تمكّنت الأجهزة الأمنية في مصر أخيراً، من الإيقاع بتاجر مخدرات كبير قبل تعاقده على صفقة ممنوعات ضخمة وترويجها في القاهرة. وكانت المفاجأة اكتشاف الأجهزة الأمنية تورط عناصر شرطية، بينهم ضباط، في الصفقة، ما أعاد للأذهان قضية "دُكش القليوبية" الذي تبين أنه كان على علاقة بقيادات أمنية وضباط وأفراد شرطة لتغطية نشاطه الممنوع، وتكوين إمبراطوريته الشهيرة في منطقة الجعافرة، خلال السنة الماضية.

مصدر أمني قال، لـ"الجريدة"، إن "مصلحة الأمن العام نجحت في الإيقاع بأشهر مسجل خطر في قطاع جنوب القاهرة، يُدعى رمضان الفوال وشهرته كفتة، مقيم في منطقة المقطم ودائم التردد على منطقتي السيدة زينب والخليفة لمتابعة نشاطه الإجرامي".

Ad

كانت المصلحة قد تلقت معلومات تفيد باستعداد "كفتة" لإدخال صفقة مخدرات وسلاح إلى قلب القاهرة، وأثناء متابعته تم رصد العديد من المكالمات له مع متهمين آخرين لتكشف الصدفة مكالمات له مع رجال شرطة بينهم أحد القيادات الأمنية، وعلى الفور تم إعداد الأكمنة اللازمة وضبط المتهم.

وتابع المصدر: "خلال ١٠ أيام من التحقيق مع المتهم وتفريغ هاتفه المحمول تبين وجود تسجيلات لمكالمات بينه وضباط وأفراد، بينهم ٣ أمناء شرطة وضابط برتبة مقدم كان يعمل رئيس مباحث قسم الخليفة، إضافة إلى عميد شغل عدة مناصب مهمة".

وبحسب المصدر الأمني، فإن المتهم خرج من السجن منذ فترة بعد قضائه عقوبة 6 سنوات في قضية قتل، واعترف بأنه كان يعمل قبل ثورة يناير 2011 مع بعض الشخصيات السياسية، وخاصة في فترة الانتخابات ليعود للاتجار في المخدرات، وتعرَّف على تجار مخدرات واتفق معهم على شراء صفقة ضخمة من مخدر "الحشيش"، وتواصل مع ضبَّاط وأمناء شرطة بينهم قيادة أمنية للتغطية على نشاطه الخارج عن القانون مقابل مبالغ مالية.

المصدر أكد أن الأجهزة الأمنية استدعت عدداً كبيراً من الضباط والأمناء للتحقيق معهم بعد العثور على أرقام هواتفهم ورسائل على هاتف المتهم. في السياق، صرح مصدر أمني مسؤول بوزارة الداخلية بأن الوزير اللواء مجدي عبدالغفار أصدر تعليمات مشددة بتقديم كل من ثبت تورطه للمحاكمة، وخاصة في ظل متابعة بعض الأجهزة السيادية للتحقيقات.