ترامب: أهدافي بشأن الهجرة لم يتم توصيلها بشكل فعال

• أقر بقدراته السيئة في التواصل وأمر بدعم «جامعات السود»
• تثبيت الملياردير روس في وزارة التجارة

نشر في 01-03-2017
آخر تحديث 01-03-2017 | 00:03
بعد أسلوب اعتمد فيه على المكابرة، أقر الرئيس الأميركي دونالد ترامب بأن أهدافه بشأن الهجرة قد يكون أسيء فهمها لخطأ قام به هو وفريقه في شرح هذه الأهداف، كما اعترف بأن مهاراته في التواصل سيئة، وذلك قبل ساعات قليلة من خطابه أمام الكونغرس.
اعترف الرئيس الأميركي دونالد ترامب بأن أهدافه فيما يتعلق بالهجرة ربما لم يتم توصيلها بشكل فعال، قائلا "ربما ذلك خطئي" وذلك قبل ساعات من أول كلمة له أمام الكونغرس.

وفي مقابلة مع شبكة "فوكس" التلفزيونية المحافظة أعطى ترامب نفسه تقدير "سيئ جداً" فيما يتعلق بالتواصل.

وقال الرئيس الأميركي، في المقابلة التي سُجلت أمس الاول: "فيما يتعلق بالإنجاز أعتقد أنني سأعطي نفسي تقدير ممتاز. لأنني أعتقد أنني فعلت أشياء عظيمة. ولكني لا أعتقد أنني والعاملين معي شرحنا ذلك بشكل جيد بما يكفي للشعب الأميركي. أعتقد أنني حصلت على تقدير ممتاز فيما يخص ما قمت به فعليا، ولكن فيما يتعلق بالتراسل أعطى نفسي تقدير سيئ أو سيئ جداً".

وعلى غرار الرؤساء السابقين في الفترة نفسها من السنة، يلقي ترامب كلمته في الكابيتول بحضور النواب وأعضاء مجلس الشيوخ والوزراء وقضاة المحكمة العليا وغيرهم من المسؤولين الأميركيين.

وسيحاول الرئيس رسم الخط السياسي والتشريعي للعام المقبل، وتبرير الاولوية العسكرية في الموازنة، واعطاء دفع لإصلاحاته الاقتصادية والاجتماعية.

إلا ان الخلافات تظهر في الافق خصوصا فيما يتعلق بالصحة، إذ يتعرض النواب الجمهوريون في دوائرهم لضغوط من الناخبين القلقين ازاء التعديلات الجذرية التي لوح بها ترامب على صعيد التغطية الصحية.

وكان ترامب والجمهوريون تعهدوا بإلغاء اصلاح نظام الصحة الذي يشكل احد انجازات الرئيس السابق باراك اوباما والمعروف باسم "اوباماكير"، والذي اتاح حصول اكثر من 20 مليون اميركي على ضمان صحي. لكن السؤال يظل بماذا يريدون استبداله؟

وتتسع الهوة في الحزب الجمهوري بين الجناح الليبرالي الذي يؤيد ابطال العمل باصلاح نظام الصحة والبراغماتيين الذين يترددون في تفكيك نظام ساعد الملايين من الناخبين رغم عيوبه.

وترامب نفسه متأرجح في مواقفه. فقد قال أمس ألأول "لا أحد يعلم مدى تعقيد الامر". ومن المتوقع ان يصدر مشروع قانون عن رؤساء الكتل البرلمانية في الايام المقبلة بشأن هذه النقطة.

والتوتر الذي لا يزال قائما حاليا في الكواليس بين السلطتين التنفيذية والتشريعية، يمكن ان يزداد خلال المفاوضات حول موازنة عام 2018.

وكان ترامب أعلن أمس الاول ان "هذه الميزانية ستكون ميزانية الامن العام والامن الوطني". وسيكرس معظم خطابه لتبرير اولوياته.

ويريد ترامب زيادة النفقات العسكرية بـ9 في المئة واجراء اقتطاعات في وزارات عدة.

