التطبيع الخليجي- العراقي!
من مصلحة الجميع في المنطقة استثمار العراق في مشاريع الانفراج الإقليمي مستقبلاً بسبب علاقته مع إيران من جهة، وتطبيع علاقاته مع دول مجلس التعاون، وتحديداً جارته المباشرة المملكة العربية السعودية، وكذلك إعادة تأهيل علاقته مع تركيا من جهة ثانية، لأنه الأكثر دراية بويلات الحروب الخارجية منها والداخلية!
![د. حسن عبدالله جوهر](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1499151557547559900/1499151557000/1280x960.jpg)
البعد الآخر من الزيارة بالتأكيد يتعلق بالعلاقات العراقية– الإيرانية في إطار المساعي الجديدة في احتواء إيران سياسياً واستراتيجياً، فالعلاقات بين طهران والعراق تكاد تكون الأقوى على الإطلاق بالنسبة إلى العراقيين وعلى كل المستويات، ولعل هذا كان أحد الأسباب الرئيسة في برودة العلاقات العراقية– الخليجية خصوصاً السعودية منذ سقوط نظام صدام حسين، وقد يكون من الصعوبة بمكان تحويل البوصلة العراقية بالكامل في الاتجاه المعاكس تماماً وبهذه السرعة، خصوصاً أن العراقيين لديهم ملاحظاتهم الخاصة على الملفات الساخنة في المنطقة، ولذلك مهما كانت التخمينات والتفسيرات عن هذه الزيارة فإن العقل والمنطق وظروف المنطقة وحساسيتها تستدعي تنشيط الدور الدبلوماسي وفتح أبواب الحوار بشأن القضايا الإقليمية مهما كانت صعبة ومتداخلة، ولعل العراق بعمقه الاستراتيجي مؤهل لاستعادة دور مهم كمحور عربي وإقليمي، إذا ما تجاوز عقبة الإرهاب وإعادة بنائه السياسي في الداخل، وقد يبرز مجدداً كعمود ارتكاز في أي توازنات جديدة، ولذا فإن من مصلحة الجميع في المنطقة استثمار العراق في مشاريع الانفراج الإقليمي مستقبلاً بسبب علاقته مع إيران من جهة، وتطبيع علاقاته مع دول مجلس التعاون، وتحديداً جارته المباشرة المملكة العربية السعودية، وكذلك إعادة تأهيل علاقته مع تركيا من جهة ثانية، لأنه الأكثر دراية بويلات الحروب الخارجية منها والداخلية!
لعل العراق بعمقه الاستراتيجي مؤهل لاستعادة دور مهم كمحور عربي وإقليمي إذا ما تجاوز عقبة الإرهاب