• كيف تقيم القمة المصرية الأردنية بين الرئيس عبدالفتاح السيسي والملك عبدالله الثاني في القاهرة الأسبوع الماضي؟
- القمة جاءت لسببين؛ الأول التنسيق من أجل القمة العربية المزمع عقدها في الأردن الشهر المقبل، أما السبب الثاني فمناقشة تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب، خلال مؤتمره الصحافي المشترك مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، والتي تضمنت نسفا لمقترح حل الدولتين وجهود السلام، إذ أكد الجانبان المصري والأردني تمسكهما بحل الدولتين، وقيام الدولة الفلسطينية.• هل كانت أيضا ردا على أنباء قمة العقبة بين السيسي وعبدالله ونتنياهو ووزير الخارجية الأميركي السابق جون كيري؟
- رددت صحيفة "هآرتس" أكاذيب حول هذا الأمر، وهو ما نفاه بيان رسمي صادر عن مؤسسة الرئاسة المصرية، والقمة المصرية الأردنية جاءت لوضع النقاط على الحروف بشأن هذه المزاعم، بالتأكيد على حل الدولتين ورفض تصريحات ترامب ونتنياهو.• لكن الوزير الإسرائيلي يعقوب بيري زعم أن مصر تقترح إقامة دولة فلسطينية في سيناء؟
- المتحدث باسم الرئاسة المصرية نفى هذا الكلام، وفي اليوم التالي خرجت الحكومة الإسرائيلية نفسها ونفت الخبر، لكن تصريحات الوزير الإسرائيلي تعطي مؤشرا خطيرا لوجود اتجاه داخل الحكومة الإسرائيلية يحاول الإيحاء بأن القضية الفلسطينية انتهت، بناء على موقف ترامب الذي يجعل جميع الجهود الماضية في سبيل إقامة دولة فلسطينية لا قيمة لها.• ماذا عن ضرب "داعش" لمدينة إيلات الإسرائيلية بصواريخ من سيناء؟
- ليس كل ما يقال ويصدر عن الجانب الإسرائيلي صادقا، وعلينا تحري الدقة وتفحص تلك المعلومات، ومن المعروف أن مصر تقوم بعمل جبار لضبط الوضع الأمني في شمال سيناء، وتدفع الثمن من دماء أبنائها، ونحن ندرك أن هناك بقايا جماعات إرهابية تعمل في سيناء، وإذا كان أحد أفرادها تمكن واستطاع التحرك هنا وهناك فلا يمكن أن يغير ذلك الوضع الأمني والاستراتيجي في سيناء.• كيف تُقيم سحب السفير الإسرائيلي من مصر؟
- السفير الإسرائيلي سحب من مصر ديسمبر الماضي، ومعه بعض العاملين بالسفارة، ولم يتم الإعلان عن ذلك، ولم تبلغ مصر رسميا وقتها، وإن كان المبرر الواضح من إسرائيل هو أن جميع سفراء الدول في مصر يتحركون بحرية باستثناء سفيرها، ولكن المدهش هو توقيت إعلان سحب السفير- بعد نحو شهر ونصف الشهر من السحب الفعلي- بالتزامن مع زيارة نتنياهو للبيت الأبيض، ومعروف أن الزيارة انتهت إلى نسف أسس السلام التي استقر عليها منذ 20 عاما.•ما هي تداعيات موقف ترامب تجاه القضية الفلسطينية على دور مصر في المنطقة؟
- موقف ترامب يفتح الباب على مصراعيه للإرهاب بإيجاد مبرر الوقوف أمام أميركا واستكبارها في المنطقة، وهو موقف يجب أن يتعامل معه جميع المعنيين بالقضية الفلسطينية، وعلى القوى العربية والإسلامية أن تعرف كيف تتعامل مع مواقف الإدارة الأميركية الجديدة، ومصر تتحمل العبء الأكبر في القضية الفلسطينية بسبب المسؤولية التاريخية والجغرافيا والتداخل الاجتماعي مع فلسطين.• هل يعادي ترامب المسلمين؟
- الاتجاه الواضح في إدارة ترامب هو معاداة بعض المجتمعات الإسلامية، وقراره بمنع مواطني 7 دول إسلامية من دخول الولايات المتحدة أكبر دليل على ذلك، فما تفعله الإدارة الأميركية الحالية هو عداء للإسلام، لأنها تخلط بين الجماعات الإرهابية وبين الإسلام الوسطي، وهذا يثير إشكاليات عديدة مع أميركا.• ما توقعاتك لزيارة الرئيس السيسي لواشنطن الشهر المقبل؟
- من المؤكد أن أميركا تقدر الدور المصري في التصدي للإرهاب ومواجهتها له، ولكن هناك جوانب أخرى تحتاج إلى بحث، منها ما يتعلق بالمساعدات العسكرية الأميركية، فنحن في حاجة لإعادة صياغة العلاقات المصرية الأميركية في الجانب العسكري فيما يتناسب مع مصالح مصر العسكرية، وأعتقد أن الاستثمارات الأميركية في مصر ستكون موجودة في العديد من القطاعات، وليس قطاع البترول فقط.