاما إنهما يسويان مشاكلهما يوميا قبل الذهاب إلى الفراش ويختمان كل شيء بقبلة وعناق قبل النوم".

عند قراءتي هذا الخبر قلت في نفسي: يا سبحان الله، هذان الزوجان غير مسلمين لكنهما بتصرفهما الرائع يطبقان خلقا إسلاميا عظيما هو خلق "التسامح"، وقد ذكر رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام ذلك في حديثه الشريف، عندما قال: "ألا أخبِرُكم بنسائِكم من أَهلِ الجنَّةِ؟ الودودُ، الولودُ، العؤودُ على زوجِها الَّتي إذا آذت أو أوذيت، جاءت حتَّى تأخذَ بيدَ زوجِها ثمَّ تقولُ: واللَّهِ لا أذوقُ غَمضاً حتَّى ترضى". ومعنى غمضا: أي لا أنام ولا يستريح لي بال.

خلق التسامح والتغافر للأسف فقدناه، نحن المسلمين، في أغلب البيوت إلا ما رحم ربي، فنجد البعض تأخذه العزة بالإثم ويصر على رأيه الخطأ، ويزعل أكثر من ثلاثة أيام التي حددها لنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم، عندما قال "لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليال، يلتقيان فيعرض هذا ويعرض هذا، وخيرهما الذي يبدأ بالسلام"، فإذا حدث خلاف بين المسلمين فيجب ألا يزيد على ثلاثة أيام، فما بالك بين الزوجين؟

وإذا زاد الخلاف بين الزوجين على ثلاثة أيام ولم يتصالحا فإن الشيطان يتدخل، ويبعث جنوده للوسوسة لهما، حتى يقع الطلاق.

وفي الحديث الذي رواه الإمام مسلم قال: "إن إبليس يضع عرشه على الماء ثم يبعث سراياه فأدناهم منه منزلة أعظمهم فتنة، يجيء أحدهم فيقول: فعلت كذا وكذا فيقول: ما صنعت شيئا، ثم يجيء أحدهم فيقول: ما تركته حتى فرقت بينه وبين امرأته قال: فيدنيه منه ويقول: نِعمَ أنت". رواه مسلم.

لذا نصيحتي إلى كل زوج وزوجة حديثي الزواج إذا حصل خلاف بينكما، أرجو ألا يتعدى الخلاف غرفة النوم، ولا يزيد على ثلاثة أيام لأنكما قدوة لأولادكما في البيت، وسيقلدونكما في المستقبل، كما أن الخدم في البيت من المؤكد أنهم سيعرفون أنكما على خلاف، تعوذا من إبليس اللعين وعليكما بالقاعدة الذهبية لفرانك وأنيتا بحل مشكلتكما قبل الدخول إلى الفراش والقبلة والعناق قبل النوم، فهل وصلت رسالتي لكما؟ آمل ذلك.

* آخر المقال:

قالوا في الأمثال:

"إذا تبي صاحبك دوم، حاسبه كل يوم".