الأسد يخسر قائداً بريف دمشق... وتظاهرة تؤيده ببلدة معارضة

• اجتماع جديد في أستانة يقطع الطريق على جنيف
• «درع الفرات» تسيطر على مناطق لـ «قسد»

نشر في 02-03-2017
آخر تحديث 02-03-2017 | 00:04
سوريون يتجولون بالدراجات النارية وسط أنقاض مدينة الباب أمس الأول	(رويترز)
سوريون يتجولون بالدراجات النارية وسط أنقاض مدينة الباب أمس الأول (رويترز)
غداة خروج تظاهرة غير مسبوقة منذ قيام الثورة السورية قبل 6 أعوام دعماً له في معقل الفصائل بإدلب، تلقى الرئيس السوري بشار الأسد ضربة جديدة في مركز ثقله بدمشق خسر فيها قائد عملياته بريف العاصمة.
خسر الرئيس السوري بشار الأسد، أمس، قائد عملياته في ريف دمشق العميد الركن بلال مبارك خلال عملية بدأتها قواته قبل أسبوعين لفصل حي برزة عن حيي القابون وتشرين والتقدم إلى عمق الغوطة الشرقية.

وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل 13 عنصراً على الأقل من قوات النظام بينهم العميد المبارك، البالغ من العمر 47 عاماً والمتحدر من مدينة جبلة باللاذقية، والذي أطلقت عليه الصفحات الموالية لقب «زعيم المصالحات»، لدوره في تسويات قام بها النظام أخيراً في مدن الريف الغربي للعاصمة.

وعلى النقيض من التظاهرات، التي كانت تخرج ضد نظام الأسد، شهدت قرية ترملة، في ريف إدلب الجنوبي، الواقعة تحت سيطرة تحالف «هيئة تحرير الشام» (هـ . ت . ش)، الذي تقوده جبهة «فتح الشام» (النصرة سابقاً)، تظاهرة مؤيدة للنظام، أمس الأول.

وتناقلت الصفحات الموالية والمعارضة على حد سواء، شريطاً مصوراً يظهر متظاهرين يطالبون بإخلاء المقرات وطرد الفصائل من ترملة، ويرددون شعارات منها «الله سورية بشار وبس».

وعزا بعض الناشطين المعارضين التظاهرة إلى غضب الأهالي بعد قصف عنيف ونادر تعرضت له القرية في الأيام الأخيرة وراح ضحيته مدنيون بينهم أطفال ونساء.

ومع نزوح الآلاف من ريف منبج في ظل احتدام القتال بين قوات سورية الديمقراطية «قسد» وتنظيم «داعش»، حققت قوات النظام تقدماً مهماً باتجاه مدينة تدمر في ريف حمص الشرقي، بحسب مصدر عسكري سوري، أوضح أنها سيطرت أمس على مثلثها الأثري الواقع على بعد كيلومترين منها.

ووفق المصدر، فإن مجموعة الاقتحام الأولى تقدمت باتجاه قلعة تدمر وسط انهيار كبير لمسلحي تنظيم «داعش»، مؤكداً أن السيطرة على المدينة ودخولها أصبحت مسألة وقت بعد أن باتت مكشوفة أمام الجيش السوري، وبالسيطرة على القلعة تعتبر المدينة ساقطة ناريا».

وفي إطار عملية «درع الفرات»، أفادت صحيفة «حرييت» بأن «تركيا تقيم قاعدة عسكرية مؤقتة في موقع استراتيجي على إحدى تلال مدينة الباب»، التي تم تحريرها الأسبوع الماضي من قبضة «داعش»، موضحة أنه «من المخطط استخدامها كمركز لمرابطة المدرعات العسكرية وإصلاحها».

أمر واقع

ورغم نشر قوات أميركية في المنطقة تحسباً لمواجهة غير محدودة العواقب، هاجمت فصائل عملية «درع الفرات» المدعومة من تركيا، منطقة تسيطر عليها «قسد» المدعومة من واشنطن، بحسب المتحدث باسم مجلس منبج العسكري شرفان درويش، الذي أوضح أن الهجوم ركز على سلسلة من القرى تقع على بعد 27 كيلومترا غربي منبج.

وفي وقت سابق، أعلنت غرفة عمليات «درع الفرات» طردها «داعش» من قريتي الكريدية وأم حميرة شرق الباب و»قسد» من قرية جبلة الحمرة جنوب شرق المدينة ذاتها.

