أكد مساعد مقرب من الرئيس الإيراني حسن روحاني، أمس، أن الأخير حسم نيته الترشح لولاية رئاسية ثانية، بالتزامن مع شن الرئيس المعتدل هجوماً لاذعاً على منتقديه المحافظين وقيودهم على الحياة العامة مع قرب الاحتفال برأس السنة الإيرانية.وذكرت وسائل إعلام حكومية أن روحاني اتهم منتقديه، خلال اجتماع بطهران، بأنهم يرغبون في حرمان الإيرانيين من المباهج الأساسية في الحياة وعزل البلاد. وقال الرئيس، الذي يدعو إلى حريات اجتماعية أكبر، في كلمة نقلها التلفزيون الرسمي على الهواء مباشرة: "كيف يكون البكاء الكثير حلالاً والضحك حراماً؟"، في إشارة إلى المحافظين الذين يسيطرون على الشرطة وأجهزة الأمن ويروجون لتفسير متشدد للإسلام، مضيفاً: "قريباً سيحل رأس السنة، فليشعر الناس ببعض السعادة".
وهاجم بشدة المحافظين الذين اتهموا المسؤولين بالتوسع في شراء "كماليات"، بعد أن أبرمت إيران صفقات مع شركتي "إيرباص" و"بوينغ" العام الماضي لشراء نحو 180 طائرة ركاب، متعجباً مما يقوله البعض بأن "من الشرف استخدام المعدات القديمة".وتابع روحاني، وهو رئيس "براغماتي" انتخب عام 2013: "نحن حكومة تقول إنه يتعين علينا استخدام رأس المال الأجنبي"، رافضاً الاتهامات بأن سياساته تصل إلى حد التخلي عن مبادئ الثورة الإسلامية في 1979.إلى ذلك، بدأت البحرية الإيرانية، أمس، مناورات عسكرية بمياه الخليج والمحيط الهندي التي يتمركز بها الأسطول الخامس الأميركي، الأمر الذي يزيد من احتمال وقوع حوادث في ظل تصاعد التوتر بين طهران وواشنطن.
وتأتي المناورات الإيرانية التي ستجرى على مساحة نحو مليوني كيلومتر مربع، بعد نحو شهر من تحذير الرئيس الأميركي دونالد ترامب لطهران، بعد أن أجرت تجربة على صاروخ باليستي.من جهة أخرى، تواصلت الحرب الكلامية بين المسؤولين الإيرانيين والأتراك بشأن الأوضاع التي تشهدها بعض دول الشرق الأوسط.وقال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، في تصريحات أمس: "يبدو أن ذاكرة أصدقائنا ضعيفة، فهم يتهمون الجمهورية الإسلامية بالطائفية، وكأنهم تناسوا موقفنا في ليلة حدوث الانقلاب العسكري الأخير، وكيف أننا بقينا نتابع الأوضاع حتى الصباح، رغم أنها ليست حكومة شيعية. إن ذاكرتهم ضعيفة وينكرون الجميل الذي قدمه لهم من يؤازرهم ويتعامل معهم بمودة"، متهماً أنقرة بمحاولة "توجيه سياسات الرئيس الأميركي الجديد"، بعد فشلها في تحقيق أهدافها بالمنطقة.