لماذا يخافون من امرأة؟
لا أعتقد أن أي بلد يسعى إلى التحضر بمعناه الصحيح- أي بناء الإنسان لا العمارات فقط- يستطيع أن يهمل دور المرأة في بناء المجتمعات، إذ تزخر الكويت بشاباتٍ مثقفاتٍ وخريجات من أعرق الجامعات العالمية... شاباتٍ ذوات حسٍ وطنيٍ عالٍ وضمير حي. المرأة المثقفة المتعلمة تستطيعُ أن تنهض بأي وزارهٍ توكل لها مسؤولية إدارتها، ولا بد أن يتضمن أي تشكيل وزاري قادم عدداً لا بأس به من الخريجات المتفوقات الناجحات في وظائفهن، كما فعلت دولة الإمارات عندما أعطت وزارة الشباب لأصغر وزيرة في العالم (٢٢ سنة) وهي شما المزروعي التي تقود الوزارة الآن من نجاح لآخر. فهذا الاختيار لم يأت من عبث، بل جاء بعد بحثٍ عن الكفاءات من أعرق الجامعات، فهذه الشابة اليافعة حصلت على بكالوريوس في الاقتصاد من جامعة نيويورك مع مرتبة الشرف، وحصلت على الماجستير في السياسات العامة من أكسفورد في بريطانيا وبمرتبة الشرف أيضاً، ولا ننسى لبنى القاسمي وعهود الرومي وغيرهما كثيرات. نحن لا نفتقر للشابات المؤهلات لشغل بعض المناصب القيادية، ولقد حان الوقت لإعطاء الشباب المؤهلين من الجنسين الفرصة التي ستدفع بالكويت قفزاً إلى الأمام، نحن بحاجة إلى بناء البشر قبل بناء الحجر، نحن بحاجة إلى رؤية مستقبلية تخلص الكويت من الفساد ووساطاته، ومنَ التخلُفِ المتدثر بالدين، وهو بعيد عن روح الدين بملايين السنين الضوئية.
نحن بحاجة لدماءٍ جديدة، نحن بحاجة إلى جرأة حقيقية، وحبٍ حقيقي للكويت.اللهم احفظها اللهم احفظ الكويت من أي مكروه واجعلها واحة أمان وعدل. اللهم احفظ رجاحة عقلها في تعاملها مع بقية الدول ووضع السلام دائماً نصب عينيها. اللهم خلصها من المفسدين والبدائيين. اللهم ارتفع بها نحو الأفق البعيد...اللهم أرسل الريح تحت جناحيها فنراها تُحلقُ وتستعيدُ أمجادها. اللهم حقق أحلام قائدها وشبابها. اللهم انفض عنها غبار التخلف.اللهم اجعلها جنة للزائرين.اللهم اجعلها مثالاً يُحتذى به كما كانت في السابق. اللهم احفظها (وللمرة الترليون) من الجهل.