وصفوه بالنبيل وناشر الجمال في دنيا الثقافة والأدب، هو الناقد الأدبي الكبير

د. عبدالمنعم تليمة الذي غيبه الموت أمس الأول عن عمر يناهز 80 عاما، بعد رحلة عطاء كبيرة.

Ad

أسهم تليمة بفاعلية في الحياة الثقافية من خلال المنتدى الذي كان يعقده في منزله، وكان مركزا لتلقي الأفكار والنقاشات، وتبادل وجهات النظر في مختلف القضايا الثقافية والوطنية.

تخرج تليمة في قسم اللغة العربية وآدابها بكلية الآداب جامعة القاهرة، عام 1960، ثم حصل على درجة الماجستير في الأدب العربي الحديث عام 1963، ودرجة الدكتوراه في النقد الأدبي الحديث عام 1966.

نظرية الأدب

أثرى د. تليمة المكتبة العربية بكثير من الدراسات الرصينة ومن أهم أعماله "مقدمة في نظرية الأدب"، "مدخل إلى علم الجمال الأدبي"، "طرائق العرب في كتابة السيرة الذاتية"، "نجيب محفوظ والقاهرة"، وغيرها.

وقد أصدر اتحاد كتاب مصر برئاسة د. علاء عبدالهادي، بيانا نعى فيه الناقد الراحل، وجاء في نص البيان: "ببالغ الحزن والأسى ننعى إلى جمهور المثقفين في مصر والعالم العربي رحيل مفكر مصر الكبير الأستاذ د. عبدالمنعم تليمة، الذي وافته المنية عن عمر يناهز الثمانين عاما، ويعد تليمة أحد مؤسسي اتحاد كتّاب مصر، وكان رئيسا لقسم اللغة العربية جامعة القاهرة، ورئيسا سابقا للجمعية المصرية للأدب المقارن، ورئيسا للمنتدى الوطني المستقل".

إسهامات مؤثرة

وتابع البيان: "كان كاتبنا الكبير مفكرا وناقدا ثقافيا من طراز رفيع، له العديد من الإسهامات المؤثرة والمهمة في الثقافة العربية عامة، والمصرية خاصة، وهو رمز من أعز رموزها الرائدة، حصل مفكر مصر الكبير د. تليمة على جائزة الدولة التقديرية في الآداب عام 2004، ورشحه اتحاد كتاب مصر لجائزة النيل هذا العام.

واعتبرت الكاتبة سلوى بكر رحيل د. تليمة خسارة كبيرة للأدب، بفقد أحد الرموز الثقافية على مستوى الوطن العربي.

فيما قال الناقد د. حسين حمودة، أستاذ الأدب في جامعة القاهرة، إن الدكتور تليمة يمثل قيمة أكاديمية ونقدية وإنسانية رفيعة، وهو مثال للأستاذ الجامعي، والناقد، دائم التفاؤل والتقارب مع طلابه ومع عالمه ومع إبداعه طبعا.

قيم الاستنارة

وأضاف حمودة، في تصريحات صحافية: "سوف يبقى الكثير من د. عبدالمنعم: كتبه النقدية القليلة ولكن المهمة، ودوره الكبير في الدفاع عن قيم الاستنارة والتقدم والعدالة، وما يجعل النقد علما ومنهجا، بعيدا عن الأحكام الانطباعية العابرة، إضافة إلى صالونه الأدبي الذي شهد نشاطا حقيقيا عبر سنوات طويلة جدا، ولغته الناصعة الجميلة التي كتب وتحدث بها، فضلا عن أثره الباقي في كل من عرفه أو اقترب منه.

كان آخر ما تحدث به د. تليمة في القضايا العامة تأكيده أهمية تجديد الخطاب الديني، وذلك في تعليقه على توصيات مؤتمر تجديد الخطاب الديني الذي عقد في الأقصر بحضور وزير الأوقاف، وشيخ الأزهر، وعدد من الأئمة، وقال: لابد أن نقف جميعا وراء هذه التوصيات، ولابد أن نضيف إليها، ونعدل فيها بحيث تكون أكثر عمومية بعيدا عن احتكار السلطات لإدارة الشأن الثقافي، لأن ذلك يجعل الخطاب الديني تقليديا، وليس مواكبا لحركة المجتمع، مشيدا برجال الأزهر والأوقاف، لإقامة المؤتمر وإصدار هذه التوصيات، لكن نريد أن نخلص الدين من الاحتكار السلطوي، وأن نجعله عاما في المجتمع المدني، ونجعل تأويل القرآن الكريم والسنة حقا لأهل الاختصاص، وليس التنظيمات.