«البنتاغون» تدوِّل «خطة داعش» وتحذر من حرب مع روسيا بسورية

أعلن رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية الجنرال جوزيف دانفورد، أمس الأول، أن خطة وزارة الدفاع (البنتاغون) لهزيمة «داعش» وطرده من معقله بالرقة ستظهر في شكل مسودة، بحلول يوم الاثنين، وستتجاوز حدود سورية والمنطقة، لتشمل خطر التنظيم حول العالم في إذكاء الصراعات.

وفي كلمة أمام معهد بروكنغز بواشنطن، أشارت إلى أن الخطة ستكون أوسع نطاقا، وقد تتجاهل تفاصيل تكتيكية مثل القوات، أكد دانفورد أن هذه الاستراتيجية ستكون عسكرية وسياسية، وتتضمن عدة خيارات ستقدم إلى الرئيس دونالد ترامب، الذي طلبها، وحدد لوضعها 30 يوما تنتهي بعد أيام.

وأضح أن تقديرات الجيش الأميركي تشير إلى أن «داعش» اجتذب 45 ألف مقاتل أجنبي من أكثر من 100 دولة في أنحاء العالم، مضيفا أنه «كي تنجح خطتنا، فإننا نحتاج أولا إلى قطع النسيج الضام بين الجماعات الإقليمية التي تشكل الآن خطرا عالميا».

وإذ رفض الكشف عما إذا كانت الخطة الجديدة ستحمل تعديلات في سياسة دعم الأكراد والمعارضة المعتدلة، شدد دانفورد على أن الاتصالات مع الروس هدفها تقليص حدوث أي سوء تفاهم، وقال: «لا أستطيع استخدام كلمة تعاون، ولم يطلب مني ذلك، فقد كنا نتحدث عن تقليل فرص الاصطدام والتواصل حول منطقة معقدة في سورية، ومن المهم ألا يقرأ الناس الاتصالات بين الجيشين أكثر مما هو قائم بالفعل».

حظر جوي

وخلال جلسة استماع للجنة شؤون القوات المسلحة بمجلس الشيوخ، اعتبر رئيس هيئة الأركان الأميركية أن سيطرة الولايات المتحدة الكاملة على السماء السورية ستسبب في «بدء حرب مع سورية وروسيا، وذلك يمثل قرارا مبدئيا إلى حد كبير لا أجرؤ على اتخاذه».

واعتبر دانفورد أن سيناريو إقامة منطقة حظر جوي فوق سورية «في ظروف معينة» كان موضوع بحث مع الرئيس السابق باراك أوباما في وقت سابق.

من جانبه، أعلن الرئيس الإيراني حسن روحاني موقفه الرافض لفرض منطقة حظر جوي في سورية، مشددا على أن وقف الضربات الجوية في البلاد سيمثل «خطوة في اتجاه معاكس لما هو صحيح، ويعد دعما للإرهابيين».

وفي مؤتمر صحافي على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، أشار روحاني أمس الأول إلى أن «الإرهابيين مدججون بالسلاح، ويملكون المعدات العسكرية، والشيء الوحيد الذي لا يملكونه هو الطيران الحربي».

«فتح الشام»

إلى ذلك، أعلنت وزارة الخزانة الأميركية، أمس الأول، فرض عقوبات مالية ضد «مسؤولين اثنين في جبهة النصرة»، التي غيَّرت اسمها العام الماضي إلى «جبهة فتح الشام»، موضحة أن أياد نظمي صالح خليل كان قبل عام «الرجل الثالث في قيادة النصرة» و»أمير» المنطقة الساحلية فيها، وأنه قام قبل ذلك «بتأهيل عناصر أمن واستخبارات الجبهة مسؤولين عن اغتيالات وإدارة سجون عرفت بممارسة التعذيب فيها، وشجع على نهب آليات وممتلكات أعضاء الجيش السوري الحُر».

أما الرجل الثاني، فهو بسام أحمد الحصري، المتهم بأنه كان لفترة طويلة حلقة الوصل بين الجبهة وتنظيم القاعدة و«أمير درعا»، وفق مكتب مراقبة الأصول الأجنبية، الذي اتهم الرجلين «بالإرهاب وتقديم دعم أساسي للتنظيم الإرهابي العنيف من الإشراف على عمليات تطوير جبهة إلى تطوير استراتيجيتها».

عقوبات النظام

وإذ أدرجت السلطات الأميركية على لائحة العقوبات شركة صلب، في إطار مكافحة انتشار أسلحة الدمار الشامل، رجح دبلوماسيون أن يصوت مجلس الأمن الاثنين أو الثلاثاء على مشروع قرار يقضي بفرض عقوبات على النظام، بسبب استخدام الأسلحة الكيماوية، لكن من المؤكد أن روسيا ستستخدم حق النقض (الفيتو).

وتدفع بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة باتجاه فرض حظر على بيع مروحيات لسورية وفرض عقوبات على 11 سورياً و10 هيئات مرتبطة بهجمات كيماوية في الحرب المستمرة منذ حوالي 6 سنوات، بعدما خلص تحقيق مشترك للأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيماوية إلى أن النظام شن هجمات في ثلاث قرى في 2014 و2015.

وفي جنيف، تتواصل الجولة الجديدة من مفاوضات السلام السورية، التي تؤكد الأمم المتحدة أنها فرصة «تاريخية»، لكنها ستكون صعبة جدا، فيما لا يزال عدد كبير من القضايا عالقة، سواء فيما يتعلق بجدول الأعمال، أو بطريقة إجرائها.

وعقد مبعوث الأمم المتحدة ستيفان ديميستورا، أمس، سلسلة من اللقاءات المنفصلة مع وفدي النظام والمعارضة، وفق المديرة الإعلامية للأمم المتحدة في جنيف اليساندرا فيلوتشي، التي أوضحت أنه يبذل «قصارى جهده» لجمع الطرفين في مباحثات مباشرة وتطبيق قرار الامم المتحدة 2254.

وفي مؤتمر صحافي مقتضب، أشار الجعفري إلى أن وفد النظام تسلم ورقة من مبعوث الأمم المتحدة سيتم بحثها والرد عليها. وخلال افتتاح الجولة الرابعة رسميا أمس الأول، دعا ديميستورا وفد الحكومة ووفود المعارضة إلى تحمل «مسؤوليتهم التاريخية، لوضع حد للنزاع الدامي، والعمل معا» لأنه «لا حل عسكريا» للنزاع.

ويشكل جدول أعمال المفاوضات قضية بالغة الحساسية أيضا لوسيط الأمم المتحدة، الذي ذكر أن جولة المفاوضات الحالية ستركز على عملية الانتقال السياسي، بما فيها وضع دستور وإجراء انتخابات.

نوايا وتصعيد

وفي نيويورك، ناشد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس الأطراف المشاركة في الجولة الرابعة من مفاوضات جنيف إظهار النوايا الحسنة الرامية إلى وضع حد لست سنوات من سفك الدم، معربا عن ارتياحه لاجتماعهم على طاولة مفاوضات واحدة، والتفاف الوحدة الدولية حول العملية السياسية في الشهور المقبلة.

وبالتزامن مع انعقاد مفاوضات جنيف، صعَّدت الطائرات الروسية أمس من قصفها على قرى وبلدات ريف حماة، ما تسبب في وقوع عشرات الشهداء والجرحى، وفق موقع «أورينت، الذي أوضح أن العملية أسفرت عن مقتل 8 وإصابة عدد كبير في بلدة الحميرات، إضافة إلى عدد غير محدد في قرى المستريحة وتل هواش والأربعين والجابرية.