معركة «أيمن الموصل»: تقدم سريع في الوسط وبطيء غرباً

متظاهرون يرشقون العبادي بالحجارة لدى زيارته واسط... والصدر يعتذر إليه ويدين الاعتداء

نشر في 01-03-2017
آخر تحديث 01-03-2017 | 00:04
مدنيون عراقيون يفرون من معركة الساحل الأيمن في الموصل أمس (أ ف ب)
مدنيون عراقيون يفرون من معركة الساحل الأيمن في الموصل أمس (أ ف ب)
تشهد معركة تحرير الساحل الأيمن (غرب) من مدينة الموصل، تقدماً سريعاً للقوات في وسط المدينة والأحياء السكنية، على عكس ما كان متوقعاً، بينما تسير العمليات ببطء جديد في المناطق التي تربط الموصل بمدينة تلعفر التركمانية.
واصلت القوات العراقية، أمس، تقدمها في الأحياء السكنية للساحل الأيمن (غرب) من مدينة الموصل مركز محافظة نينوى شمال العراق.

وأفاد مسؤول في الإعلام العسكري العراقي بأن القوات العراقية اقتربت أمس من المجمع الحكومي الرئيس.

وقال المسؤول الذي يعمل مع "قوات الرد السريع"، وهي الوحدات الخاصة في وزارة الداخلية: "حاليا مجلس المحافظة والمجمع الحكومي تحت نيراننا".

وكانت القوات العراقية قد وصلت أمس الأول الى بعد كيلومتر واحد من وسط الموصل التاريخي، بعد تمكنها من تحرير 3 أحياء في الساحل الأيمن من المدينة، إضافة الى بلوغها موقع الجسر الرابع على نهر دجلة، الأمر الذي سيمكنها من ربط شطري الموصل ببعضهما.

ناحية تلعفر

وإلى جانب هذه المعارك التي تدور داخل الأحياء السكنية، تخوض القوات العراقية، في الوقت ذاته، معارك ضد تنظيم "داعش" في المناطق الصحراوية المفتوحة من ناحية تلعفر.

وتتقدم قوات الفرقة التاسعة من الجيش العراقي في منطقة تمتد ضمن سلسلة تلال ترابية لقطع طريق بين الجانب الغربي من الموصل وبلدة تلعفر التركمانية التي لاتزال معقلا للجهاديين.

وتم بالفعل قطع الطريق بين تلعفر والمناطق الخاضعة لسيطرة "داعش" في سورية، لكن قطع الطريق بين تلعفر وغرب الموصل منعهم من إعادة التموين أو التراجع أمام ضغوط القوات العراقية المتقدمة من المحور الجنوبي.

وذكر الفريق الركن قاسم المالكي (آمر الفرقة) أن القتال ليس سهلا. وأوضح : "بصراحة، التقدم بطيء"، مضيفا أن "المشكلة تتعلق بالتضاريس وليس العدو. الأمر يبدو سهلا، لكن المكان مكشوف وليست هناك شوارع"، وتابع: "اينما نتحرك لابد أن تسبقنا جرافات لفتح طرق لنا".

في غضون ذلك، تواصل قافلة لا نهاية لها لدبابات وعجلات مدرعة السير ببطء عبر صحراء مفتوحة خلف جرافة تقوم بفتح طريق مخلفة سحابة ضخمة من الغبار. وتتخذ الفرقة التاسعة موقعا على تلول العطشانة، وهي من أعلى المناطق ارتفاعا في محافظة نينوى، ما يتيح لهذه القوة مشاهدة الموصل والسهول المحيطة بالمدينة.

حرق النفط

وأمس الأول احتجبت الرؤية بشكل تدريجي خلف دخان كثيف أسود، نتيجة نيران أشعلها عناصر "داعش" لتفادي ضربات المروحيات والطائرات الحربية.

هذا التكتيك جعل المشهد مرعبا، ولم يعد بالإمكان مشاهدة إلا اشياء على علو مرتفع مثل خزان مياه أبيض وأعمدة الكهرباء، التي لايزال من الممكن رؤيتها بوضوح.

