كيف تصف شخصية «أمير» في مسلسل «فخامة الشك»؟
هو إعصار هائج يقتلع كل ما يقف في طريقه من دون توّقف، ولم يكتشف المشاهدون حتّى الآن سوى جزء بسيط من هذه الشخصية. نلمس تناقضاً في شخصه، فهو تجاه عائلته شهم وخلوق فيما هو قاسٍ وظالم تجاه الآخرين؟لم ينطلق من مبدأ ظلم الآخرين أو التلاعب بمشاعر النساء، إنما في إطار بحثه عن والده الضائع تكوّن لديه شك بأن عائلة «يحيى» متوّرطة بمصاب والده، بغض النظر ما إذا كان محقاً أو لا.ألا تجد أن الحقد مبالغ فيه وغير مبرّر؟هو مهووس بقضية والده، لذا يضع نصب عينيه هدف إيجاده ومعرفة مصيره، وبالتالي نيته طيّبة، والنيّة تبرّر الوسيلة. هل أنت راضٍ عن أصداء المسلسل؟الأصداء جميلة جداً. من هنا، أوّجه تحية إلى شركتي الإنتاج «الصدى وMR7»، اللتين سخّرتا كل قدراتهما لتأمين ما يلزم سواء في لبنان أو مصر حيث اكتشفت شخصياً مدى فاعلية المنتج مفيد الرفاعي واجتهاده لتقديم عمل رائع وتوفير الفريق التقنّي المحترف لتنفيذ العمل. في النهاية، أعتبر أن هذا العمل هو نتيجة طبيعية لجهد فريق عمل متكامل، من منتجين ومخرج وممثلين مدعوماً بالجهد الإعلاني الذي قامت به محطة MTV التي أعطت قيمة كبيرة لهذا المسلسل فقدّمت إعلاناً ترويجياً قوياً جداً وجميلاً دعم انتشاره. نلاحظ أن العمل ضمّ نخبة من النجوم اللبنانيين.صحيح. ضمّ فريقاً محترفاً جداً تعب واجتهد في سبيل نجاح هذا العمل. وهذا تأكيد أن الممثلين اللبنانيين أكفّاء ولا ينقصهم شيء.هل هذه المقومات مجتمعة أسست لقبولك المشاركة فيه، خصوصاً أنك ممن يرفضون كثيراً من العروض؟أُعجبت بنصّ كلوديا مرشليان التي أحبّها مهنياً وشخصياً، وهي متعاونة جداً وليست ممن يعتبرون أعمالهم منزّلة غير قابلة للتعديل، بل على العكس تفسح في المجال أمام إحساس الممثل أثناء التصوير. فضلاً عن أن المشاهد الأساسية التي تكتبها عميقة ورائعة وغنية ومتماسكة. بالنسبة إلى المخرج أسامة الحمد، فنحن نتعاون للمرة الأولى. إنمّا ما حمّسني فعلاً هو كيفية تعامل شركتي الإنتاج معي وكيفية إعطائي حرية التصرّف في موقع التصوير، خصوصاً أنني لا أقرأ عملاً بطريقة هامشية بل أتعمّق في النصّ وأقوم بكل ما يلزم لمصلحته.ما رأيك في الثنائية مع الفنانة سابين والممثلة جسيّ عبدو؟يضمّ المسلسل ثنائيات عدّة ناجحة جداً. بالنسبة إلى الأداء، فالممثلون كلهم من دون استثناء كانوا رائعين، وهذا واضح جداً لدى الجمهور.
الانتشار والأعمال المشتركة
صُوّر المسلسل ما بين مصر ولبنان، كيف ترى نظرة الجمهور العربي تجاه الممثل اللبناني؟في المرحلة السابقة، لم يكن حضور الممثل اللبناني في مصر مهمّاً، بل كان مغيّباً ولم تكن الأدوار المسندة إليه ذات قيمة. فوجئوا أخيراً بأدائنا وحرفتينا، علماً بأن حضورنا في المغرب العربي والأردن وفلسطين وأميركا وكندا لافت منذ مسلسل «قلبي دق»، والدليل على ذلك التواصل الدائم معنا من الدول العربية، ما يعني أننا ممثلون أقوياء.في رأيي، لا ينقص الإنتاج اللبناني سوى ركيزة مادية ليحافظ على موقعه وليتخطاه أيضاً. يتوافر لدينا كتّاب أقوياء ومخرجون أكفّاء وممثلون رائعون، أي لا ينقصنا سوى السخاء الإنتاجي ليأتي المردود في المقابل جيداً. انتقدت سابقاً الأعمال العربية المشتركة معتبراً أن تركيبتها غير منطقية، فهل تحقّق أي تغيير؟حصل تغيير طبعاً بعدما لاحظ الصانعون أن تلك الأعمال المركبّة بشكل غير منطقي لم تحقق النجاح، خصوصاً أن هدفها تجاري بحت. في رأيي، برهن العمل المحلي اللبناني البحت منذ «قلبي دق» نجاحه في السنوات الأخيرة، خصوصاً خلال شهر رمضان الفضيل. كذلك الأمر بالنسبة إلى الأعمال العربية المشتركة التي قدّمت قصّة تعكس منطقياً العلاقة التي تربط بين المجتمعات العربية المختلفة، لأن ثمة أموراً مشتركة بينها يمكن الحديث عنها مثلما يتميّز كل مجتمع بخصوصياته.منافسةبعدما نجح مسلسل «قلبي دق» رمضانياً تنافست المحطات اللبنانية المحلية على شراء المسلسل المحلي البحت، ما رأيك؟