جاء منع السلطات المصرية رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة في السلطة الفلسطينية، جبريل الرجوب، من دخول مصر، أمس الأول، وإعادته في الطائرة نفسها القادمة من الأردن، ليظهر حجم الخلافات بين القاهرة وحركة "فتح"، التي يترأسها الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وينتمي إليها الرجوب، في وقت تشهد العلاقات بين القاهرة وحركة "حماس"، انفتاحا غير مسبوق منذ سنوات.

مصدر مصري رفيع المستوى قال لـ "الجريدة" إن "خلافات القاهرة وفتح ظهرت للعلن، في ظل تقارب القاهرة مع حماس والقيادي بفتح، محمد دحلان، المعارض لعباس، إذ اعترضت السلطة الفلسطينية على إقامة مؤتمر لأنصار دحلان في القاهرة الشهر الماضي، وطالبت بمنع إقامته، لكن القاهرة رفضت بحجة أن مصر منفتحة على جميع الفصائل الفلسطينية".

Ad

وأشار المصدر إلى أن منع دخول الرجوب جاء بعد استياء القاهرة من اعتقال "فتح" لعناصر تابعة لتيار دحلان، دعت أجهزة مصرية للإفراج عنهم، لكن لم تتم الاستجابة لها، كما لم تلق دعوات القاهرة لإجراء مصالحة فلسطينية - فلسطينية آذانا صاغية من قبل "فتح"، بالتوازي مع توتر العلاقات بسبب علاقة السلطة الفلسطينية بتركيا ودولة عربية، والتقارب معهما مؤخراً، ما أغضب القاهرة، التي كانت تسعى للحصول على تأييد السلطة الفلسطينية للمبادرة المصرية بشأن عملية السلام.

المحلل السياسي الفلسطيني، عبدالقادر ياسين، أكد لـ "الجريدة" أن "التوتر بين القاهرة وفتح حاليا لا يخفى على أحد، فهناك مجموعة من قيادات فتح، من ضمنها الرجوب، تناصب القاهرة العداء بصورة غير مفهومة، فالرجوب تخطى الكثير من الخطوط الحمراء في تصريحاته تجاه أكبر الدول العربية، كمصر والسعودية والأردن"، متوقعا ألا يصل التوتر والخلاف الحاصل حاليا إلى مرحلة الصدام، وأن يتم تخفيف حدة الأزمة في الفترة المقبلة.