البرلمان يُقصي السادات... والجيش يتقدم في جبل الحلال
• مصر توقع عقداً مع روسيا بشأن «الضبعة»
• الأزهر ينظم مؤتمر «الحرية والمواطنة»
صوّت أعضاء في مجلس النواب المصري، أمس، بالموافقة على إسقاط عضوية النائب البرلماني محمد أنور السادات، بعد اتهامه بتقديم تقارير للخارج تسيء إلى سمعة البرلمان، فيما علمت «الجريدة» أن قوات الجيش أحرزت تقدماً ملموساً على حساب العناصر المسلحة في نطاق العمليات التي يشهدها جبل الحلال في سيناء.
أسدل مجلس النواب المصري، أمس، الستار على عضوية النائب البرلمـــاني محمـــــد أنور السادات، إذ صوت المجلس بأغلبية الحضور على إسقاط عضوية النائب، حيث قرر رئيس المجلس علي عبدالعال، بعد اجتماع مطول مع اللجنة العامة للمجلس المكونة من هيئة مكتب المجلس ورؤساء الهيئات البرلمانية واللجان النوعية، طرح التصويت على عضوية النائب في جلسة البرلمان العامة، أمس، على أن يكون تصويت كل نائب على حدة.وافتتح عبدالعال جلسة أمس بإعلان مناقشة تقرير لجنة الشؤون الدستورية والتشريعية الخاص بالتحقيق مع السادات، والذي أوصى بإسقاط عضويته، وقال السادات لـ «الجريدة»: «تعرضت لحملة تشويه، وما حدث معي متوقع، لكنه ليس نهاية العالم، وأحترم قرار المجلس».بدوره، استعرض رئيس لجنة الشؤون التشريعية والدستورية في المجلس، النائب بهاء أبوشقة، تقرير اللجنة بشأن إسقاط عضوية السادات، مؤكدا أن اللجنة أعطته الوقت المناسب للدفاع عن نفسه، وأن التهم الموجهة له تتضمن إرسال بيانات إلى منظمات وجهات دولية تتناول الأوضاع الداخلية لمجلس النواب، وتحط من قدر المجلس وصورته، وانتهت اللجنة بالإجماع إلى إسقاط عضوية السادات.
ونفى السادات خلال الكلمة التي سُمح له بها في الجلسة قبل بدء التصويت على إسقاط عضويته، الاتهامات الموجهة له، وقال: «الكلام عن التحريض لا أساس له من الصحة، وكل البيانات رسائل سلمتها إلى د. عبدالعال، للتعبير عن رأيي في عدد من الملفات»، وتابع: «أكدت مرارا أن البرلمان دوره غير مفعل ويحتاج إلى إعادة نظر، وما قمت به هو نقد ذاتي يتم نشره في الصحف العربية والأجنبية»، بينما قال رئيس المجلس إن أي رسالة موجهة إلى الخارج، سواء كانت إيجابية أو سلبية غير مقبولة.
