في خطوة لتوحيد الصف في مواجهة مواقف الرئيس الأميركي دونالد ترامب والمشاكل الداخلية والإقليمية، قرر الرئيس الإيراني الإصلاحي السابق محمد خاتمي إرضاء المرشد الأعلى علي خامنئي بنشر رسالة يتبرأ فيها من تظاهرات «الثورة الخضراء»، التي خرجت في 2009 ضد إعادة انتخاب الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد، وتداعياتها الدامية.

وأكدت مصادر مقربة من خاتمي، لـ«الجريدة»، أن إسحاق جهانغيري المساعد الأول للرئيس حسن روحاني التقى خامنئي الأسبوع الماضي، وعرض عليه مجدداً مشروع خاتمي والإصلاحيين للمصالحة، وفتح الطريق أمامهم للمشاركة في انتخابات رئاسة الجمهورية، ومجالس البلدية المقبلة.

Ad

وأوضحت المصادر أن جهانغيري أبلغ خامنئي أن «ظروف البلاد السياسية، خاصة بعد مواقف ترامب ومشاكل إيران في المنطقة وأزمتها الاقتصادية، تحتاج إلى وحدة وانسجام بين جميع الأطياف السياسية، وآن الأوان لنسيان الماضي وفتح صفحة جديدة».

وتابعت: «لكن خامنئي رفض أي اتصال أو استقبال لخاتمي أو الإصلاحيين قبل أن يعتذروا ويتبرأوا من حوادث 2009، ويعلنوا علناً أنهم يؤيدون النظام الانتخابي، وكلف جهانغيري نقلَ رسالته إليهم، وفوضه وسيطاً بينه وبينهم».

وذكرت أنه بعد أن نقل جهانغيري رسالة خامنئي، دعا خاتمي زعماء الإصلاحيين إلى اجتماع في منزله يوم الاثنين الماضي، وعرض عليهم أن يكتب رسالة تلبي مطالب المرشد، مبينة أن بعض صقور الإصلاحيين عارضوا الأمر واعتبروا أن الرسالة ستكون بمثابة خيانة لكل الذين وقفوا بجانبهم في انتخابات 2009، وفي مقدمتهم مرشحاهم لهذا الاستحقاق مهدي كروبي ومير حسين موسوي، الموجودان في الإقامة الجبرية منذ ذلك الحين.

ولفتت إلى أن صقور الإصلاحيين حذروا من أن كتابة هذه الرسالة من خاتمي ستكون بمثابة إطلاق رصاصة الخلاص على رؤوسهم، في حين أكد خاتمي أن بقاءهم على الهامش لن يفيدهم.

وبينت المصادر أن المجتمعين اتفقوا على «أن يطلبوا من جهانغيري نقل الاقتراح بكتابة هذه الرسالة إلى خامنئي، فإذا وافق يقوم خاتمي بكتابتها لفض الخلاف وبدء صفحة جديدة في العلاقات».