الطيب يدعو إلى التصدي لـ «الإساءة للإسلام»

نشر في 01-03-2017
آخر تحديث 01-03-2017 | 00:00
شيخ الأزهر وبابا الأقباط خلال المؤتمر أمس (أ ف ب)
شيخ الأزهر وبابا الأقباط خلال المؤتمر أمس (أ ف ب)
في تطور يدخل ضمن جهود مؤسسة الأزهر الشريف، لمواجهة العنف والتطرف، انعقدت أمس فعاليات مؤتمر «الحرية والمواطنة»، في أحد فنادق القاهرة، برعاية الأزهر وبمشاركة بابا الأقباط تواضروس الثاني، ووفود نحو 50 دولة من أنحاء العالم.

شيخ الأزهر، أحمد الطيب، الذي افتتح المؤتمر، قال في كلمته: «من المحزن تصوير الدِّين الإسلامي في مشهد بائس وكأنه ضِرام الحروب التي تقع في منطقتنا العربية، وزُيِّن لعقولِ الناس أن الإسلام أداة تدمير مركز التجارة العالمي، وفُجِّر به مسرح الباتاكلان ومحطات المترو، وسُحِقَت بتعاليمه أجساد الأبرياء في مدينة (نيس) وغيرها من مدن الغرب والشرق».

ولفت د. الطيب إلى أن التنظيمات الإرهابية توظف الإسلام لتبرير الدماء التي تُريقها، واصفاً تلك الجماعات بـ»الشرذمة الشاردة عن نهج الدين»، ومطالبا بالتصدي لظاهرة «الإساءة للإسلام».

الطيب اشتكى من كيل المنظمات العالمية بمكياليْن، إزاء الاتهامات الموجهة للإسلام، وتعمد عدم الفصل بينه وبين الإرهاب، على الرغم من أن الغرب شهد أبشع صور العنف المسيحي واليهودي، ومع ذلك تم الفصل التام بينهما وبين الإرهاب، وقال: «لم أقصد بهذا أن أنكأ جراحاً، أو أُذكيَ صِراعاً ولا هي رسالة الأزهر الشريف، ولا رسالة الشرق المتسامح، ولا رسالة الغرب المُتحضِّر المُتعقِّل»، لكن أردت أن أقول: إن «الإسلاموفوبيا إذا لم تعمل المؤسسات الدينية في الشرق والغرب معاً للتصدي لها، فإنها سوف تطلق أشرعتها نحو المسيحية واليهودية إن عاجلاً أو آجلاً»، ودعا الطيب إلى نشر مفهوم «المواطنة» بديلاً عن مصطلح «الأقلية والأقليات».

من جانبه، قال بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية، تواضروس الثاني، إن «مصر والمنطقة العربية عانت الفكر المتطرف والمتشدد، وهناك أنواع مختلفة من الإرهاب منها الديني والبدني، والفكري، والمعنوي»، وشدد على «ضرورة تعزيز ثقافة احترام الآخر، والقضاء على العنف والفكر المتطرف، عبر تقديم القيم الدينية في صورة مستنيرة، وإرساء خطاب بنائي عصري مستنير».

بدوره، قال مستشار شيخ الأزهر، عبدالدايم نصير: «المؤتمر رسالة قوية لمن يراهنون على وحدة المصريين جميعاً فهو يرسخ لمفهوم المواطنة»، مشيراً إلى أن المؤتمر يسعى لنشر ثقافة البناء والعمل المشترك وقبول الآخر لأجل النهوض بالأوطان، في حين انتقد المفكر القبطي، سليمان شفيق، خطوة المؤتمر، قائلاً في تصريحات لـ»الجريدة»: «تلك المؤتمرات تتحول إلى مَكلمات، ولو كانت الدولة جادة في مواجهة التطرف لعقدت المؤتمر في العريش التي شهدت تهجيراً للأقباط خلال الأيام الماضية».

back to top