طلب قاضي التحقيق العسكري الأول رياض أبوغيدا، أمس، عقوبة الإعدام للبناني عمر حسن العاصي، بعدما اتهمه بالانتماء إلى تنظيم داعش الإرهابي، ومحاولة تفجير نفسه بحزام ناسف في مقهى «الكوستا» بشارع الحمرا، بهدف قتل أكبر عدد من المواطنين الأبرياء.

وفند القرار الظني، الذي يقع في 19 صفحة، بالتفصيل مسيرة العاصي منذ عام 2009، يوم كان يتردد على مسجد بلال بن رباح، لتلقي دروس دينية عند الشيخ أحمد الأسير، وصولا إلى لحظة توقيفه في عملية نوعية دقيقة نفذها رجال المخابرات الذين شلوا حركته قبل الضغط على زر تفجير الحزام. كيف أُلقي القبض على «انتحاري كوستا»؟ بناءً على معلومات مفادها أن «داعش» سينفذ عملية انتحارية بأحد مقاهي بيروت في منطقة الحمرا، ومن بينها مقهى الكوستا، كثفت مديرية المخابرات عمليات المراقبة والرصد لجميع المقاهي والمحال بالمنطقة المذكورة، وخلال ذلك، اشتبهت بتحركات أحد الأشخاص قرب مقهى الكوستا، ودخوله والجلوس على إحدى الطاولات، وهو ينظر إلى الزبائن الموجودين بشكل غير طبيعي، ثم يُنادي إحدى العاملات ويتحادث معها، وهو يحتسي القهوة والشوكولا، ويستمر بالنظر حوله.

Ad

هذا الأمر حدا بعناصر المخابرات الموجودة في المكان إلى القيام بعملية إلقاء القبض عليه بطريقة خاطفة وسريعة ودقيقة، عبر توجيه ضربة إلى رأسه أدت إلى شل حركته بالكامل، ومن ثم تفتيشه، فوجد بحوزته حزاما ناسفا مربوطا بجسده، فجرى تفكيكه من الخبير العسكري.

وأكد «انتحاري الكوستا» أن «ليلو» هو أمير لدى «داعش» في الرقة تواصل معه، وراح يسأله عن أدق تفاصيل حياته العائلية، وكان يتابعه دينيا ويتأكد عما إذا كان يؤدي فرائض الصلاة والصيام ويقوم ببر والديه، وأفهمه التقيد بذلك، كي يموت طاهرا.

وبعدما أقنع «الأمير»، العاصي بصعوبة الانتقال إلى سورية، خوفا من اعتقاله، عرض عليه القيام بعملية انتحارية في لبنان، فوافق كي «يفوز بالآخرة، ويحظى بالعزة»، على حد تعبيره.

واصل الرئيس الفلسطيني محمود عباس، لليوم الثاني على التوالي، زيارته الرسمية التي يقوم بها إلى لبنان، فزار أمس رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة.

وقال بري بعد اللقاء: «تأتي الزيارة في وقت مناسب ومدروس، قبيل القمة العربية التي ستنعقد بالأردن، كي يكون التنسيق دائما وقائما على الموضوع الأساسي. وكما قلت في طهران، إن الموضوع الأوحد الذي يجمعنا هو فلسطين».

وأضاف: «نأمل التوصل إلى الوحدة الفلسطينية، لأن في ذلك تشجيعا للدول الباقية كي تجتمع حول فلسطين».

من جهته، قال عباس: «لبنان يحمل الكثير من أجل القضية الفلسطينية وضحى كثيرا، وما زال منارة من أجل الدفاع عن فلسطين. لا يمكن للشعب الفلسطيني أن ينسى هذا البلد على مدى العقود».

وتابع: «أنتم العنوان الأساس لأجل القضية، ونحن هنا لنتحاور ونتبادل الرأي. أنا سعيد جدا، لكوني هنا، وسأتحدث أيضا مع رئيس مجلس الوزراء».

كما التقى عباس، أمس، رئيسي الجمهورية السابقين أمين الجميل وميشال سليمان، وعضو كتلة «المستقبل» النائب بهية الحريري، ورئيس الحزب «الديمقراطي اللبناني» النائب طلال أرسلان.

وكان عباس زار أمس الأول قصر بعبدا، حيث أقام له رئيس الجمهورية ميشال عون عشاءً تكريمياً ضم الرؤساء الثلاثة تناول القضايا المشتركة، ولا سيما منها ما يتصل بموضوع المخيمات واللاجئين الفلسطينيين، فضلا عن موضوع الإرهاب.

كما استقبل أمس الأول وفدا قياديا من «الحزب التقدمي الاشتراكي»، بتكليف من رئيسه النائب وليد جنبلاط، الموجود في الخارج، ضم النائب غازي العريضي وعضو مجلس القيادة بهاء أبوكروم.

ووفق بيان للحزب، فقد نقل الوفد تحيات جنبلاط إلى عباس، مشددا على «العلاقات المشتركة مع الشعب الفلسطيني، والتزام الحزب الثابت بالقضية التي استشهد في سبيلها كمال جنبلاط، والتي لا تزال القضية الأساسية في الصراع، رغم كل ما يجري في العالم العربي الممزق، ولن تكون هناك عدالة واستقرار وأمن من دون حل لهذه القضية، وإعطاء الشعب الفلسطيني حقوقه، والتأكيد أيضا على أهمية الوحدة الفلسطينية في المواجهة».