اختلف البعض أو اتفق مع توجهات وآراء النائب والقطب السياسي مسلم البراك فإنه مع ذلك يظل علامة مهمة وعنواناً رئيسياً على الساحة السياسية الكويتية على مدى ربع قرن مضى، وله نشاط نقابي وسياسي وبرلماني لافت ومؤثر سيجعل اسمه يحتل فصلاً مهماً من التاريخ السياسي والبرلماني الوطني، بالإضافة إلى أنه يفرض احترامه على الجميع، لأنه دفع ثمن آرائه وتوجهاته السياسية من حريته الشخصية وهو أمر نادر في الكويت. مسلم البراك، بكل المقاييس الحقوقية العالمية والمحلية، هو سجين رأي، لأن فعله وإن كانت تجرمه القوانين المحلية، فإنه أتى من خلال خطاب سياسي، ودولة الكويت بسجلها الديمقراطي والحقوقي تعي أهمية المحافظة على سلامة السجين السياسي وعدم تعرضه لردات فعل انتقامية من قوى نفوذ وفاسدين كانوا خصوماً للبراك خلال عمله البرلماني والسياسي.
نعم اختلفنا مع البراك في بعض قراراته وتوقيته في القيام ببعض الحركات الاحتجاجية الشعبية والتي شاب بعضها الطابع المناطقي والحمية القبلية والنكهة المذهبية، ولكن في سجل البراك معارك مهمة في محاربة الفساد وانتزاع حقوق للمواطنين فيما يخص الحريات والمكتسبات المعيشية والاجتماعية التي لا يمكن أن تُنكر، وإن كانت نبرة وحدة خطاب البراك العالية والمتواصلة دون منح فرص لتهدئة الساحة المحلية والتقاط أنفاسها، قد شوّشتا بشكل أو بآخر على إنجازاته.ولكن مسلم البراك يبقى رمزاً سياسياً لديه مريدوه ومؤيدوه الكثر على الساحة المحلية، الذين يؤمنون بنهجه ويدعمون توجهاته، لذا فإن الاعتداء الذي تعرض له مؤخراً في السجن المركزي هو جريمة غير مقبولة، وأي أذى يتعرض له مسلم البراك في محبسه ربما تكون له تداعيات محلية كبيرة وكذلك دولية، فمن غير المفهوم أن يتم نقل سجين جنائي إلى عنبر نزلاء سياسيين، ويقوم بعد ذلك بالاعتداء على مسلم البراك خلال أيام قليلة من نقله، وهو أمر يجب أن يوضحه آمر السجن وقادته، ويتم التحقيق فيه بشكل شامل ودقيق.
أخر كلام
أذية البراك... جريمة غير مقبولة
24-02-2017