«متروبوليس 2» يجذب الشباب بالتحريك وكلاسيكيات
السينما... وإنجازات لافتة للفيلم اللبناني
شهدت الساحة السينمائية اللبنانية نشاطات عدة أخيراً توزّعت بين بيروت وطرابلس: «مهرجان ميتروبوليس لسينما الشباب»، وعرض الفيلم الإسباني «حتى المطر» في مركز الصفدي الثقافي، وإطلاق الفيلم اللبناني And Action، فضلاً عن إنجاز «آكل شارب نايم» أوّل فيلم لبنانيCGI Animation.
اللافت في هذه النشاطات التنوّع والاختلاف والتعاون بين القيمين على السينما في لبنان وبين البعثات الثقافية الأجنبية، لتبادل الأفكار والخبرات والتعرف إلى مميزات هذا الفن في هذه البلدان، فضلاً عن إطلاق تجارب سينمائية لبنانية جديدة.
اللافت في هذه النشاطات التنوّع والاختلاف والتعاون بين القيمين على السينما في لبنان وبين البعثات الثقافية الأجنبية، لتبادل الأفكار والخبرات والتعرف إلى مميزات هذا الفن في هذه البلدان، فضلاً عن إطلاق تجارب سينمائية لبنانية جديدة.
أنتهت أمس فعاليات الدورة الثانية من «مهرجان متروبوليس لسينما الشباب» في سينما متروبوليس أمبير صوفيل، في الأشرفية ببيروت. المهرجان الذي يلقى اهتماماً لافتاً من الفئات العمرية المختلفة نظّمتة «الجمعية اللبنانية للسينما المستقلة- متروبوليس سينما»، بالتعاون مع السفارتين الدنماركية والأميركية في لبنان، وكان افتتح بفيلم التحريك الطويل Ma vie de courgette من إخراج كلود باراس.أول عرض لهذا العمل كان في «أسبوعي المخرجين» العام الفائت، حيث رشّح لنيل جائزة «الكاميرا الذهبية». كذلك حاز الفيلم جوائز مهمة أبرزها جائزة الجمهور و«الكريستال» لأفضل فيلم طويل في «مهرجان آنسي الدولي لأفلام التحريك» (2016)، وأفضل فيلم تحريك أوروبي (2016)، وهو مرشح عن فئات: أفضل سيناريو مقتبس، أفضل موسيقى تصويرية، وأفضل فيلم تحريك في جوائز «سيزار» 2017، بالإضافة الى ترشيحه لـ«أوسكار» أفضل فيلم تحريك طويل (2017).اختتم المهرجان مساء أمس الأحد 26 فبراير بفيلم American Honey، الحائز جائزة لجنة التحكيم في «مهرجان كان السينمائي الدولي» (2016)، وهو من إخراج أندريا أرنولد.
تضمن المهرجان أفلاماً تناسب الفئات العمرية من الخمس سنوات حتى سن الثامنة عشرة وما فوق، من بينها ثلاثة برامج أفلام قصيرة مناسبة للصغار، غالبيتها من دون حوار أو مدبلجة إلى العربية. من بين الأفلام الطويلة: Tschick /Good Bye Berlin للمخرج المعروف فاتح أكين، The Fits وهو الفيلم الروائي الطويل الأول للمخرجة آنا روز هولمر، The Eagle Huntress من إخراج أوتو بيل، A Story of Children and Film لمارك كوزينز، وهو أول فيلم يتناول موضوع الأطفال في السينما العالمية.وفي قسم الكلاسيكيات عرض المهرجان التحفة الكوميدية Modern Times لشارلي شابلن.أما برامج الأفلام القصيرة فشملت: ثلاثة أفلام قصيرة دنماركية مدبلجة إلى العربية، فيلم تحريك قصير لبناني من إخراج روان رحيم بعنوان Lilou، ثلاثة أفلام تحريك قصيرة من البرازيل من دون حوار، بالإضافة إلى برنامج La Chouette, entre veille et sommeil الذي يقدّم خمسة أفلام تحريك قصيرة باللغة الفرنسية مترافقة مع ترجمة إلى الإنكليزية.على هامش عروض الأفلام، نظّم المهرجان ورشتي عمل: «فن تصميم الدمى» (مفتوحة للأعمار بين 8 و11 سنة)، «صناعة الأفلام» (12 و18 سنة).انطلقت المبادرة الدنماركية-اللبنانية «محطات» Cinema on the Road في دورتها الثانية مطلع هذا العام، ويعد مهرجان «متروبوليس لسينما الشباب» أحد أقسامها الرئيسة، بالإضافة إلى برنامج العروض الجوالة، الذي قدّم ثمانية أفلام قصيرة ومتوسطة الطول لأكثر من ألفي ولد من منظمات غير حكومية عاملة في أنحاء لبنان، على غرار SEED، «سوا»، «سلام يا شام»، «إنعاش»، «دار الأمل» و«بسمة وزيتونة».أما برنامج السينما النقالة التابع لهذه المبادرة، ويركز على عرض الأفلام للمدارس الرسمية اللبنانية، فتبدأ عروضه في مارس 2017، وتنطلق من بيروت إلى طرابلس، وزحلة، وبر الياس والنبطية.
