استنفار لتأمين الأقباط... والكنيسة تنتظر «العدل الإلهي»
• 70 أسرة نزحت والسيسي يوجه بتوفير الاحتياجات
• استنكار لاتهامات البشير بشأن جوبا
بينما توالت إدانة الكنيسة القبطية والأزهر الشريف ودار الإفتاء ومؤسسات حقوقية عدة، لعمليات استهداف الأقباط في سيناء، شكلت الحكومة المصرية، أمس، غرفة عمليات لمتابعة أوضاع الأسر النازحة، في حين يبدأ وزير الخارجية سامح شكري اليوم زيارة لواشنطن للإعداد لزيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي للبيت الأبيض مارس المقبل.
بعد أسبوع دامٍ للأقباط في سيناء، شهد موجة استهداف بقتل وحرق منازل 7 مسيحيين، من عناصر تنظيم "ولاية سيناء" الفرع المصري لتنظيم "داعش"، انحازت الكنيسة الأرثوذكسية المصرية، إلى قيمة الوحدة الوطنية، بين المسلمين والأقباط، ناعية الأقباط الذين قتلوا في حوادث متفرقة في العريش، قائلة: "نثق أن دماءهم الغالية على الله تصرخ أمامه طالبة العدل فهو الذي سينظر ويحْكُم".وقالت الكنيسة المصرية، في بيان لها مساء أمس الأول، إن "تلك الأحداث تتعمد ضرب الوحدة الوطنية وتمزيق الاصطفاف في مواجهة الإرهاب"، مشيرة إلى أن قيادات الكنيسة على تواصل دائم مع المسؤولين حسب مواقعهم، ومع الأنبا قزمان أسقف شمال سيناء، ومع المحليات لتدارك الموقف والتخفيف من آثار هذه الاعتداءات، في حين قالت مطرانية الإسماعيلية، أمس، إنها استقبلت كل الأسر النازحة، وأنه يجري فتح حساب بنكي للتبرع لمن يرغب في المساعدة.وبحسب آخر البيانات التي أصدرتها الجهات الرسمية في الدولة، فإن نحو 70 أسرة قبطية تقطن في محافظتي شمال وجنوب سيناء، نزحت إلى محافظة الإسماعيلية، وقد تمت استضافة تلك الأسر في مساكن الشباب، حيث قامت وزيرة التضامن الاجتماعي غادة والي بجولة تفقدية للأسر النازحة.
غرفة عمليات
من جانبها، وفي حين وجه رئيس مجلس الوزراء، شريف إسماعيل، بتشكيل غرفة عمليات في مجلس الوزراء تتولى متابعة تقديم الخدمات لتلك الأسر، بالتنسيق مع كل من محافظي الإسماعيلية والقليوبية والقاهرة وأسيوط، قالت وزيرة التضامن الاجتماعي، غادة والي: "الحكومة شكلت غرفة عمليات بالتنسيق مع الكنائس لحل أزمة النازحين، وأن الأولوية الآن لتوفير إقامة للأسر النازحة"، معربة عن اعتقادها بأنهم "سيعودون إلى العريش في أقرب وقت".من جانبه، دان الأزهر الشريف بشدة الأحداث الإرهابية ضد المسيحيين في شمال سيناء، وأكد بيان للأزهر أمس، أن تلك الأعمال "جبانة" وتستهدف زعزعة الأمن، كما دان "مرصد الفتاوى التكفيرية" والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء المصرية الاعتداءات.وقال المحامي المقرب من الكنيسة الأرثوذكسية، ممدوح رمزي، إن "عدد المسيحيين في شمال ووسط سيناء يقدر بنحو 1000 أسرة، والدولة لم تطلب من أحد النزوح"، مضيفا أن "الكنيسة هي التي طلبت منهم ذلك تأميناً لهم، والجيش أمّن الأشخاص الذين فضلوا الخروج وتعهد بتأمين من قرر البقاء"، بينما انتقد المفكر القبطي، كمال زاخر، صمت البرلمان، وقال عبر "تدوينة" على "فيسبوك": "أعضاء البرلمان فقدوا شرعيتهم، البرلمان الذي لا ينتفض من أجل الدم المصري خائن للوطن، استقيلوا يرحمكم الله".في السياق، قالت مصادر حكومية، إن تقريرين من جهاز الأمن الوطني، تم رفعهما إلى الرئيس عبدالفتاح السيسي عن أزمة نزوح أقباط سيناء، وأن الرئيس وجه بسرعة محاصرة العناصر الإرهابية المرتكبة لتلك الجرائم، والعمل على عودة الأهالي لمنازلهم فور الانتهاء من تطهير البؤر الإرهابية، وطالب الرئيس الحكومة بتوفير جميع احتياجات النازحين وصرف تعويضات للمضارين.تصريحات البشير
في الأثناء، وجه الرئيس السوداني عمر البشير صفعة جديدة للعلاقات بين بلاده ومصر، حيث زعم البشير خلال لقاء مع فضائية "العربية"، أن القاهرة تمد قوات رئيس جنوب السودان، سيلفا كير، بالأسلحة والذخائر.القاهرة حاولت الحفاظ على خيوط التواصل مع الخرطوم، إذ التزمت المؤسسات الرسمية الصمت تجاه تلك التصريحات، في حين أعرب مصدر مصري مسؤول لـ"الجريدة" عن دهشته من تصريحات البشير، وشدّد المصدر على أن الإدارة المصرية لم ولن تدعم المعارضة السودانية، كما لم تقم بإمداد حكومة الجنوب بالسلاح. الباحثة في مركز الأهرام للدراسات، والمتخصصة في الشأن السوداني، أسماء الحسيني، وصفت تصريحات البشير بـ"المستهجنة"، و"غير الحقيقية"، وقالت لـ"الجريدة": "تعرقل مساعي مصر في تحسين العلاقات مع السودان"، ولفتت إلى أن مصر هي الدولة الوحيدة التي تسعى منذ عقود طويلة إلى دعم السودان لتحقيق الأمن والسلام، وتسعى للقيام بمشروعات تنموية وتعليمية هناك، وتساءلت "ما العائد من دعم مصر العسكري لحكومة جنوب السودان؟".زيارة ميركل
على صعيد آخر، وبعد نحو عام ونصف العام من زيارة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي لألمانيا، قالت السفارة الألمانية في القاهرة، إن "المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ستجري محادثات سياسية مع الرئيس السيسي، الخميس المقبل خلال زيارتها لمصر، كما ستلتقي شيخ الجامع الأزهر الإمام الأكبر أحمد الطيب، وبابا الأقباط، بطريرك الكرازة المرقسية تواضروس الثاني". ومن المُقرر أن تشمل مباحثات المستشارة الألمانية مع السيسي مجالات التعاون في المجالين الاقتصادي والتجاري، والتنسيق السياسي بين البلدين، والقضايا الإقليمية الشائكة.في السياق، وبينما يبدأ غداً وزير الخارجية المصري سامح شكري، زيارة سياسية لواشنطن تستغرق يومين، يجري خلالها مباحثات مع نظيره الأميركي ريكس تيلرسون، والتحضير لقمة السيسي مع نظيره الأميركي دونالد ترامب في البيت الأبيض مارس المقبل، أجرى السيسي، مباحثات مع وزير خارجية بريطانيا بوريس جونسون، أمس، تناولت تعزيز العلاقات الثنائية ومناقشة عدد من القضايا وعلى رأسها سبل مكافحة الإرهاب والتطرف وتعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية المشتركة.