وأثار القرار قلق مئة من كبار المسؤولين العسكريين المتقاعدين من بينهم الجنرال المتقاعد ديفيد بترايوس المدير السابق لوكالة الاستخبارات المركزية الاميركية "سي اي ايه". وطلب هؤلاء في رسالة الى الكونغرس والبيت الابيض من ترامب عدم الاقتطاع من الميزانية المخصصة للدبلوماسية وللمساعدات الدولية.

الا ان ترامب يرفض المساس بالضمان الاجتماعي الذي يمتص ثلثي النفقات الفدرالية، في حين يريد الرئيس الليبرالي جدا لمجلس النواب بول راين اجراء اقتطاعات.

ولدى سؤاله بشأن صعوبة تدبير اكثر من 50 مليار دولار اضافية ستزاد على النفقات العسكرية، راوغ ترامب في الاجابة، وأكد انه يعول على نمو اقتصادي افضل.

وقال ترامب أمس لقناة فوكس نيوز: "نحن على الارجح عند رقم يزيد قليلا عن 1 في المئة (نمو)، اذا تمكنت من رفع هذا الرقم الى 3 في المئة وحتى اكثر، فسنكون إزاء وضع مختلف تماما".

وإذا كان البيت الابيض اعلن ان الكلمة ستركز على "تجديد الروح الاميركية"، فان ترامب يفضل التأكيد على شعاره القومي "اميركا اولا".

وقال ترامب أمس الاول: "ننفق ستة آلاف مليار دولار في الشرق الاوسط، وهناك حفر في كل مكان على طرقاتنا وطرقاتنا السريعة".

ولم تنتظر المعارضة الديمقراطية الخطاب للتنديد بنفاق الرئيس على حد تعبيرها. وقال تشاك شومر رئيس الاقلية الديمقراطية في مجلس النواب ان "الرئيس سيلجأ الى الخطاب الشعبوي القديم نفسه، لكن كلماته ستكون جوفاء"، مضيفا "يتكلم كما لو انه سيساعد العمال، بينما افعاله تتعارض مع مصالحهم. سينتهج خط اليمين المتطرف".

ويشدد الديمقراطيون على انهم سيقفون جبهة موحدة لابطاء او عرقلة بعض الاصلاحات.

ولا يتجاوز هامش الجمهوريين المقعدين في مجلس الشيوخ و22 في مجلس النواب، وهو عدد غير كاف لضمان موافقة مريحة على كل قرارات الرئيس الاميركي الجديد الذي سيتعين عليه اثبات قدراته على التفاوض.

وأشاد ترامب بالنجاح الذي حققه الحزب الجمهوري على حساب الحزب الديمقراطي خلال حقبته مستندا على استطلاع قامت به شبكة "ان بي سي" وصحيفة "وول ستريت جورنال". جاء ذلك بعد نجاح إدارة ترامب في تثبيت الملياردير ويلبور روس بسهولة أمس الأول من جانب مجلس الشيوخ وزيرا للتجارة في الولايات المتحدة، رغم تساؤلات حول العلاقات التي قد يكون نسجها مع أفراد روس بصفته نائبا لرئيس مصرف "بنك أوف سايبرس".

وحذر الديمقراطيون في الكونغرس أمس الأول الجمهوريين من مغبة عرقلة التحقيقات الجارية حول اتصالات قد تكون حصلت العام الماضي بين مقربين من ترامب والمخابرات الروسية وحول تدخل موسكو في الانتخابات الرئاسية الأميركية.

وفي محاولة منه التقرب من السود، قال مسؤول بارز بالبيت الأبيض وقع ترامب على إجراء من شأنه زيادة الدعم الحكومي لكليات وجامعات كان السود تاريخيا يدرسون فيها.

وكان ترامب الجمهوري قد تعهد بتحسين الظروف المعيشية للأميركيين السود الذين صوت أغلبهم لمصلحة منافسته الديمقراطية في الانتخابات الرئاسية عام 2016.

وسيعيد قرار ترامب وضع البرنامج الحكومي الاتحادي لدعم الكليات والجامعات التي كان السود تاريخيا يدرسون فيها تحت الإشراف المباشر للبيت الأبيض.

back to top