هل يُنهي ترامب حرب «الكارثة الكاملة» في أفغانستان؟
![ناشيونال إنترست](https://www.aljarida.com/uploads/authors/809_1687281767.jpg)
وتشير بعض التقارير إلى أن المسؤولين العسكريين الباكستانيين يستضيفون كبار قادة طالبان في الحاميات العسكرية في بيشاور، لكن الأهم من ذلك كله انتقال طالبان تدريجياً من تكتيكات «الضرب والهرب» الميليشياوية التي اعتمدتها إلى أساليب عسكرية تقليدية في ساحة القتال، وتشمل تكتيكات هذه المجموعة الجديدة تنفيذ غارات ونشاطاتِ تخريب أكثر تنسيقاً وأوسع نطاقاً، مثل زرع الألغام البرية والأجهزة المتفجرة المبتكرة على طول الطرقات الرئيسة بغية عرقلة حركة القوات الأفغانية وحرمانها من مواردها.يجب أن تطوّر واشنطن وتدعم استراتيجية أفغانية جديدة ترسم أهدافاً واضحة، ومنطقية، وممكنة بغية بلوغ النجاح في أفغانستان، يجب أن تأخذ المقاربة الجديدة الحاجات المحلية في الاعتبار، وأن تكون إقليمية النطاق، وأن تقر بواقع أن الاستقرار الأفغاني يرتبط ارتباطاً وثيقاً بتعاون باكستان الصادق. نتيجة لذلك يلزم أن تطبق واشنطن سياسة تقوم على الواقعية السياسية في تعاطيها مع باكستان، موضحةً ما إذا كانت هذه الدولة صديقاً غير مثالي أو عدواً ذكياً. علاوة على ذلك من الضروري أن تقدِم إدارة ترامب على خطوتين إضافيتين بغية دعم استراتيجيتها الأفغانية الجديدة: أولاً: يجب أن تعيّن بسرعة سفيراً أميركياً جاداً ومبعوثاً رئاسياً خاصاً وتدعمهما بفاعلية، وينبغي تكليف هذين الموفدين بعقد الصفقات، والتوصل إلى تسويات سياسية، ونقل رسائل صارمة إلى اللاعبين الإقليميين. ثانياً: على الولايات المتحدة معالجة نقاط الضعف الخطيرة في قدرات القوات الأمنية الهجومية، ويجب أن تركز الولايات المتحدة في المقام الأول على توسيع القوات الخاصة، وبناء قوات جوية، وتدعيم وحدات الاستخبارات الأفغانية. ولا شك أن هذه تشكّل صفقة محدودة الكلفة مقارنة بإرسال المزيد من القوات الأميركية إلى أفغانستان، وتساهم هذه الخطوات أيضاً في تعزيز القوات وتدعيم فاعليتها، وتساعد في الحد من اعتماد قوات الدفاع الوطني والقوى الأمنية الأفغانية على قوة الولايات المتحدة والائتلاف الجوية.من الممكن تحقيق النجاح في أفغانستان، إلا أننا لن نتوصل إلى انتصار شامل وسريع، ولكن من الضروري إدخال تغييرات إلى استراتيجية الولايات المتحدة طال انتظارها، ولا شك أن تحديد ترامب كيفية المضي قدماً في أفغانستان سيشكّل أحد الاختبارات الأصعب التي سيواجهها الرئيس الجديد. تتخطى الحرب الأفغانية حدود هذا البلد، ولا يمكن حلها ضمن إطار بلد واحد، لذلك على واشنطن أن تراجع النطاق الأوسع لعلاقاتها المضطربة مع باكستان وتحدد النقاط التي تنتهكها هذه الدولة، لكن استمرار واشنطن بصمتها لن يخفي الحرب الأفغانية.جويد أحمد** «ناشيونال إنترست»