«حتى المطر»
أحد النشاطات السينمائية التي شهدها لبنان أيضاً افتتاح معهد «ثرفانتس» برنامج نادي السينما في طرابلس، في شمال لبنان، بعرض فيلم «حتى المطر» للمخرج إيسييار بوبايي، ذلك في «مركز الصفدي الثقافي» في المدينة. يتمحور «حتى المطر» حول كوستا، منتج سينمائي ملحد، وسيباستيان، مخرج مثالي شاب، يعملان معاً على مشروع طموح على أن يتمّ تصويره في بوليفيا. لكنهما لم يتوقعاً أن يكون ثمة تحدٍّ بانتظارهما في بوليفيا، سيهزهما في الأعماق. وما إن تندلع حرب المياه (أبريل 2000) حتى تبدأ قناعات كوستا ولامبالاة سيباستيان بالانهيار، ما دفعهما إلى القيام برحلة وجدانية في اتجاهين معاكسين. يُذكر أن هدف المعهد نشر الأفلام الإسبانية (يقدّمها سرخيو كورتا ويعلّق عليها) في طرابلس للطلاب والناطقين باللغة الإسبانية، بالإضافة إلى بقية أفراد المجتمع. كذلك ينظّم منذ إنشائه قبل 10 سنوات دورات لتعليم الإسبانية بالتعاون مع «مركز الصفدي الثقافي»، وطوّر مع هذه المؤسسة برامج ثقافية مهمة للمساهمة في الحياة الثقافية الطرابلسية من خلال تقريب السكان إلى الثقافة الإسبانية.And Action
كذلك بدا لافتاً النجاح الذي يشهده فيلم «آند أكشن» في الصالات السينمائية. وكانت أطلقته شركتا G&J Productions للإنتاج وECS للتوزيع السينمائي في المركز التجاري Le mall في ضبية بجبل لبنان.«أند أكشن» هو الأول من نوعه في الصالات اللبنانية، وهو عمل موسيقي (يتضمّن 6 أغانٍ) كوميدي درامي عائلي، يطرح قضية اجتماعية بأسلوب خفيف وطريف يتماشى مع فئات المجتمع كافة.يشارك في البطولة: لورا خباز، الفنان أنطوني توما، لاعب كرة السلة اسماعيل أحمد، شيرين الحاج، شادي ريشا، لودي الخوري، جاد خاطر، كلود باز، فرانكي والترز، كورين شلفون، بمشاركة فيفيان أنطونيوس وميراي بانوسيان، بالإضافة إلى وجوه شابة جديدة. كاتب الفيلم جاد الخوري أشرف على الإخراج وأصرّ، كما قال، مع المنتج الشاب جورج بو منصور على انتقاء فريق شاب مبدع وموهوب لكسر الروتين في الأفلام اللبنانية وإضفاء روح شبابية جديدة، كذلك أدخل ست أغانٍ على القصة بأسلوب يخدم السيناريو ويسمح للمشاهد بالتفاعل أكثر مع القصّة.يتمحور الفيلم حول نايا (شيرين الحاج)، فتاة تعرّضت للظلم، لكن صديقتها ريتا (لولا خباز) تتعاطف معها لتخطّي صعوبات الحياة، وتلتقيان أحمد (اسماعيل أحمد) وشربل (أنطوني توما) الذي يُغرم بنايا ويتقرّب منها للحصول على ثقتها، لكنّ تهوّر ريتا يوقع نايا في مشكلة.«آكل شارب نايم»
تنتظر الصالات اللبنانية أيضاً «آكل شارب نايم» وهو أوّل فيلم لبناني من نوع CGI Animation يجمع بين شخصيات حقيقية وأخرى كرتونية متحركة، تطلقه «فالكون فيلمز» في التاسع من مارس المقبل.العمل يعتبر الأوّل من نوعه في لبنان والمنطقة، ويجسد بطولته الممثلون حسين مقّدم، وجونّا كركي، وزياد عيتاني، وبيار داغر وختام اللّحام.تتمحور القصّة حول زياد، شاب في مقتبل العمر يعيش مع والدته حياة بسيطة، في شقة ورثها عن والدهه الذي لم يكن يعرفه. يبدأ بالعمل في شركة تسليفات رغماً عنه لأن حلمه أن يصبح ممثلاً كوميدياً.يستغل زياد ذهاب والدته إلى القرية للتركيز على كتابة مشهد كوميدي والمشاركة في مسابقة. لكنه يفاجأ أنه ليس وحده في المنزل، وأنه برفقة دمية كرتونية هي «أبو العبد» تركها له والده، فتروح تتكلّم وتمشي وتطلب خدمات طريفة وغريبة.صحيح أن العلاقة بين زياد والدمية تبدأ ببعض المشاكل، لكنها تتطوّر لتصبح وطيدة، ولن يعكرها إلا دخول عصابة الساحر «مستر وايت» لمعرفة سر «أبي العبد».«آكل شارب نايم» من كتابة عبد الله صفير وإخراجه، وإنتاج «فالكون فيلمز» لصاحبها صبحي سنان، وبإدارة المنتج المنفذ رائد سنان.