وقال المالكي "إنهم يريدون أن يختبئوا عنا بواسطة حرق النفط، وإحداث هذا الدخان".

ويقول إن قواته تقدمت نحو 13 كيلومترا خلال الايام الستة الماضية، واستعادت السيطرة على 10 قرى ومحطة للطاقة الكهربائية من قبضة التنظيم. ويرى هذا الضابط أن الأمر سيستغرق بضعة أيام للوصول وتأمين طريق تلعفر - الموصل.

القوات الأميركية

وعلى مسافة قريبة جدا، تمركزت قوة أميركية، وهي جزء من الوحدات التي تقدم المشورة والمساعدة، وتعمل جنبا إلى جنب مع قوات الفرقة التاسعة.

ويقول اللفتنانت كولونيل جيمس براونينغ إن قواته تقدم مساعدة للقوات العراقية منذ شهرين، وأضاف: "مهمتنا هنا هي التأكد من أن قائد الفرقة التاسعة يحصل على كامل إمكانيات قوات التحالف الى جانبه".

وأوضح: "كل شيء من الناحية الاستخباراتية يدعم القدرات القتالية، إضافة الى منصة مراقبة. وذلك ليتمكن من متابعة المعركة بشكل أفضل، ويفهم أين قواته وأين هي ارض المعركة".

ويقول براونينغ إن العملية تواجه تحديات منها "فجوات في الاستخبارات"، لكنه أشاد بـ "حماس ورغبة الجيش العراقي في القتال"، وتابع: "الصلابة التي بداخلهم... لا تصدق".

وكان النائب عن المكون التركماني نيازي معماري أوغلو، قال، أمس، إن هنالك انفراجا في قضية بدء معركة تحرير قضاء تلعفر، مشيرا الى أن عملية التحرير ستبدأ في موعد قريب لن يتجاوز الأسبوعين.

العبادي والصدر

الى ذلك، دعا رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، أمس، خلال زيارة الى محافظة واسط (180 كم جنوب شرقي بغداد) الى إبعاد الجامعات عن الصراعات السياسية وعدم توريط الطلبة في الخلافات. وقال خلال تفقده مبنى جامعة واسط في مدينة الكوت: "لدينا دواعش الإعلام والسياسة، كلما وصلنا الى مرحلة حساسة وحققنا الانتصارات يقومون ببث المشاكل التي تؤثر سلبا في أوضاع البلد، فنحن في حرب مصيرية، وكل دول العالم في هذه الحرب تعطل التظاهر، ولكننا نوفر الحماية لها".

وأضاف: "أننا نسمح بالمعارضة في إطارها السلمي وعدم السماح بالتجاوز على المواطنين والأملاك العامة والخاصة".

واستخدمت قوات الأمن الغاز المسيل للدموع لتفريق المئات في مدينة الكوت مركز محافظة واسط الذين تظاهروا ضد العبادي.

وطالب المتظاهرون، وغالبيتهم من طلاب جامعة واسط، حيث كان العبادي هناك، بالإصلاحات مرددين هتافات ضده، كما رشقوه بالحجارة، الأمر الذي دفع القوات الأمنية إلى إطلاق الرصاص في الهواء والغاز المسيل للدموع.

واضطر العبادي إلى ترك الجامعة والذهاب إلى مبنى المحافظة، حيث اجتمع بقادة الجيش والشرطة وأعضاء مجلس المحافظة.

وقدم زعيم التيار الصدري رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر اعتذاره الى رئيس الوزراء على خلفية "رشقه بالحجارة وترديد هتافات مناهضة" في جامعة واسط.، عادا ذلك "اعتداء على هيبة الدولة"، مشيرا إلى أن العبادي "مستثنى من الفساد حتى الآن"، وداعيا أنصاره الى "استثناء مدينة الكوت من الاحتجاجات السلمية".

back to top