بعد أيام من اللغط الذي أثير بشأن وجود نية لتوطين فلسطينيين في سيناء، نفت الرئاسة المصرية، أمس، بأشد العبارات وضوحاً، تلك التقارير، واصفة إياها بـ"الشائعات" التي تستهدف بث الفتنة بين المصريين.الناطق الرئاسي السفير علاء يوسف قال أمس إن "اجتماع الرئيس عبدالفتاح السيسي مع قيادات المجلس الأعلى للقوات المسلحة والمجلس الأعلى للشرطة، نفى بحث توطين الأخوة الفلسطينيين في سيناء، وأنه لم يسبق مناقشة أو طرح ذلك الأمر على أي مستوى من جانب أي مسؤول عربي أو أجنبي".
ويبدو أن السيسي حرص على إجلاء حقيقة الأمور، خلال اجتماعه مع قيادات الجيش والشرطة، وخاصة بعد اعتراف ضمني من الرئاسة المصرية، قبل أيام، بحضور الرئيس اجتماعاً وصف بـ"السري" في العقبة العام الماضي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وعاهل الأردن الملك عبدالله الثاني، ووزير الخارجة الأميركي الأسبق، جون كيري لبحث مبادرة أميركية من ست نقاط لحل الأزمة الفلسطينية، إلى جانب تدوينة للوزير الإسرائيلي أيوب قرا، الذي زعم فيها أن "ترامب ونتنياهو سيعتمدان خطة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي إقامة دولة فلسطينية في غزة وسيناء بدلاً من الضفة الغربية".بيان الرئاسة قال إنه "من غير المتصور الخوض في مثل هذه الأطروحات غير الواقعية وغير المقبولة، وخاصة أن أرض سيناء جزء عزيز من الوطن، شهد ولا يزال يشهد أغلى التضحيات من جانب أبناء مصر الأبرار".وشدّد الاجتماع على أهمية عدم الالتفات إلى مثل هذه الشائعات التي لا تستند إلى الواقع بأية صلة. وقال السفير يوسف إن اجتماع الرئيس والقيادات الأمنية ناقش تطورات الأوضاع الأمنية في جميع أنحاء الجمهورية، إضافة إلى مستجدات جهود مكافحة الإرهاب في شمال سيناء، ووجه الرئيس بضرورة الاستمرار في التنسيق بين القوات المسلحة والشرطة، والعمل في إطار منظومة أمنية متكاملة، تتحلى بأعلى درجات الحيطة الأمنية والاستعداد القتالي.
ردود فعل
عضو المكتب السياسي لحزب "التجمع"، أقدم الأحزاب اليسارية في مصر، حسين عبدالرازق، وصف بيان الرئاسة بـ"المهم"، فضلاً عن تأكيده ثبات موقف مصر تجاه القضية الفلسطينية، إلا أنه انتقد صدور البيان متأخراً.المحامي الحقوقي، طارق العوضي، صاحب الدعوى التي تُطالب بمنع توطين الأجانب في مصر، قال لـ"الجريدة": "على الرغم من النفي الرسمي فإننا لانزال متمسكين بالدعوى التي تطالب الحكومة المصرية بسحب الاتفاق الذي وقعه الرئيس الأسبق حسني مبارك مع الاتحاد الأوروبي والذي كان يسمح بتوطين مواطني دول أخرى في مصر مقابل تعويضات".تعزيز القوات
إلى ذلك، وبعد أسبوع حافلٍ من التطورات الميدانية التي شهدتها محافظة شمال سيناء الحدودية مع إسرائيل وقطاع غزة، وخاصة فيما يتعلق بتبني تنظيم ما يعرف بـ"ولاية سيناء" الفرع المصري لتنظيم "داعش" للمرة الثانية قصف الجانب الإسرائيلي بصواريخ تم إطلاقها من الجانب المصري، أكد رئيس أركان الجيش الفريق محمود حجازي، أن القوات المسلحة ستظل الدرع الواقية للأمن، وأنه لا تهاون في تطهير سيناء من الإرهاب.وجاءت تلك التصريحات خلال حضور حجازي الأنشطة التدريبية لإعداد وتأهيل عناصر من الجيش الثاني الميداني المخطط انضمامهم إلى القوات المرابطة في شمال سيناء.مصدر رفيع المستوى، قال لـ"الجريدة"، إن الأفرع الرئيسية للجيش ستشهد خلال الأيام القليلة المقبلة إنشاء وحدات خاصة من قوات الجيش تكون متعددة المهام وعلى رأسها مكافحة الإرهاب، موضحاً أن التشكيل الجديد تم اختياره بعناية شديدة وتم تدريبه على أحدث الأسلحة.الحصيلة الدولارية
اقتصادياً، ومع استمرار صعود الجنيه أمام الدولار الأميركي في البنوك المصرية أمس، حيث سجل سعر الصرف في البنوك (15.75 جنيها للدولار الأميركي الواحد)، قال محافظ البنك المركزي لـ"الجريدة" طارق عامر إن "التدفقات الدولارية التي دخلت مصر منذ قرار تعويم سعر صرف الجنيه مطلع نوفمبر 2016 وصلت إلى 7 مليارات دولار حتى مطلع يناير من عام 2017 نتيجة تصاعد تحويلات المصريين العاملين في الخارج، وحركة التداول الداخلية".وتابع عامر: "مع صعود الجنيه أمام الدولار فإن البنوك تشهد حالياً حركة بيع غير مسبوقة، أدت إلى ارتفاع الحصيلة الدولارية إلى ١١ مليار دولار"، متوقعاً زيادة تلك الأرقام خلال الأيام المقبلة، ولافتاً إلى أن البنوك تُعد في الوقت الحالي قوائم بحسب الأولوية للمستثمرين من راغبي الحصول على الدولار من البنوك، تمهيداً لتلبية احتياجاتهم لشراء السلع الأساسية.