الفاسدون من البشر يشبهون في وصفهم القنافذ، فلهم نفوذ يحميهم من الأذى كأشواك القنفذ التي تحميه حين يتعرض للخطر، ولكن العجيب في أوجه الشبه بين الفاسد والقنفذ أن القنافذ في فصل الشتاء يؤذي بعضها بعضاً بأشواكها الحادة حين تتقارب لتأمن البرد القارس، وكذلك الفاسدون يؤذي بعضهم بعضاً عند تعرض مصلحة أحدهم للخطر، ليكشفوا فضائحهم وينشروا فسادهم للعامة.دائماً نرى الفاسدين في وئام واتفاق ومتوحدين ضد المصلحين والشرفاء، ولكننا نفاجأ أحياناً بخلاف قد نشب بينهم وأصبح علناً، فيهاجم بعضهم بعضاً ليفضح كل منهم الآخر، ويكشف للناس فساد صاحبه فنعتقد أنه تاب وأناب، ولكن سرعان ما يعود إلى مستنقع الفساد الذي يجمعه مع بقية زملائه الفاسدين، بعد أن تتلاقى مصالحهم وتتوحد أهدافهم، وهكذا هم لا يكترثون حتى لخلافاتهم، ففصيلتهم متوائمة كالقنافذ لا يؤذي بعضهم بعضاً الا في حالات الخطر والأذى، وسرعان ما يعودون إلى سيرتهم الأولى بعد زوال الخطر.
يعني بالعربي المشرمح:للمفسدين أشواك تحميهم من الخطر كأشواك القنافذ، ولكنها تؤذيهم عندما يقتربون كثيراً، بعضهم من بعض، وحين تختلف مصالحهم وتتعارض، وهو ما نراه ونسمعه حين يفضح كل منهم الآخر، فلا تأمنوا جانب أي منهم، لأنهم سرعان ما يتفقون.
مقالات - اضافات
بالعربي المشرمح: قنافذنا!
25-02-2017