مصر : بكير لـ الجريدة•: لا تهجير قسرياً للأقباط من سيناء
وصف عضو مجلس النواب عن دائرة العريش رحمي بكير في حوار مع «الجريدة» نزوح أُسر قبطية من العريش عقب استهدافهم من «داعش» بأنها حالات فردية، مؤكداً أن الحديث عن تهجير قسري للأقباط «مبالغات إعلامية»، وفيما يلي نص الحوار:
• كيف ترى عمليات تهجير الأقباط من العريش؟
- الإرهاب لا يُفرّق بين مسلم ومسيحي، وما حدث من استهداف للإخوة الأقباط خلال الأيام الماضية تعرضت له أيضاً عائلات مسلمة في أوقات سابقة، ولا توجد أي عمليات تهجير قسري للأقباط، وهناك مبالغات إعلامية حول أعداد الأسر القبطية التي تركت منازلها في العريش وذهبت إلى محافظة الإسماعيلية خوفاً من تعرضها لهجمات إرهابية، فعدد هذه الأُسر لا يتجاوز 130 أُسرة من بين أكثر من 600 أُسرة قبطية تعيش في العريش، وتمت استضافتها في الإسماعيلية، حفاظاً على سلامتها من أي اعتداءات مُحتملة.
• هل استهداف الأقباط متعمَّد من قبل تنظيم "داعش" لإشعال فتنة طائفية؟
- الجماعات الإرهابية المسلحة تستهدف المصريين في سيناء بشكل عام، لا المسيحيين فقط، وأهالي سيناء يعانون الإرهاب منذ عدة سنوات، وهذه الجماعات تريد إرباك المشهد والترويج عالمياً لحالة الاضطراب وعدم استقرار الأوضاع الأمنية، ما ينعكس بشكل سلبي على جهود الدولة لإصلاح الوضع الاقتصادي ودفع عجلة التنمية إلى آفاق جديدة، والشعب المصري بمسلميه ومسيحييه واجه ما هو أكثر من ذلك خلال العقود الماضية، ومن ثم فإن الأمر يتطلب المواجهة والمقاومة وعدم الترويج لنزوح بعض الأسر على أساس طائفي، فنزوح بعض الأسر المسيحية من سيناء إلى محافظتي الإسماعيلية والسويس المجاورتين أو أي محافظات أخرى لا يعني خروج أو نزوح كل سكان سيناء المسيحيين، وأطالب الأسر باستمرار الصمود والمقاومة وعدم كتابة شهادة نجاح الجماعات المسلحة في نزوح الأُسر تحت الضغوط.• هل هناك قصور أمني في التعامل مع هذه الأحداث؟
- الأجهزة الأمنية تبذل جهوداً كبيرة لتحقيق الأمن في جميع أنحاء البلاد، ولكن الإجراءات الأمنية في شمال سيناء تحتاج إلى إعادة صياغة وضبط، مع الأخذ في الاعتبار أننا نخوض حرباً ضد نوع أسود من الإرهاب لا دين له.• ما الخطوات التي اتخذتموها كنواب عن الشعب للتوصل إلى حل لهذه الأزمة؟
- نحن على تواصل دائم مع الأسر التي نزحت خارج العريش لتوفير المأوى المناسب لها وتذليل كل العقبات التي تواجهها، كما نتواصل مع الأسر التي رفضت ترك منازلها، وهناك تنسيق مستمر مع جميع المسؤولين والوزارات المعنية والقيادات الأمنية والكنيسة والجهات الأمنية المختلفة لمواجهة الأزمة، وإعادة ترتيب الأوضاع خلال الأيام المقبلة، وأسفرت هذه الجهود عن قيام وزارة الإسكان بتوفير شقق سكنية وتجهيزها للأسر التي سافرت إلى الإسماعيلية، كإقامة مؤقتة لحين استقرار الأوضاع في العريش وعودتها مجدداً إلى منازلها.• إلى أي مدى أسهم بيان الكنيسة المصرية في تهدئة الأوضاع؟
- تتخذ الكنيسة المصرية دائماً مواقف وطنية شجاعة، تقطع الطريق أمام كل محاولات زرع الفتنة في صفوف الشعب المصري، والبيان الذي أصدرته عقب الاعتداءات الإرهابية على الأقباط في العريش خير شاهد على ذلك، حيث أكدت في بيانها أن هذه الأحداث تتعمد ضرب الوحدة الوطنية، وتمزيق الاصطفاف في مواجهة الإرهاب، الذي يتم تصديره من خارج مصر. استغلالاً لحالة التوتر المتصاعد في كل أرجاء المنطقة العربية.