تشهد حملة الانتخابات الرئاسية الفرنسية تصعيدا في الهجمات من معسكري اليسار واليمين ضد وسائل الاعلام، مما يذكّر باستراتيجية الرئيس الأميركي دونالد ترامب.

وكثفت مرشحة أقصى اليمين مارين لوبن، التي تحتج بانتظام على طريقة تعامل وسائل الاعلام معها، هجماتها على السلطة الرابعة في الاسابيع الاخيرة على خلفية قضايا أمام القضاء.

Ad

واتهمت لوبن، خلال اجتماع في نانت الأحد الماضي، الصحافيين بالقيام بحملة محمومة لمصلحة مرشح الوسط ايمانويل ماكرون. وركزت هجومها بالخصوص على رجل الاعمال بيار بيرجي احد مالكي صحيفة لوموند.

على الطرف الآخر من الطيف السياسي الفرنسي ممثل اليسار المتشدد جان لوك ميلونشون الذي كان تحدث في 2010 عن "مهنة فاسدة"، ولا يزال على موقفه من وسائل الاعلام.

وأطلق ميلونشون مرشح حركة المواطنة "فرنسا العصية" قناته الخاصة على "يوتيوب" للالتفاف على "وسائل الاعلام التقليدية". وكان اتهم بالخصوص في الآونة الاخيرة اذاعة فرنسا الدولية العامة بالخيانة، كما اتهم وكالة فرانس برس بنشر برقيتين زائفتين بشأن مواقفه من سورية.

وأبدت منظمة مراسلون بلا حدود قلقها من مناخ كريه للحملة. وكان ترامب جعل من هجماته على وسائل الاعلام "غير النزيهة" علامته التجارية، مصنفا بعضها بـ"أعداء الشعب". وحرمت ادارته العديد من العناوين الشهيرة "نيويورك تايمز وسي ان ان وبوليتيكو" من حضور اللقاءات الإعلامية للبيت الابيض.

وكان نائب رئيسة الجبهة الوطنية فلوريان فيليبو اقتبس في الآونة الاخيرة عبارة لترامب لاتهام وكالة فرانس برس بنشر "اخبار زائفة" بشأن رسم بياني تعلق ببرامج المرشحين للانتخابات الرئاسية.

من جهة أخرى، قال مسؤول بالاتحاد الأوروبي، إن نوابا من الاتحاد سيقررون ما إذا كانوا سيرفعون الحصانة التي تتمتع بها لوبن المرشحة اليمينية المتطرفة في الانتخابات الفرنسية كنائبة في البرلمان الأوروبي بسبب نشرها تغريدات عن عنف تنظيم "داعش".

وأبلغ المسؤول أن لوبن قيد التحقيق في فرنسا بسبب ثلاث صور صادمة لعمليات إعدام نفذها تنظيم "داعش" نشرتها لوبن على "تويتر" في 2015 بما في ذلك إعدام الصحافي الأميركي جيمس فولي.

وذكر أنه استجابة لطلب من القضاء الفرنسي سيدرس مشرعو الاتحاد الأوروبي، إن كانت تغريداتها تتناسب مع دورها كنائبة أوروبية.