لليوم الثالث على التوالي، تجهد الأمم المتحدة من أجل إحراز تقدم في مفاوضات "جنيف 4"، التي لا تزال تراوح مكانها وتقتصر على لقاءات ثنائية منفصلة بين مبعوثها الخاص ستيفان ديميستورا ووفدي الحكومة السورية والمعارضة، محورها شكل التفاوض.ودخلت المفاوضات يومها الثالث من دون أن تدخل بعد في عمق المواضيع. ولم تتضح حتى الآن آلية العمل التي سيتم اتباعها، وما اذا كانت مباشرة أو غير مباشرة.
وبعد تسليم ديميستورا ورقة عمل إلى الوفود المشاركة، التي باتت من غير المرجح أن تعقد مفاوضات مباشرة قريباً، تركز على القضايا الإجرائية والعملية السياسية، أعلن رئيس وفد الهيئة السورية العليا للمفاوضات نصر الحريري تسلمه "أفكاراً واعدة".ولاحقاً، أكدت عضو وفد المعارضة بسمة قضماني أن لا دور للرئيس بشار الأسد بعد تشكيل هيئة الحكم الانتقالي، التي تشدد المعارضة على ضرورة تركيز البحث عليها خلال جولة المفاوضات الجارية. لكن قضماني شددت في الوقت نفسه على "الواقعية" و"الجدية" اللتين تقدِم المعارضة بهما على المفاوضات.وقالت قضماني، في جنيف، "المفاوضات مرحلة تسبق المرحلة الانتقالية، وهي تعني الانتقال بالسلطات الى هيئة حكم، وفي تلك اللحظة ليس هناك دور لبشار الأسد"، مضيفة: "نحن واضحون، ولا نقول اليوم يرحل قبل أن نأتي الى جنيف، أتينا الى جنيف ونفاوض النظام"، الذي يرفض أي نقاش حول مستقبل الأسد.
مرجعية الجولة
وعقب انتهاء أعمال اليوم الثاني، شدد مدير مكتب مبعوث الأمم المتحدة مايكل كونت على أن مرجعية الجولة الرابعة من مباحثات جنيف هي قرار مجلس الأمن رقم 2254 الذي ينص على تشكيل حكومة انتقالية وإجراء انتخابات برعاية أممية ووقف أي هجمات ضد المدنيين بشكل فوري.وتوقع كونت عدم حدوث اختراق قريب في المباحثات "الطويلة والشاقة"، مشيراً إلى أن ديميستورا أجرى مناقشات "عميقة" مع وفدي النظام والمعارضة كل بمفرده لبحث كيفية المضي قدماً في النقاط الواردة في هذا القرار، ومناقشة هذه القضايا بشكل مفصل.وإذ شملت الاجتماعات تبادل الآراء حول تقديم بيانات تفصيلية لبعض "الاقتراحات الملموسة" لإدارة المباحثات وتحفيزها، أوضح كونت أن المبعوث الأممي وفريق عمله يعكفون الآن على دراسة مخرجات الاجتماعين انتظاراً لرد الطرفين على ما تم تناوله من أفكار ومقترحات، على أن يلتقي خلال عطلة نهاية الأسبوع مع وفدين اثنين أحدهما يمثل منصة موسكو والثاني يمثل منصة القاهرة لبحث كيفية مشاركتهما في هذه العملية.ترتيبات لا خطوات
وبعد الاجتماع، أكد رئيس وفد الهيئة العليا للمفاوضات أن أفكار ديميستورا "واعدة وتناولت الدخول بجدية في عملية الانتقال السياسي، وما سيتبعه من صياغة دستور جديد والانتخابات"، موضحاً أنها "ليست خطوات محددة"، بل مجرد ترتيبات للأيام المقبلة.وأشار الحريري إلى أن اللقاء قد تناول أيضاً القضايا الإنسانية وكيفية الالتزام بوقف إطلاق النار والتعامل مع قضية المعتفلين وانتهاكات قوات النظام والجماعات المسلحة الأجنبية الموالية له، مشدداً على أن مفهوم البند المتعلق بالحكم تم توضيحه في قرارات الأمم المتحدة وليست خاضعة لمجال تفاوضي وديميستورا يبحث في كيفية تطبيقها.زيارة فوتيل
وبعد أيام من زيارة رئيس لجنة الدفاع في مجلس الشيوخ جون ماكين إلى كوباني، قام قائد العمليات العسكرية الأميركية في الشرق الأوسط الجنرال جوزف فوتيل يوم الجمعة بزيارة سرية هي الأولى لمسؤول عسكري رفيع إلى شمال سورية منذ وصول الرئيس دونالد ترامب إلى البيت الأبيض في 20 يناير الماضي، والثانية له بعد زيارة مماثلة لسورية في مايو 2016.وأوضح المتحدث باسم القوات، التي تلقت للمرة الأولى قبل شهر آليات مدرعة أميركية، أن "فوتيل أجرى لقاء إيجابياً مع عدد من القادة العسكريين، وبحث تطورات حملة غضب الفرات ومسائل عسكرية مشتركة منها زيادة التنسيق والدعم وكانت النتائج إيجابية"، معتبراً أن الزيارة "تأكيد للدعم الأميركي لقواتنا وهناك وعود بتسلم أسلحة ثقيلة في المراحل المقبلة".وعود وتعزيزات
وأكد مصدر قيادي في "قسد"، ذات الغالبة الكردية، أن "فوتيل أكد على التزام قوات التحالف بحماية منبج من أي هجمات تركية أو مدعومة من تركيا في اطار التزاماتها السابقة بحماية المنطقة"، لافتاً إلى أنه "لم تجر نقاشات مطلقاً حول فتح ممر لدخول القوات المدعومة من تركيا ضمن مناطق سيطرة قواتنا".وعلى الحدود، أرسلت القوات التركية، أمس الأول، تعزيزات عسكرية الى مواقعها في مدينة كليس المتاخمة لسورية تضم عربات مدرعة لنقل الجنود وشاحنات محملة بحواجز إسمنتية وجرافات بهدف دعم الوحدات العسكرية المشاركة في عملية "درع الفرات"«الفيتو السابع»
وقبل تصويت مجلس الأمن على مشروع قرار أميركي بريطاني فرنسي مشترك يفرض عقوبات على النظام لاستخدامه أسلحة كيماوية ضد المدنيين، اتهمت سفيرة واشنطن في الأمم المتحدة نيكي هالي، أمس الأول، روسيا بمحاولة "اختلاق الأعذار"، مؤكدة "أن الوقت مناسب لنعرف إن كان الأعضاء مع استخدام الأسلحة الكيماوية أو ضده. الناس ماتوا خنقا بسبب هذه الأعمال الهمجية".وقبلها، لوح نائب السفير الروسي لدى الأمم المتحدة فلاديمير سافرونكوف بأنه سيلجأ إلى حق النقض ضد مشروع القرار، لتكون المرة السابعة التي تلجأ فيها موسكو إلى "الفيتو" دفاعا عن النظام منذ اندلاع النزاع الدامي عام 2011.