الحكومة لاحتواء أزمة الأقباط و«الداخلية» تتبرأ من التهجير
برلماني يقترح تمديد ولاية الرئيس لـ 6 سنوات... و«التشريعية» تؤيد إسقاط عضوية السادات
واصلت أزمة نزوح عائلات قبطية من العريش صوب مدينة الإسماعيلية هرباً من تهديدات «داعشية» باستهدافهم، بعد مقتل 7 أقباط، تفاعلها أمس، إذ استنفرت أركان الدولة المصرية لاحتواء الأزمة وتوفير رعاية للنازحين، فيما بدا أن وزير الداخلية يتبرأ من فكرة تهجير المسيحيين من سيناء.
بعد نحو شهر من بدء استهداف الأقباط في سيناء، ويومين من نزوح أسر قبطية من العريش إلى الإسماعيلية، بدأت أجهزة الدولة المصرية التحرك لاحتواء الأزمة، التي أثرت سلباً على صورة الأمن العام في البلاد، إذ ترأس الرئيس عبدالفتاح السيسي اجتماعاً مع كبار مسؤولي الدولة لبحث الأزمة، في حين بدت القوات الأمنية مستنفرة لمواجهة الهجمات النوعية على أقباط سيناء، مما خلف 7 قتلى، على يد عناصر تنظيم «داعش».ووصلت 19 أسرة جديدة إلى الإسماعيلية قادمة من العريش، أمس، في استمرار لظاهرة النزوح المسيحي من مدن سيناء إثر استهدافهم من قبل جماعات إرهابية، وقال بطرس حنا، أحد الأهالي القادمين من العريش، لـ»الجريدة»: «الشرطة أكدت لنا أنها غير قادرة على حمايتنا في الوقت الحالي نتيجة تصاعد العمليات في سيناء، لذلك قررنا مغادرة العريش»، مشدداً على أن الإرهاب يستهدف المسلمين والمسيحيين على حد سواء.كبير قساوسة كنيسة الأنباء بيشوي بالإسماعيلية، الأنباء يوسف، قال لـ«الجريدة»، إن «عائلات جديدة وصلت من العريش»، وأضاف: «بدأنا في العمل على تسكينهم وحل مشاكلهم العاجلة».
وصرح أسقف الإسماعيلية الأنبا سرافيم، بأنه تم تسكين 105 أشخاص في بيوت الشباب بالإسماعيلية بالتنسيق مع وزارة الشباب و60 شخصاً بشقق سكنية أجرتها الكنيسة، بينما استقبلت الكنيسة الإنجيلية 37 شخصاً.في المقابل، قال وزير الداخلية مجدي عبدالغفار، إن الأجهزة الأمنية لم تطلب من أي من المواطنين المقيمين في شمال سيناء منذ بدء الأحداث مغادرة منازلهم والتوجه إلى محافظات أخرى، وشدد خلال اجتماعه مع قيادات وزارة الداخلية أمس، على أن الأجهزة الأمنية والقوات المسلحة يضطلعان بدورهما الوطني في مكافحة الإرهاب وفلوله، وتوفير الأمن لجموع المواطنين بالمحافظة ومنازلهم، مشدداً على أن الإرهاب يستهدف الجميع.
تحركات حكومية
في الأثناء، وجه رئيس الحكومة شريف إسماعيل، بتشكيل غرفة عمليات لمتابعة تقديم الخدمات للأسر المسيحية النازحة، بالتنسيق مع محافظات الإسماعيلية والقليوبية والقاهرة وأسيوط، التي استقبلت بعض الأسر المتضررة، والعمل على توفير كل أوجه الرعاية لهم من خدمات معيشية، فضلاً عن إجراء اتصال هاتفي مع بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، تواضروس الثاني، وشدد إسماعيل على أن الإرهاب لن ينال من عزيمة الشعب المصري، معرباً عن خالص تعازيه لأسر ضحايا هذه الأحداث.وبينما أصدر وزير التربية والتعليم طارق شوقي، تعليمات عاجلة باستيعاب جميع الطلاب الذين غادروا محافظة شمال سيناء في مدارس المحافظات، التي نزحوا إليها، قال محافظ الإسماعيلية اللواء يس طاهر، في تصريحات خاصة لـ «الجريدة»: «أجهزة المحافظة اتخذت إجراءات أمنية مشددة لتأمين الأقباط القادمين من العريش»، مشدداً على أن المحافظة قادرة على استيعاب كل الأعداد القادمة من العريش، و»هناك تواصل مستمر مع كل الجهات المعنية وقيادات الكنيسة لتوفير شقق بشكل سريع لحل أي مشكلة للأقباط القادمين من سيناء». وبينما تم الدفع بتعزيزات أمنية إلى شمالي سيناء، لتتبع العناصر «التكفيرية»، وتأمين حياة المواطنين الأقباط، عبر عدد من النواب عن رفضهم الكامل لاستهداف الأقباط، إذ قال رئيس لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس النواب كمال عامر، في تصريحات للمحررين البرلمانيين، إن «اللجنة ناقشت في اجتماعها، ما حدث للأقباط، واللجنة ستطلب من رئيس البرلمان علي عبدالعال تشكيل وفد برلماني لزيارة العريش لمعرفة طبيعية ما يجري هناك».مطالب التمديد
في شأن مستقل، اقترح النائب البرلماني إسماعيل نصر الدين، أمس، تعديل بعض المواد الخاصة بباب نظام الحكم الخاصة بمدة حكم رئيس الجمهورية، لزيادة مدة ولاية الأخير من 4 إلى 6 أعوام، مما أثار جدلاً بين النواب، إذ رحب البعض بالمقترح، بينما رفضه البعض الآخر، وقال النائب أحمد الطنطاوي، لـ»الجريدة»، إن «الاقتراح لا ضرورة له، خصوصاً أن الدستور، الذي أقره الشعب المصري نص على أن مدة الرئاسة أربع سنوات قابلة للتجديد مرة واحدة وعلى النواب أن يهتموا بقضايا ذات أولوية في الشارع».إلى ذلك، أيدت اللجنة التشريعية بالبرلمان توصية لجنة القيم بإسقاط عضوية النائب محمد أنور السادات، إذ وافق 38 وامتنع ثلاثة أعضاء في اللجنة التشريعية، على الإسقاط أمس، وذلك بشأن واقعة تزوير توقيعات النواب على مشروعات قوانين تقدم بها السادات إلى المجلس، وبذلك يقترب الأخير من الخروج من البرلمان فعلياً، إذ يتوقع أن يصوت النواب في جلسة عامة خلال الأيام المقبلة على إسقاط عضويته.مصر وأميركا
على صعيد العلاقات الخارجية، وبينما بدأ وزير الخارجية سامح شكري زيارة رسمية للعاصمة الأميركية واشنطن، أمس، تمهيداً لزيارة السيسي المرتقبة لأميركا الشهر المقبل، أجرى الرئيس المصري مباحثات مع قائد القيادة المركزية الأميركية الجنرال جوزيف فوتيل الذي يزور القاهرة حالياً، وتناولت المباحثات تطورات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط والجهود المصرية لمكافحة الإرهاب، إذ أشار السيسي بحسب بيان للرئاسة المصرية، إلى أهمية العلاقات الاستراتيجية التي تجمع بين البلدين، وخصوصاً على الصعيد العسكري.
السيسي يستقبل قائد القيادة المركزية الأميركية وشكري يبدأ زيارة واشنطن