إنه أمر إيجابي جداً انعكس تنافساً بهدف التعاون مع كتّاب ومخرجين وممثلين أقوياء، ما حسّن في المقابل مستوى العمل المحلي اللبناني وزاد الطلب العربي على الممثلين اللبنانيين بعدما برهنوا انتشارهم العربي وحرفيتهم ونجوميتهم. في رأيي، لدينا المقومات اللازمة كافة للمنافسة العربية بشرط تأمين الإنتاج السخيّ وعدم الاستسهال بتنفيذ المسلسل المحلي. كذلك يجب الخروج من مبدأ المساواة مادياً بين الممثلين الصاعدين وبين النجوم، وبين العمل المنفّذ بتقنيات متطوّرة وبين ذاك المنفّذ بمعدّات قديمة مثلاً، وإعطاء كل عمل مقامه.كيف ترى في هذا الإطار المنافسة القائمة بين المحطات اللبنانية؟تكون المنافسة بشعة أحياناً بين محطتي MTV وLBC، إنما الغاية هنا لا تبرّر الوسيلة لأنهما واجهتنا إلى الخارج ويمكنهما أن تكونا رائدتين في العالم العربي لأن الأعمال المعروضة عبرهما متابعة من الجمهور العربي، وبالتالي يمكنهما تقديم صورة جميلة عنّا. بالنسبة إلى الـ MTV، أراها رائدة في مجال الإنتاج التلفزيوني وطريقة تنفيذ البرامج وتقنياتها متطوّرة جداً. من هنا، أحيي إدارتها وقسمها الإعلاني الذي يعود إليه الفضل أيضاً في نجاح مسلسل «فخامة الشك».كيف تفسّر المساواة في نسبة مشاهدي الأعمال اللبنانية المتفاوتة نوعياً؟ يحبّ الجمهور اللبناني متابعة المسلسل المحلي بغض النظر عن نوعيتّه، فضلاً عن أن العمل المحلي التافه ينجح في حال لم يكن يتوافر أي عمل آخر منافس عبر محطة أخرى.هل تتسنّى لك متابعة الأعمال اللبنانية المحلية الراهنة؟بسبب تصوير مسلسلي لم تتسنّ لي المتابعة الدائمة لكنني اطلعت على بعض مشاهد «الشقيقتان». صراحة، شهادتي مجروحة بالمخرج سمير حبشي والكاتبة كلوديا مرشليان، وأرى أن صورة المسلسل جميلة وابتكر المخرج جوّاً جميلاً. رغم أنه ينافس «فخامة الشك»، فإنني أحترم تجارب الزملاء لأنني أعلم مدى صعوبة التصوير والتعب والجهد في تنفيذ مسلسل درامي.غريب مدحك مسلسلاً منافساً؟أرى أن في انتقاد مسلسل منافس ضعفاً وقلة ثقة في النفس. يجب النظر إلى الأمور بإطار واسع من دون أنانية لأن نجاح أي مسلسل لبناني يعني نجاح الجميع وتوافر عمل مستقبلي للجميع ودعم لكل القطاع. أقدّر تعب الممثلين كلهم وفريق العمل لأن أحداً خارج هذا المجال لا يعرف الجهد المبذول في سبيل تصوير مسلسل درامي.اتسمت أدوارك الأخيرة بالشهامة والأخلاق، («قلبي دق» و«عروس وعريس» و«سراي عابدين») لكنك كسرت القالب هنا؟الآتي أعظم مع «أمير». لو كان «فخامة الشك» مسلسلي الأول لكان الأمر خطيراً جداً لأن الجمهور يطبع صورة الممثل بباكورة شخصياته. إنما المشاهد يعرف راهناً أن ما أؤديه مجرّد تمثيل، خصوصاً أنني أنوّع في شخصياتي.سينماصدرت نسبة كبيرة من الأفلام اللبنانية هذا العام، ما رأيك فيها؟إنها حركة جميلة جداً طالبنا بها منذ زمن بعيد رغم أن نوعيتها متفاوتة. في مقابل الأفلام التافهة ثمة أعمال عميقة جداً ومنفذّة بطريقة جيدة ولها قيمة سينمائية وفنيّة. لا تتسنى لي متابعة كل ما يُعرض نظراً إلى انشغالي في التصوير، إلا أنني أقصد مشاهدة الأفلام التي يشارك فيها الزملاء الأصدقاء. أحيي الجهود المبذولة لتقديم فيلم لبناني، وفرح بنسبة المشاهدين التي تحققها السينما اللبنانية، لذا يجب عدم إهمال النوعية لأن ثمة جمهوراً واعياً يتابع وينتقد، وبالتالي يجب احترام الذوق العام.هل من مشاريع في هذا الإطار؟ثمة عروض مطروحة لكنني لم أختر المناسب بعد.هوليوود ومشاريع مقبلة
شارك ممثلون لبنانيون في أفلام إيرانية وأوروبية تمهيداً للوصول إلى هوليوود، فهل يطمح يورغو شلهوب إلى ذلك؟ يقول في هذا الشأن: «لا يعلم أحد من أين تأتي العروض والفرص، وأتمنى الوصول إلى هوليوود لأنني عندما أتابع الإنتاجات الأميركية الدرامية والسينمائية أندهش، فكل حلقة تلفزيونية بمثابة فيلم سينمائي إنتاجاً وأداءً وتنفيذاً. وحول مشاريعه المقبلة يقول: «ثمة عروض قيد الدرس لكنني لا أقتنع بهابسهولة كوني لا أسعى إلى الربح المادي بمقدار ما تهمنيّ نوعية العمل. من هنا، يعلم الجمهور والمحطات على حدّ سواء أن مشاركتي في أي عمل تعني نجاحه بنسبة 90%، إنها الثقة التي بنيتها مع الآخرين رغم أنني أضحّي مادياً في مقابل الحفاظ على اسمي».