«جوليا دومنا» إحدى أهم ملكات الشرق... على خشبة مهرجان «البستان» في لبنان
ميراي معلوف: شخصية مؤثرة تحدّت مصيرها وصنعت نهايتها بيدها
ضمن إطار احتفاء «مهرجان البستان الدولي الرابع والعشرين للموسيقى» بـ «ملكات الشرق وإمبراطوراته» (15 فبراير- 19 مارس 2017) اللواتي أدين دوراً مهماً في تاريخ هذه المنطقة من العالم، تقدّم الممثلة اللبنانية ميراي معلوف مسرحية «جوليا دومنا»، مساء الاثنين 6 مارس الجاري، وتشارك معها الممثلة سيرينا شامي، من إخراج شريف خزندار.
جوليا دومنا سورية من مدينة حمص، زوجة القيصر الروماني سيبتيموس سيفيروس، ووالدة القيصر كاركلا (211 - 217 م) وگيتا. استهوت شخصية جوليا دومنا الممثلة ميراي معلوف، وأرادت إن توصل إلى الجمهور صورة عن المرأة التي عاشت في القرون الأولى وعن شجاعتها وقدرتها أحياناً على تغيير مصيرها.كانت جوليا دومنا امرأة وزوجة وأماً، أدت دوراً مهماً في السياسة، وعرفت، بفضل قوة شخصيتها، كيف تتعامل مع الظروف كافة. حكمت هذه المرأة الشرقية المولد مع عائلتها روما نحو 40 عاماً. ورغم المصاعب التي واجهتها تحدّت مصيرها إلى درجة التضحية الكاملة بذاتها، فانتحرت بعد مقتل ابنها الإمبراطور كركلا عام 217 م.
تعرفت الممثلة ميراي معلوف إلى هذه الشخصية منذ 20 سنة تقريباً، عندما اقترح عليها كل من شريف خزندار وفرانسواز غروند أداء هذا الدور باللغتين الفرنسية والعربية. لم تتردد أمام هذا التحدي وتحضّرت لدورها في «جوليا دومنا» في غضون شهر. المسرحية مونولوغ يعيد رسم هذه الإمبراطورة من خلال حكاية ترويها ميراي معلوف بلغة عربية أدبية منمّقة ساهمت إلى حد بعيد في إحداث تقارب بينها وبين جوليا دومنا.
ميراي معلوف
ولدت ميراي معلوف في باريس وترعرعت في بيروت، بعد تخرجها في كلية الحقوق في جامعة القديس يوسف في بيروت، تابعت دورات في التمثيل تحت إدارة المخرج المسرحي اللبناني الرائد منير أبو دبس (أبو المسرح الحديث)، قبل أن تلتحق بفرقته المسرحية. شاركت في المسرحيات التي أخرجها لكل من سوفوكل ويوريبيد وشكسبير ودستويفسكي، على سبيل المثال: انتيغون، جوكاستا، ليدي ماكبث، جرترود، ماريا ليبيادكين. عام 1972 شاركت في «الطوفان» لمنير أبو دبس التي فازت بجائزة أفضل مسرحية في مهرجان شرق برلين في العام نفسه. في ما بعد، شاركت في فيلم «بيروت يا بيروت» لمارون بغدادي. عام 1974، التحقت بفرقة بيتر بروك في باريس، وجالت معها في الولايات المتحدة وأستراليا وأوروبا واليابان... وقدّمت مسرحيات باللغتين الفرنسية والإنكليزية. وفي تلك الفترة شاركت في إنتاجات فرنسية من بينها «الملك جون» لبرنار سوبيل وأدت فيه دور إليونور. عام 1981، ورغم الحرب التي عصفت بلبنان، عادت إلى بيروت وعملت في إنتاجات تلفزيونية وإذاعية وسينمائية. وفي التسعينيات، قدّمت مسرحية «جوليا دومنا» مع شريف خزندار. عام 2009، عادت إلى باريس وقدّمت «بيرينس» لراسين، وفي عام 2011 قدّمت «نساء في الحرب» كتابة جواد الأسدي وإخراجه على مسرح «بابل» في بيروت. وعام 2014 شاركت في فيلم Go Home لجيهان شعيب. تؤمن الممثلة ميراي معلوف بأن الممثلة تستمر ما دامت تحافظ على إيمانها بالتمثيل والمتعة في ممارسته.شريف خزندار
ولد في حلب في سورية عام 1940، تلقى دروسه في الولايات المتحدة الأميركية، وتابع تخصصه في إدارة الأعمال في الجامعة الأميركية في بيروت (1959-1962). شغل منصب عضو في المركز العالي للفنون والآداب والعلوم الاجتماعية في سورية (1963-1965)، وفي السبعينيات شغل مناصب مهمة في دول أوروبية وعربية وأسس فرقاً مسرحية في فرنسا.في يوليو 1982، أسّس في باريس «بيت ثقافات العالم». وفي عام 1988، أصبح شريف خزندار عضواً في المجلس الوطني للغات الإقليمية والثقافات. منذ 1997، يشغل منصب رئيس لجنة الثقافة في اللجنة الوطنية الفرنسية لليونسكو، وبهذه الصفة، شارك في اجتماعات دولية. في الوقت الحاضر، يشغل منصب خبير حكومي في التراث الثقافي غير المادي.
معلوف لم تتردد أمام التحدي واستعدت لدورها في « جوليا دومنا » خلال شهر