ووجد النظام والأكراد أنفسهم بحكم الأمر الواقع في موضع تعاون في الشمال لفرملة تقدم القوات التركية والفصائل المعارضة التي باتت عاجزة عن المضي قدماً من دون مواجهة مع الطرفين.

وفي دير الزور، أقدم «داعش» على تدمير مبانٍ وخزانات مياه عدة في قرى بمحيط المدينة منها جزرة والبوحميد والهرموشية. بحسب وكالة الأنباء الرسمية «سانا»، التي أوصحت أن قوات النظام ردت بغارات على مواقع التنظيم في أحياء الحميدية وجبل الثردة والمهندسين أدت إلى مقتل العشرات ودمرت كمية كبيرة من المعدات.

«جنيف 4»

وفي إطار محادثات «جنيف 4»، التي وثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان مقتل 413 بينهم 54 طفلاً منذ انطلاقها قبل 7 أيام، التقى وفد المعارضة المبعوث الأممي ستيفان ديميستورا، الذي سبق أن حدد قواعد للمفاوضات أبرزها الحفاظ على السرية وعدم اصطحاب هواتف داخل القاعة، واستخدام لغة وسلوك مقبولين، والامتناع عن توجيه الإهانات والتقليل من شأن الآخرين، والاعتداء اللفظي أو الشخصي.

وبعد مباحثات عميقة، اتهم رئيس وفد المعارضة نصر الحريري النظام بالتهرب من موضوع الانتقال السياسي بفتح ملفات أخرى، مشيراً إلى أن ديميستورا لمح لضغط روسي على النظام لبحث هذه العملية.

الجانب الروسي

وبعد تأكيده أن الجانب الروسي لم يقم بدوره بالحفاظ على وقف إطلاق النار بسبب عدم قدرته على ضبط الميليشيات الإيرانية، ألغى وفد المعارضة لقاءه مع نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف، رداً على استخدام موسكو وبكين حق الفيتو لإحباط مشروع قرار مجلس الأمن لفرض عقوبات على الأسد لاستخدامه الأسلحة الكيمياوية.

وفي وقت سابق، قال مسؤول الإعلام في ائتلاف المعارضة إن مباحثات جنيف أمام 48 ساعة حاسمة، مؤكداً أن الوفد سيخبر روسيا بأنه لا يمكن أن تستمر المفاوضات في ظل غياب الشريك.

جرائم حرب

واتهمت لجنة تحقيق الأمم المتحدة، أمس، كل الأطراف التي قاتلت في حلب بارتكاب جرائم حرب، موضحة أن قوات النظام والمجموعات المقاتلة المتحالفة معه نفذت عمليات «قتل انتقامية» منها قصف بالكلور، أثناء العملية التي انتهت بسيطرتها على شرق المدينة في ديسمبر الماضي.

وإذ أشارت إلى أن مقاتلي المعارضة قاموا «بقصف الأحياء الغربية بشكل عشوائي وباستخدام أسلحة بدائية ما تسبب بوقوع العديد من الضحايا المدنيين»، اتهمت اللجنة النظام باستهداف قافلة إغاثة إنسانية تابعة للأمم المتحدة والهلال الاحمر السوري في ريف حلب الغربي في ديسمبر الماضي»، عمداً بالذخائر الملقاة من الجو رغم معرفتها أن عاملين انسانيين يعملون في المنطقة».

إلى ذلك، أعلن أمس لقاء جديد في الاستانة في 14 الجاري.

جدول الأعمال

بدوره، أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف دعم موسكو بكل حماسة للمصالحة بين سورية وجيرانها في المنطقة. وأصر لافروف، خلال مؤتمر صحافي مع نظيره النيجيري، على ضرورة تحديد دائرة المشاركين الشرعيين في المفاوضات ومنع تسلل متطرفين يمثلون التنظيمات المصنفة دوليا كإرهابية، إلى العملية السياسية، محذراً من جدول أعمال المفاوضات مترابط وفي حال شطب موضوع محاربة الإرهاب منه، فإنه لم يعد يتناسب مع قرارات مجلس الأمن ولاسيما 2254.

لافروف يدعو إلى مصالحة بين سورية وجيرانها و«داعش» يتقهقر في تدمر
back to top