رياح وأوتاد: كيف سبق التجمع السلفي غيره؟
![أحمد يعقوب باقر](https://www.aljarida.com/uploads/authors/125_1701277800.jpg)
وهذا المثال يأخذنا إلى ذكر أمثلة أخرى من المواقف والأعمال التي قام بها التجمع السلفي، وكانت مرفوضة في حينها، وتحملنا عندما تبنيناها كثيراً من الاتهام والطعن والأذى ممن أضحوا يتبنونها اليوم، ويسعون إليها ومن غيرهم أيضاً، مثل تحذيرنا من المظاهرات غير المشروعة، ودعوتنا إلى المشاركة في الانتخابات حسب الصوت الواحد مع التصويت ضده في المجلس، والتأكيد على الذهاب للمحكمة الدستورية. كما رفضنا الطعن في القضاء الذي كان يتم علناً وفي ساحة الإرادة، وأيضا طالبنا المعارضة والشباب المندفعين باحترام السلطات والقانون والرأي والرأي الآخر، وعدم السب والقذف لمعتنقيه، وشاركنا في مبادرة الإصلاح والتوافق الوطني التي رأت النور في ديوان السيد عبدالله المفرج في الفيحاء مع مجموعة من أهل الكويت، تجمعنا هذه المواقف نفسها. والآن وعلى الرغم من أن بعض أعضاء الجماعات السياسية لم يلبوا دعوة المبادرة حتى بالحضور والمناقشة فإنهم اليوم يشاركون في مجلس "بوصوت" أو ينسقون وراء الكواليس مع المشاركين فيه بعد أن كانوا يصفون المشاركة بأنها شرعنة للفساد!! وهذا أيضاً فوز للسلف وللمبادرة. إن الفوز بالانتخابات له ظروفه وأسبابه، ولكن هناك فوز غفل عنه كثير ممن كتب عن التجمع السلفي، وهو السبق بآرائه التي عاد إليها اليوم كثير من مخالفيه، وأصبحت واقعاً مشاهداً، وهذا السبق تعتبره الشعوب الحية فوزاً كبيراً. نعم سبق التجمع الإسلامي السلفي في تلك الظروف الصعبة التي مرت على الكويت كثيراً من الذين عادوا اليوم إلى رأيه نفسه وخطه ذاته، وهذا لا شك فوز باهر للتجمع الإسلامي السلفي.