رياح وأوتاد: كيف سبق التجمع السلفي غيره؟
يسعى بعض الإخوة في المجلس إلى استصدار عفو عن بعض المحكومين في الجرائم الإلكترونية والمظاهرات، أو إقرار تشريع يلغي العقوبة، والأمر نفسه بالنسبة إلى موضوع "الجناسي" المسحوبة، وقد ذكرني هذا التحرك بتحركنا أنا والأخ عبدالله الرومي والأخ بدر الشبيب والأخ فهيد الهيلم، والأخير كان هو صاحب الاقتراح، حيث طلب مني التوسط لدى صاحب السمو للعفو عن بعض الشباب. ورحبت بالفكرة، واقترحت دعوة الأخ عبدالله الرومي لكتابة طلب عفو قانوني، وشاركنا أيضا الأخ بدر الشبيب، وأعلنا دعوة غداء في ديوان الأخ بدر الشبيب لمن يرغب في التوقيع على الطلب، وفور انتشار الخبر فوجئنا ببعض أعضاء المعارضة يشنون هجوما على هذا التحرك، ويحذرون الشباب من المشاركة فيه، وبالفعل لم يتجاوز عدد المشاركين نحو 12 شابا. وذهبنا بالطلب إلى صاحب السمو الذي عفا عنهم مشكوراً، ولم يعد أحد منهم إلى مخالفة القانون، واليوم يسعى بعض الإخوة الأعضاء الذين كانوا في المعارضة إلى السعي نفسه، وعادوا إلى الطريق نفسه بعد طول حين، والحمد لله رب العالمين.
وهذا المثال يأخذنا إلى ذكر أمثلة أخرى من المواقف والأعمال التي قام بها التجمع السلفي، وكانت مرفوضة في حينها، وتحملنا عندما تبنيناها كثيراً من الاتهام والطعن والأذى ممن أضحوا يتبنونها اليوم، ويسعون إليها ومن غيرهم أيضاً، مثل تحذيرنا من المظاهرات غير المشروعة، ودعوتنا إلى المشاركة في الانتخابات حسب الصوت الواحد مع التصويت ضده في المجلس، والتأكيد على الذهاب للمحكمة الدستورية. كما رفضنا الطعن في القضاء الذي كان يتم علناً وفي ساحة الإرادة، وأيضا طالبنا المعارضة والشباب المندفعين باحترام السلطات والقانون والرأي والرأي الآخر، وعدم السب والقذف لمعتنقيه، وشاركنا في مبادرة الإصلاح والتوافق الوطني التي رأت النور في ديوان السيد عبدالله المفرج في الفيحاء مع مجموعة من أهل الكويت، تجمعنا هذه المواقف نفسها. والآن وعلى الرغم من أن بعض أعضاء الجماعات السياسية لم يلبوا دعوة المبادرة حتى بالحضور والمناقشة فإنهم اليوم يشاركون في مجلس "بوصوت" أو ينسقون وراء الكواليس مع المشاركين فيه بعد أن كانوا يصفون المشاركة بأنها شرعنة للفساد!! وهذا أيضاً فوز للسلف وللمبادرة. إن الفوز بالانتخابات له ظروفه وأسبابه، ولكن هناك فوز غفل عنه كثير ممن كتب عن التجمع السلفي، وهو السبق بآرائه التي عاد إليها اليوم كثير من مخالفيه، وأصبحت واقعاً مشاهداً، وهذا السبق تعتبره الشعوب الحية فوزاً كبيراً. نعم سبق التجمع الإسلامي السلفي في تلك الظروف الصعبة التي مرت على الكويت كثيراً من الذين عادوا اليوم إلى رأيه نفسه وخطه ذاته، وهذا لا شك فوز باهر للتجمع الإسلامي السلفي.