اقتربت القوات العراقية إلى مسافة كيلومتر واحد من وسط مدينة الموصل القديمة والمباني الحكومية الرئيسية والتي ستعني السيطرةُ عليها فعليا سقوطَ الموصل، وذلك بعد أن حررت أحياء المأمون والطيران والجوسق، وسيطرت على الجسر الرابع من الجهة اليمنى للساحل الأيمن (غرب الموصل) يمكنه أن يربط بين وحداتها على جانبي نهر دجلة، في حين فر آلاف المدنيين من القتال في آخر معقل لتنظيم "داعش" في غرب المدينة وسط تقارير عن قيام التنظيم المتطرف بحرق المنازل.

وتقدمت قوات الجيش والشرطة المدعومة من الولايات المتحدة وسط أحياء غرب الموصل، وخاضت حروب شوارع شرسة، وأعلنت سيطرتها على الجسر الواقع في أقصى الجنوب.

Ad

وقال العميد يحيى رسول المتحدث باسم قيادة القوات المشتركة إن "قطعات الرد السريع التابعة للشرطة الاتحادية، حررت حي الجوسق، وسيطرت على الجسر الرابع من الجهة اليمنى للساحل الأيمن (غرب الموصل) وبهذا أصبح الجسر مسيطراً عليه من الضفتين".

وبعد إصلاح الجسر يمكن عن طريقه نقل التعزيزات والإمدادات من الجانب الشرقي، ما يزيد الضغوط على المتشددين المتحصنين على الجانب الغربي وسط نحو 750 ألف مدني.

وأضاف رسول أن القوات العراقية تخوض "حالياً حرب شوارع شرسة وفي مناطق مبنية بعد أن تم كسر الخطوط الدفاعية للعدو".

وقال العقيد عبد الأمير المحمداوي من وحدات الرد السريع التي تقاتل قرب الجسر الواقع في أقصى الجنوب، وهو واحد من خمسة جسور على النهر "كلما تقدمنا أكثر أصبحت المقاومة أشد".

ودمرت جميع الجسور في ضربات شنها التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة، وبعد ذلك على يد مقاتلي "داعش" الذين يحاولون عزل الضفة الغربية التي مازالت تحت سيطرتهم.

وأعلنت الشرطة الاتحادية عن رفع العلم العراقي فوق كلية الهندسة والمسبح الأولمبي في ساحل الموصل الأيمن.

وأفادت بيانات عسكرية أن القوات العراقية انتزعت بالفعل السيطرة على المداخل الجنوبية والغربية لمنطقة غرب الموصل وأخرجت المتشددين من المطار وقاعدة عسكرية ومحطة كهرباء وثلاثة أحياء سكنية هي المأمون والطيران والجوسق.

وانتزعت القوات العراقية السيطرة على شرق الموصل في يناير بعد قتال دام مئة يوم. وشنت القوات هجوما على الأحياء الواقعة غربي النهر الأسبوع الماضي.

ومنذ أن اقتحمت القوات الحكومية الحدود الجنوبية للمدينة يوم الخميس الماضي قال قادة عراقيون إن أكثر من عشرة آلاف مدني فروا من المناطق التي يسيطر عليها تنظيم "داعش" طلبا للرعاية الصحية والغذاء والماء.

ووصل نحو ألف مدني في الساعات الأولى من صباح أمس إلى القطاع الذي يسيطر عليه جهاز مكافحة الإرهاب ونقل الجرحى إلى عيادات تابعة لهذه الوحدة من القوات الخاصة، في حين تم التحقق من هويات الرجال للتأكد من أنهم ليسوا أعضاء في تنظيم الدولة الإسلامية.

ومن بين من تلقوا العلاج بوحدات مكافحة الإرهاب طفلة صغيرة تغطي الدماء وجهها، وامرأة تلقت شظية في يدها ترقد بلا حراك وربما تكون فاقدة الوعي.

وقال رجل مسن جاء معهما إن نحو 20 شخصا كانوا يتخذون من منزلهم مأوى عندما تعرض لغارة جوية قبل يومين في حي المأمون الجنوبي الغربي.

واضطر الذين تمكنوا من الفرار للسير عبر الصحراء لمدة ساعة على الأقل للوصول إلى خطوط القوات الحكومية.

الركض بحثاً عن غطاء

ويعتقد أن بضعة ألوف من المتشددين ومن بينهم العديد ممن جاءوا من دول غربية للانضمام للمقاتلين متحصنون في المدينة ويستعدون لمواجهة عنيفة وسط نحو 750 ألف من السكان المتبقين في المدينة.

وقال برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة إنه قلق جدا بشأن الوضع الإنساني الصعب الذي ستواجهه الأسر في غرب الموصل.

ورأى مراسل "رويترز" عدة شاحنات مكدسة بأشخاص يحملون الرمال والتراب لدى خروجهم من المدينة، إحداها كانت تقل امرأتين وأطفالا بجوار السائق والباقون يقفون في الجزء المفتوح من الشاحنة أو يمسكون بها من الخارج أو يجلسون فوق كابينة السائق. وقالت امرأة "قاموا بتفخيخ منازلنا وسياراتنا".

وقال مسعف غربي متطوع في عيادة وحدة مكافحة الإرهاب إن صبيا مصابا بطلق ناري مزق ركبته كان من بين الذين عولجوا اليوم وكذلك امرأة حبلى بُترت قدماها.

إلى ذلك، أكد الامين العام لحركة "عصائب اهل الحق" قيس الخزعلي أمس ان الحشد الشعبي كما حضر في المعارك سوف يحضر بالسياسة ويقضي على الفساد، مشيرا الى ان الحشد "باق ويتمدد ولن يلغى ابدا" متبنيا شعار تنظيم "داعش" الذي يقول "الدولة الإسلامية باقية وتتمدد".

وقال الخزعلي، في كلمة له خلال مهرجان "اهل البيت" بمحافظة كربلاء، إن "الحشد الشعبي مؤسسة عسكرية قانونية والدستور يكفل ذلك"، مضيفا ان "الحشد في هذه الساعة مشارك في معركة الساحل الايمن وتلعفر، والانتصارات الآن مستمرة رغم رفض مشاركته في المعركة".

وأضاف أن "المجتمعين في جنيف يسعون لإلغاء الحشد الشعبي وقلقون منه"، لافتا الى انه "مثلما سحقنا رؤوس الدواعش سوف نسحق رؤوس السياسيين الذين خذلوا وباعوا ارض الوطن، وسنطردهم من العراق".

وتابع الخزعلي أن "الحشد سيحافظ على الامن والاستقرار ويرفع اقتصاد البلد".