تصفية تكفيريين
ميدانيا، وبينما تشهد الأوضاع الميدانية في شمال سيناء تطورات غير مسبوقة، أعلن المتحدث باسم الجيش، العقيد تامر الرفاعي، تصفية 6 عناصر «تكفيرية»، وتوقيف 18 آخرين من المشتبه فيهم، خلال حملات دهم قام بها الجيش لبعض بؤر تمركز العناصر «التكفيرية»، في محافظة شمال سيناء، كما لفت متحدث الجيش إلى أنه «تم تفجير مخزنين للمواد المتفجرة، واكتشاف وتدمير 8 عبوات ناسفة كانت معدة ومجهزة لاستهداف القوات على محاور التحرك».وعلمت «الجريدة» من مصدر رفيع أنه تم الدفع بتعزيزات أمنية جديدة من قوات الجيش والشرطة إلى سيناء، ضمن خطة استراتيجية شاملة لتأمين أهالي المنطقة، وقال المصدر لـ «الجريدة» «إن الخطة تتضمن عمل حصر شامل للأقباط ومنازلهم وتحركاتهم، في إطار تحقيق أقصى درجات التأمين.وأشار المصدر إلى أن قوات إنفاذ القانون حققت نجاحات كبيرة في منطقة جبل الحلال، مما أدى إلى صدمة في أوساط تنظيم ما يسمى بـ «أنصار بيت المقدس»، وأن من بين المعدات التي تم ضبطها أجهزة ومعدات وأسلحة عالية التقنية، ومبالغ مالية هائلة، تم ضبطها وسط كهوف الجبل. في المقابل، تحدث شهود عيان عن تنفيذ تنظيم عناصر «ولاية سيناء» جريمة جديدة، قرب قرية الحسينات التابعة لمدينة رفح، تمثلت في قيام عناصره، أمس الأول، باقتياد شخص مكبل، وقاموا باقتلاع عينيه، ثم إشعال النيران فيه، وإطلاق الأعيرة النارية عليه، في واقعة غير مسبوقة.من جانبه، قال الخبير الاستراتيجي حسام سويلم: «ما يحدث في سيناء طبيعي، فالجيش يخوض حرباً حقيقية مع الجماعات الإرهابية»، ولفت إلى أن استهداف التنظيم الإرهابي لأقباط العريش محاولة لعمل فتنة طائفية، والجيش يحرز تقدما على الأرض.على صعيد آخر، وفيما بدا وكأنها انفراجة في ملف عودة حركة الطيران بين مصر وروسيا، بعد توقف وصل لأكثر من عام، توقع وزير النقل الروسي، مكسيم سوكولوف، في تصريحات صحافية، أن يتم توقيع اتفاقية أمن الطيران لاستئناف الرحلات الجوية بين موسكو والقاهرة، خلال مارس المقبل، وأن شركة «إيروفلوت» قد تصبح أول شركة طيران في روسيا تبدأ رحلات منتظمة إلى القاهرة.وفي حين كشف مصدر رفيع أن مصر لم توقع حتى الآن اتفاق التعاون الأمني مع روسيا، حيث لاتزال المفاوضات جارية بين البلدين، قال المتحدث باسم وزارة الطيران باسم سامي لـ «الجريدة»: «الجانب الروسي لم يبلغنا رسمياً بأي تغيير، بشأن عودة الطيران، لكن مطاراتنا جاهزة لاستقبال جميع الرحلات الجوية». تصريحات الوزير الروسي، جاءت بالتزامن مع توقيع مسؤولين مصريين وروس عقود الهندسة والبناء وتوريد الوقود، الخاصة بالمشروع النووي المصري بالضبعة، بالأحرف الأولى، وقال مصدر مسؤول لـ «الجريدة»: «يجري حاليا استكمال إجراءات التفاوض بشأن العقود الأخرى، وتتضمن 4 عقود».السيسي والطيب
إلى ذلك، وفي تطور يعكس رغبة الأزهر في إطلاع مؤسسة الرئاسة على مساعي مواجهة الفكر المتطرف، والإرهاب، استقبل الرئيس عبدالفتاح السيسي، شيخ الجامع الأزهر أحمد الطيب، مساء أمس الأول، واستعرض اللقاء الجهود التي يقوم بها الأزهر الشريف لتجديد الخطاب الديني وتنقيته من الأفكار المغلوطة.وقال الناطق باسم الرئاسة السفير علاء يوسف: «شيخ الأزهر عرض الاستعدادات الجارية لعقد مؤتمر، الحرية والمواطنة، الذي ينظمه الأزهر، ومن المقرر أن تنطلق فعاليته اليوم، بمشاركة وفود نحو 50 دولة، وبمشاركة بابا الأقباط تواضروس الثاني، ورؤساء الكنائس الشرقية».بدوره، أكد السيسي أن الأزهر هو منارة الفكر الإسلامي المعتدل، مشيرا إلى المسؤولية الكبيرة الملقاة على عاتق الأزهر وشيوخه وأئمته في تقديم النموذج الحضاري الحقيقي للإسلام في مواجهة دعوات التطرف والإرهاب.
الجانب الروسي لم يبلغنا بأي تغيير بشأن عودة الطيران وزارة الطيران المصرية